أحمد الجلبي… من وهم «العراق الأمريكي» إلى «لا عراق» رأي القدس
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: أحمد الجلبي… من وهم «العراق الأمريكي» إلى «لا عراق» رأي القدس الخميس 5 نوفمبر 2015 - 0:11
أحمد الجلبي… من وهم «العراق الأمريكي» إلى «لا عراق»
رأي القدس
November 4, 2015
شيع المسؤولون العراقيون امس جثمان السياسي العراقي احمد الجلبي إلى مثواه الاخير، بعد ان توفي أمس الأول الثلاثاء إثر نوبة قلبية مفاجئة في بغداد. ونظم البرلمان العراقي من أمام مقره مراسم تشييع رسمية للجلبي، بحضور الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وعدد من الوزراء وممثلي المرجعيات الدينية وقيادات عسكرية، وقد نعاه مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، ولوحظ غياب نائب الرئيس العراقي المقال نوري المالكي، وهو ما أعزاه البعض إلى خلافات قديمة بين الرجلين تخللتها اتهامات بالفساد ضد المالكي اثناء توليه رئاسة الحكومة. وجاءت وفاة الجلبي لتفتح ملفات قديمة وتلقي الضوء على مفارقات الوضع السياسي في العراق وتعقيداته. وبينما بالغ السياسيون المقربون من ايران في مديح الرجل والثناء عليه اعتبر آخرون انه اسهم في وصول العراق إلى هذه الاوضاع الكارثية التي يكاد يتهدد فيها وجوده نفسه، بعد ان لعب دورا حاسما في حدوث الغزو الامريكي للعراق في العام 2003. وبعيدا عن الروح الطائفية الفجة التي ظهرت في نعي البعض للجلبي باعتباره «ابن الكاظمية» وليس ابن العراق كله، او روح «الشماتة البغيضة» لدى آخرين حملوه مسؤولية كافة كوارث العراق، ينبغي القاء نظرة موضوعية معيارها واقع العراق ومستقبله وليس الاستسلام للاحقاد الشخصية او الطائفية. ومن هنا يمكن الوقوف عند هذه النقاط: أولا: استنادا إلى الحقائق التاريخية، فان الجلبي كان رمزا للمعارضة العراقية في الخارج التي وظفتها ادارة جورج دبليو بوش بالكامل في صنع الاكاذيب التي استخدمتها كغطاء للغزو في العام 2003. وهو لم يتردد في ترويج تلك الاكاذيب للعالم، فيما كان يبشر الشعب العراقي بما سمي اعلاميا حينئذ بـ «عرا ق امريكي» يمثل واحة من الديمقراطية والاستقرار في الشرق الاوسط، وينعم ابناؤه برخاء اقتصادي هائل بفضل استثمار الثروة النفطية الهائلة. وهو لم يعتذر ابدا عن هذا الدور. لم يعتذر عن الكذب على العالم، والاسوأ الكذب على شعبه. ثانيا: بعد ان وقع العراق في ايدي المحتل الامريكي، برز الجلبي كـ «رجل طهران الخفي» الذي اسهم بهدوء في وقوع العراق في ايدي ايران. كان فاعلا رئيسيا في تحقيق الرغبة العمياء في الانتقام من الرئيس الراحل صدام حسين ونظامه، والتي كانت نقطة التقاء بين المحتل الامريكي وايران. وساهم الجلبي في تفكيك المؤسسات العراقية ومنها الجيش العراقي الذي كان بمثابة العمود الفقري للدولة، بحجة القضاء على البعثيين. ومع تسريح آلاف الضباط الذين شعروا بالظلم، تشكلت نواة للتنظيمات المسلحة خارج اطار الدولة، والتي سرعان ما جذبت منظمات ارهابية مثل «القاعدة» و«الدولة» لاحقا. ثالثا: كان الجلبي احد من ادخلوا مفهوم «المحاصصة الطائفية» كاساس للنظام الجديد في العراق، عبر تشكيل ما سمي حينئذ بـ «مجلس الحكم»، وضم ابرز شخصيات المعارضة العائدة على الدبابات الامريكية. وبدلا من الانتصار للهوية الوطنية العراقية هيمنت روح انتقامية طائفية على خيارات المعارضة العائدة التي طالما كان رمزا لها، وان لم يمنعه هذا من الاختلاف مع بعض رموز الهيمنة الايرانية على العراق، بعد ان رأى الفساد يبلغ مستويات قياسية، فيما يعيش نحو ثلث العراقيين تحت خط الفقر، وهو ما يحسب له. وبين مطرقة الارهاب الذي اصبح يسيطر على مساحات شاسعة من العراق، مازالت «المحاصصة الطائفية» تشكل حتى اليوم الداء القاتل الذي يمنع تشكيل نظام ديمقراطي حقيقي لكافة العراقيين. وبدلا من «عراق الحلم الامريكي» يجد العراقيون انفسهم امام كابوس تفكك الدولة العراقية بايدي الارهاب والطائفية والفوضى والفقر. واخيرا فان القضية ليست شخصية، وليست كما يقول البعض انه زار صدام حسين في سجنه للتشفي فيه، وليست ان حكم صدام لم يكن قمعيا ودمويا، بل انها الحقائق التاريخية التي اسهمت في وصول العراق لما وصل اليه، التي يجب ان تكون درسا للآخرين. اذ ان الاستعانة بالاعداء او الاستقواء بهم قد تعني خسارة كل شيء. أما الاشخاص فالى ذمة التاريخ يحكم لهم او عليهم. رأي القدس
لطفي الياسيني عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 3438مزاجي : تاريخ التسجيل : 17/06/2014الابراج :
موضوع: رد: أحمد الجلبي… من وهم «العراق الأمريكي» إلى «لا عراق» رأي القدس الأحد 6 ديسمبر 2015 - 9:45
لطفي الياسيني شاعر المقاومة
أحمد الجلبي… من وهم «العراق الأمريكي» إلى «لا عراق» رأي القدس