حي «مولينبيك» البلجيكي مرتع المتطرفين

حي «مولينبيك» البلجيكي مرتع المتطرفين
22/11/2015 08:42
يشتهر حي «مولينبيك» في بروكسل بأنه مرتع النشاط المتطرف للمتشددين، ارتبط الحي بأربع هجمات ارهابية كبيرة خلال السنوات الأخيرة، وهو عامل مفسر للمشاكل التي تواجه اوروبا في تعاملها مع المتطرفين.

يحتاج التأكد من وقوفك أمام أحد أكبر مساجد العاصمة البلجيكية أن تسأل المارة، إذ لا توجد منارة ولا علامات دلالة تشير الى أن المبنى الواقع في «شارع دولانوا 40» هو مكان عبادة مهم للمسلمين. تتشابه أبواب الالمنيوم الكبيرة والمصراع محال تصليح السيارات، لكن في أيام الجمعة يأتي نحو 600 شخص لأداء الصلاة في مسجد «الخليل». يُعتقد أن هذا المسجد له علاقات مع «الجناح السوري للإخوان المسلمين» ويعد واحدا من اكبر مساجد «مولينبيك» وأكثرها تأثيرا، وهو الحي الذي يظهر دائما عند اجراء تحقيقات بشأن اعمال عنف اسلامية في اوروبا. فقد ارتبط الحي بالهجوم الارهابي الفاشل على قطار فائق السرعة بين باريس وبروكسل في آب الماضي وهناك صلات مع الهجوم الدامي على مجلة «تشارلي إيبدو» في كانون الثاني الماضي. وظهر الحي مجددا على نشرات الأخبار بعد هجمات باريس الاخيرة، وتقول السلطات إن سبعة مشتبه بهم اعتقلوا في «مولينبيك» وجرى تفتيش عدة شقق. أبدى الناس صدمتهم من تلك الهجمات، ويرفضون ربطها بالإسلام. هذا جانب واحد من «مولينبيك»، الحي الذي يشبه أي مدينة كبيرة للطبقة العاملة في أوروبا، وترى الاغلبية الساحقة من سكان الحي ان فكرة القتل «باسم الله» لا يمك تصورها.

لكن هناك جانبا آخر لهذا الحي: الجانب الذي يعد بؤرة المشهد الاسلامي لأوروبا الغربية. يُعتقد ان المسلمين يمثلون 6 بالمئة من سكان بلجيكا، لكن هذه النسبة ترتفع الى 25 بالمئة في بروكسل و40 بالمئة في مولينبيك، والتي تعاني من بطالة تبلغ 30 بالمئة لكن النسبة اعلى بين المهاجرين. يقول الصحافي «محمد كوكسال»: «معظم المسلمين معتدلون، لكن هناك مجموعات متشددة بشكل حاد ذات صلات مع السلفيين على سبيل المثال»، يغطي «كوكسال» المشهد الاسلامي هناك منذ سنوات، ويضيف: «يخبرون الشباب انهم ليسوا اوروبيين او بلجيكيين وهناك مواجهة بيننا ضد الآخرين». يحاول سكان وسياسيو «مولينبيك» مواجهة وصم منطقتهم بالإرهاب والتطرف. بينما تقضي عمدة الحي «فرانسواز شيبمان» وقتها في الدفاع عن «مولينبيك» بعد حملة الاعتقالات الاخيرة هناك، وذكرت في عدة مقابلات تلفزيونية: «لا يأتون جميعا من هنا، اذ يسافر اغلبهم عبر الحي». لكن اذا صح كلامها، فهذا يعني انهم يسافرون كثيرا من خلال الحي. ويقول «كوكسال»: «المجتمع المسلم في مولينبيك مغلق جدا. والاشخاص الذين لا ينتمون اليه سرعان ما ينظر لهم بأنهم عملاء لقوات العدو»، يساعد هذا في تفسير اعتقال المشتبه بهم هناك وهم ليسوا من سكنة الحي، لأن «مولينبيك» مكان جيد للاختباء كما يضيف «كوكسال».

تراقب الاجهزة الامنية المحادثات الهاتفية لكل الاشخاص المهمين في المشهد، ويخضعون لمتابعة مكثفة من الشرطة. ولذلك لا يجري كسب الشباب للتطرف في الاماكن الواضحة مثل مسجد «الخليل». تنمو بذور الكراهية داخل الاماكن السرية، وغالبا ما تكون المنازل. تعتقد السلطات الامنية ان بلجيكا الصغيرة خرج منها 500 رجل تقريبا للقتال مع المتطرفين في سوريا، وتقول المفوض العام للشرطة الاتحادية البلجيكية «كاترين دي بول» ان 130 منهم قد عادوا الى البلاد. يبدو أن اجهزة الأمن البلجيكية عاجزة عن معالجة المشكلة. يقول وزير الداخلية «يان يانبون» ان سكان بروكسل 1،2 مليون نسمة فقط، «لكن هناك ست ادارات مختلفة للشرطة و19 مقاطعة مختلفة»، أما نيويورك بالمقارنة فيسكنها 11 مليون نسمة لكن لديها ادارة شرطة واحدة.