الأعمال العدوانية والهجرة تقتلان مسيحيي الشرق ببطء
كاتب الموضوع
رسالة
جورج كوسو عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: الأعمال العدوانية والهجرة تقتلان مسيحيي الشرق ببطء الأحد 31 يناير 2016 - 12:34
Paul Malo / Aleteia
روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) –ينبغي على المسيحيين الهرب أو الموت، لكونهم مضطَهدين حتى في المناطق المحصّنة التي لجأوا إليها هرباً من مضايقات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. خلال الأيام الأخيرة، طالت عدة هجمات قرى مسيحية. ففي ليل 16-17 يناير، قصفت القوات التركية قرية شرانيش العراقية الصغيرة التي يقطنها مسيحيون كلدان وأشوريون بشكل رئيسي. وبُرر القصف الذي استمر لأكثر من ساعتين كمكافحة لميليشيات حزب العمال الكردستاني التي تشنّ تركيا معركة قاسية ضدها. وفي أغسطس الفائت، كانت هذه القرية قد تعرضت لغارات تركية للسبب عينه، على غرار عدة قرى أخرى. ومن بين أكثر من 300 شخص بقليل، لم يبق فيها سوى خمسة، في حين أن الآخرين ينتظرون هدوء الوضع للتوجه إليها من أجل الاطلاع على الأضرار واستئناف حياتهم اليومية بشكل أو بآخر. 19 قتيلاً في القامشلي في غضون بضعة أسابيع في سوريا المجاورة، وبشكل معاكس، تم الاعتداء على المسيحيين في مناطق كردية. فسُجل آخر اعتداء عندما انفجرت قنبلة في أحد مقاهي حي أرمني في القامشلي في شمال البلاد. وبلغت محصلة الانفجار ثلاثة قتلى وعشرة جرحى في هذا الاعتداء الرابع خلال شهر واحد فقط. وفي 31 ديسمبر الفائت، قضى 16 شخصاً في ثلاثة انفجارات استهدفت مطاعم في المدينة. هذه الاعتداءات تبنتها الدولة الإسلامية، لكن الأكراد اتهموا مؤخراً ميليشيات مؤيدة للحكومة بضلوعها فيها… الرؤية الواضحة صعبة في منطقة تتنازع عليها عدة فصائل، ونجحت فيها القوات الكردية والحكومية حتى ذلك الحين في التفاهم ضد الدولة الإسلامية. ولكن، كما يحصل في أحيان كثيرة، يجد المسيحيون أنفسهم ضحايا مواجهات لا يسيطرون عليها. في حلب، استهداف الأحياء المسيحية في أيام الأعيادعلى بُعد عشرات الكيلومترات إلى الشرق، يتعايش مسيحيو حلب مع الخوف من تهديد دائم. كما تؤثر ظروف الحياة الفظيعة على السكان البالغ عددهم مليون ونصف والذين بقوا في المكان. ويُلبس القصف المتكرر للمدينة من قبل مختلف الفصائل المسلحة ثوب الحداد لكل الأحياء، سواء كانت مسلمة أو مسيحية. لكن معاداة الإسلاميين للمسيحية تقاس في أيام الأعياد المسيحية. ففي الأشهر الأخيرة، استُهدفت الأحياء المسيحية في المدينة في عيد القديسة بربارة وعيدي الميلاد ورأس السنة. أما في العراق، فيتمنى العديد من المسيحيين مغادرة البلاد بعد أن أضنتهم 12 سنة من الاضطهاد المستمر منذ الاجتياح الأميركي. مع ذلك، يُتابع البعض نضالهم من أجل البقاء. وفي سوريا، تعيث الحرب فساداً منذ خمس سنوات “فقط”، ولا تزال القوات ناشطة. لكن هذا لا يمنع عدداً كبيراً من المسيحيين من مغادرة البلاد لمحاولة تقديم حياة هادئة ومستقبل لأولادهم. في حلب، لم يبق سوى عشرات آلاف المسيحيين من أصل الـ 150000 الذين كانت تضمهم المدينة في بداية هذه الحرب. هذه الهجرة هي العدو الفعلي لمعظم المسيحيين الموجودين في المدينة. فهم يعلمون أن الإسلاميين يُحارَبون، لكنهم يتهمون البلدان الغربية بتشجيع الهجرة عبر فتح حدودها بدلاً من المساعدة على إيجاد حل سياسي للصراع. “الهجرة هي عدونا الفعلي” “الهجرة هي التي تسبب زوال كنيسة عمرها ألفا سنة”، بحسب تعليق المونسنيور جان كليمان جانبار، رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك، المناضل من أجل منع أبناء رعيته من الاستسلام لتجربة المغادرة من دون عودة. إن مسيحيي هذه المنطقة لم يُقتَلوا أو يُبادوا، بل طُردوا أو هُددوا من قبل الإسلاميين الذين لا يحتملون أي إيديولوجية أخرى. وفي ختام نزوحهم أو بعد خمس سنوات من الحرب، يختار كثيرون الهرب. “لا أستطيع لوم المغادرين، فقد فكرت بنفسي في الرحيل، لأن هذه الحياة لا تحتمل… ولكن، من يحافظ على الوجود المسيحي الأساسي في هذه الناحية من العالم التي تحتاج كثيراً إلى السلام؟”. هذا السؤال طرحته شابة مسيحية من حلب غادر إخوتها وأخواتها المدينة خلال السنوات الأخيرة. اللافت هو أن الباقين في المدينة يتحدثون عن هجرة إخوتهم أكثر منه عن التهديدات الإسلامية. فهم يدركون أن رحلة مختلف الجماعات المسيحية هي من دون عودة، ويلاحظون أن هذه الخسارة تسبب اليوم زوالها. ختاماً، قالت الشابة: “إذا بقينا، إذا بقي آلاف المسيحيين، فلأن هذا ممكن! صحيح أنه ينبغي علينا اليوم أن نكافح من أجل البقاء، وإنما هنا أيضاً تكمن جذورنا… ما السعادة التي نجدها إذا تخلينا عن جذورنا؟ إنني أطرح هذا السؤال على نفسي يومياً، وهذا ما يفعله أيضاً إخوتي وأخواتي الذين ذهبوا إلى الغرب”
" />
الأعمال العدوانية والهجرة تقتلان مسيحيي الشرق ببطء