إنهيار سد الموصل ؛ كارثة تهدد العراق !
بقلم : لوفداي موريس - ترجمة : نهى حوّا
الأحد 21 ـ 02 ـ 2016
إذا فتحت ثغرة في سد الموصل ، فإن ذلك يمكن أن يطلق العنان لموجة عاتية إرتفاعها 180 قدماً
أسفل حوض نهر دجلة ، تتسبب في تعرض أكثر من نصف مليون عراقي للغرق ،
مع وصول مياه الفيضانات إلى العاصمة العراقية، بغداد، على بعد نحو 280 ميلاً جنوباً.
وانهيار سد الموصل سيكون ، في حالة حدوثه ، كارثياً بكل المعايير على العراق .
وعلى مدى العقد الماضي ، وُصف السد بأنه الأكثر خطورة في العالم ، لكن تقييماً صدر حديثاً
عن سلاح المهندسين في الجيش الأميركي ، أفاد بأن خطر انهياره « أعلى بكثير »
مما كان يعتقد في السابق .
وكانت المشكلات البنيوية في السد قد ظهرت بوضوح في عام 1985 ، ما إن تم ملء الخزان
الذي يقع وراءه ، حيث بدأ السد المشيد من طبقات من الطين والجبس يرشح على الفور.
ومن حينها ، صُب نحو 100 ألف طن من الجص في البنيان لمنعه من الانهيار.
لكن حتى هذا الإجراء المؤقت تعطل بعد استيلاء تنظيم « داعش » على السد لفترة وجيزة صيف 2014 .
وبينما يستمر المتشددون في السيطرة على مدينة الموصل القريبة التي تشكل عاصمتهم بحكم الأمر الواقع ،
تعمل الصراعات السياسية والأزمة المالية في العراق على تعقيد أعمال الترميم .
ووفقاً للتقرير الأخير لسلاح المهندسين في الجيش الأميركي ، والذي نشر بعد تقديمه إلى البرلمان العراقي ،
من المؤكد أن السد الذي شيد لتوليد الطاقة الكهرومائية له
« مستويات غير مسبوقة من الفراغات غير المعالجة »
في أساساته ، وقد حدد الفريق المشرف على التقرير أيضاً « إشارات إجهاد خطيرة » في السد .
وكان الروتين اليومي الصارم في صب الجص في البنيان لحفظه من الانهيار قد توقف لستة أسابيع ،
عندما آستولى تنظيم « داعش » على السد ، ومنذ ذلك الحين تعاني هذه العملية من قضايا لوجستية.
وفي غضون ذلك ، فإن قراراً حكومياً بحرمان الموصل التي يسيطر عليها « داعش » ، من الكهرباء
عبر منع تدفق المياه ، فرض ضغوطاً إضافية على السد برفع منسوب المياه خلفه .
وتزداد المخاوف حدة في الوقت الذي تستعد القوات العراقية لشن هجوم لاستعادة الموصل
من تنظيم « داعش » ، وفي الأيام الأخيرة ، أفاد قادة عسكريون عن وصول
وحدات من الفرقة 16 للجيش العراقي إلى مدينة مخمور ،
جنوب شرق الموصل، لبدء عملياتها في المنطقة .
ضغوط إضافية :
وبحكم القلق من تخريب المتشددين السد إذا ما ظن أولئك أنهم يخسرون المدينة ،
فإن المسؤولين الأمنيين قاموا برسم خطط للطوارئ ، وفي غضون ذلك ،
يمكن أن يؤدي استخدام الذخائر الثقيلة
إلى فرض ضغوط إضافية على بنيان السد .
وقالت نائبة لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان العراقي شروق العبايجي :
« كان ينبغي علينا إطلاق تحذير للعمليات لمراقبة السد ، لكن ينبغي ألا يحدث شيء بقربه » ،
مضيفة : « يبقى الوضع شديد الخطورة » .
وتابعت : « ليس لدينا من يخبرنا بما يحدث تحت السد ، هناك بالوعات ،
لكننا لا نعلم مقدار حجمها حالياً » .
وقللت وزارة الموارد المائية في العراق من شأن التهديدات ،
لكنها اقتنعت بإعادة فتح البوابات السفلية للسد لتخفيف الضغط ،
على الرغم من أن ذلك كان يعني إعادة التيار الكهربائي إلى مدينة الموصل .
وفازت ، أخيراً ، شركة تريفي الإيطالية بمناقصة لإصلاح السد الذي تقدر كلفته بما يزيد
على 300 مليون دولار وفقاً للمستشار الذي أشار إلى أن النفقات من الممكن تغطيتها
من قبل البنك الدولي ، لكن هذه المناقصة تأتي في ظرف يستميت فيه العراق للحصول
على مساعدة مالية، في الوقت الذي تحوم أسعار النفط حول 30 دولاراً للبرميل .
ورفض وزير الموارد المائية العراقي محسن الشمري ، المنحاز إلى رجل الدين المناهض لأميركا
مقتدى الصدر، التحذير الأميركي ، وقال في مقابلة على محطة تلفزيونية عراقية ،
إنه ليست هناك سوى « فرصة واحدة في الألف » في أن يتداعى السد .
وانتقد هذه التكهنات باعتبارها ذريعة لإرسال المزيد من الجنود الأجانب إلى البلاد ، وأفادت إيطاليا
بأنها سوف ترسل 450 جندياً لتوفير الأمن للشركة الإيطالية .
وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي ، الحاجة للبدء بالعمل على وجه السرعة ، حيث من المتوقع
أن يؤدي ذوبان الثلوج والمزيد من الأمطار إلى زيادة الضغط على السد هذا الربيع .
قلق متزيد :
أعرب مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى للحكومة العراقية عن قلقهم المتزايد
إزاء وضع سد الموصل ، وقال أحد المستشارين في مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
إنهم حذروا من أن الدمار يمكن أن يكون « أسوأ بألف مرة » .
وإذا تداعى السد عند مستويات مرتفعة من المياه ، فإن الفيضانات قد تتسبب بكارثة .
وتفيد الدراسات بأن الموصل سوف تضربها موجة عاتية من المياه بارتفاع 65 قدماً ،
وتمحى في غضون أربع ساعات ، ونزولاً باتجاه مصب النهر من المتوقع أن تغمر تكريت
بالمياه بارتفاع 50 قدماً قبل أن يفجر السيل سداً آخر في سمراء .
وفي غضون 48 ساعة ، سوف تصل الفيضانات إلى بغداد .