يستعد مسيحيو العراق للاحتفال باقدم الاعياد المرتبطة بحاضرة وادي الرافدين حينما يحتفلون بعيد راس السنة الكلدانية الاشورية السريانية والمعروف بعيد اكيتو يوم الاول من نيسان ..
وتغيب للعام الثاني على التوالي المسيرات والاحتفالات الجماهيرية التي كانت تنظمها المؤسسات والاحزاب السياسية الخاصة بالمكون المسيحي نظرا للظروف الاستثنائية التي يعيشوها بعد نزوح اغلب المسيحيين من القاطنين في مدينة الموصل وعدد من مناطق سهل نينوى اثر سيطرة تنظيم داعش على تلك المناطق في صيف العام 2014.
ويرتبط العيد التاريخي حسب مصادر المؤرخين والمتخصصين بعلم الاثار بالطقوس والتقاليد التي كانت تقيمها حضارات بابل واشور حيث يقول المؤرخ ذنون حازم بان تسمية الاكيتو بابلية الاصل وتعني بالاحتفال او المكان الذي تقام به الاحتفالات الخاصة براس السنة .. ويضيف حازم في حديث لـ(عنكاوا كوم) ان العديد من المعلومات احيطت بالعيد المذكور والذي يعود انطلاق الاحتفال به بالتحديد الى عصور مبكرة من تاريخ حضارة بلاد الرافدين ومنها اشارات الى احتفالات المدن العراقية القديمة بالمناسبة في حدود منتصف الالف الثالث قبل الميلاد في مدينة اور ومنها اشيعت تلك الطقوس فاصبحت تقام في كل بلاد بابل واشور مستمرة حتى القرن الثاني قبل الميلاد .
ويلفت المؤرخ الموصلي المعروف الى ان المدن التي كانت تقام فيها طقوس الاكيتو هي اور وبابل والوركاء واكد واشور واربيلا ودور شروكين وغيرها من المدن التاريخية القديمة حيث تستمر مدة الاحتفال بهذا العيد الى 12 يوما ولهذا الرقم خصائص ودلالات في الحضارة الرافدينية القديمة ..
من جهته قال الباحث الاثاري سعد الله حامد بان الاحتفال بهذا العيد يرتبط برغبة العراقيين القدماء للاحتفال بعيد تجدد الكون والخليقة والانبعاث كونه يتزامن مع حلول الربيع والاعتدال الذي يتيحه هذا الفصل من ممارسة المهن التي كانت تمارس في تلك الازمان بعد انجلاء الشتاء المعروف بالسبات والركون لما فيه من دلالات الرعد والبرق والامطار التي يصعب ممارسة الاعمال في مثل هكذا اجواء ..
واضاف حامد بان الاشوريين عمدوا الى اقامة بيت اكيتو حيث يمثل المعبد الذي تمارس فيه طقوس هذا العيد مضيفا بان هذا المكان في احد العواصم الاشورية القديمة قد تجاوز عليه سكان المنطقة لسنوات عديدة خارقا بذلك حرمة الاثار دون لجوء الجهات المختصة للتعامل بالقانون ازاء هذه الممارسة ..
وتابع الباحث الاثاري يتوجب علينا كعراقيين ان نلتفت الى هذا العيد وعدم اقصاره على اخوتنا المسيحيين فحسب بل ينبغي علينا احيائه والاحتفاء بحلوله نظرا للتواصل مع ما ككانت تقوم الحضارة البابلية والاشورية من تقاليد ذلك العيد التاريخي المهم ولربما تسهم تلك الاحتفالات بان تكون الرد المناسب لما قام به عناصر تنظيم داعش من ممارسات مرفوضة بتدمير اثار الحخضارة الاشورية قبل عام واستباحة الاثار والمقتنيات الموجودة في متحف الموصل الحضاري..[/rtl]