القصة الكاملة لمجزرة “ أبو طبر” الديوانية !
الأحد 24 ـ 04 ـ 2016
“ ليش حرمت فطومة من المدرسة ” ؟
هكذا تحدثت ام مع قاتل بناتها الثلاث ، جريمة ارجعت ذاكرة الجميع الى “ أبو طبر”
في سبعينات القرن الماضي ، حيث اقدم ابو طبر “ الجديد ” في محافظة الديوانية
على قتل ستة افراد بينهم ام وابنها وثلاث بنات ورجل مسن لم يكن هنالك سبب لذلك سوى المال .
مواجهة الضمائر :
أم بنين ( 45 سنة ) ، فقدت بناتها الثلاث في هذه الجريمة ، وحينما حانت المواجهة
مع المتهم الوحيد بقتل بناتها، بنين (11 سنة ) ، فاطمة ( 7سنوات ) ،
رقية ( سنة ونصف ) .
ما كان لسان حالها يتكلم اكثر من كلمات ام فُجعت ببناتها ، والتي
لم تفطم اصغهرهن عن الرضاعة بعد ،
فهكذا تحدثت معه بطريقتها الشعبية :
“ رقاوي ( رقية ) مو بكد آبنك ؟ شردت اطفالك اتخاف عليهم وبناتي قتلتهن ؟
فطومة ليش حرمتها من المدرسة ؟ ” ..
اسئلة بحروف ملئتها الحرقة لم يجب عليها المجرم القاتل لأنّ “ طبره ” سبقه بالاجابة .
“ الجريمة ” :
في الثالث من نيسان الجاري أقدم المتهم عقيل ( 31 سنة ) ، والذي جُرِّمَ فيما بعد ،
بعد أنْ إعترف عما فعله فاصبح بحكم القانون مجرماً أقدم على إرتكاب
جريمة هزت كيان الانسانية لكل من سمع بها وعرفها ، فقتل ستة افراد
من ثلاث عوائل وكان مسرح الجريمة في بيت أخيه الكائن
في حي الوحدة بمحافظة الديوانية ، وآستخدم “ الطبر ” كأداة لجريمته ،
حيث قتل زوجة أخيه وآبنها عبد الله ( سنة ونصف ) ، وأضاف عليهم 3 بنات صغار
من أحد بيوت الجيران ( بنين ، فاطمة ، ورقية ) ،
جاء بهن القدر لاخذ ملابسهم من الخياطة ( ام عبد الله ) التي كانت أول المقتولين
فتحول الثوب الجديدلثوب الغياب الابدي “ الكفن ” ، لم يكتف المجرم بهذا بل
قتل فوق هؤلاء جاره ابو جواد ( 65 سنة ) والذي
جاء لينجد منْ سمع صوتهم من الضحايا .
عقيل يروي جريمته :
“ في البداية أنا اسكن مع زوجتي وأخي وزجته في نفس المنزل واعمل قصاباً ،
خططتُ لسرقة ما موجود في قاصة اخي الذي يسكن الطابق الارضي منْ المنزل
الذي نتشارك فيه السكن ، بدأت خطتي أولا بارسال زوجتي وابنائي
الى بيت أهلهم وزوجتي هي شقيقة زوجة اخي التي قتلتُها ” .
ويكمل : “ في اليوم التالي وقبل وقت المغرب قطعت عملي وجئت الى الدار كان
وقتهالا يوجد أحد في المنزل قمت اولا بكسر القاصة بالجاكوك ( المطرقة ) ،
وبعد ذلك بدأت أُلَمْلِمُ ما موجودمن مال فيها ، واذا بزوجة اخي تدخل المطبخ
ثم دخلت عليَّ مستغربةً للحال الذي كنت عليه فقالت :
“ عقيل شنو هاي شنو تسوي ؟ ” فما كان بي الا أنْ ارميها “ بالطبر” والذي جاء
في مؤخرة رأسها ومن ثم بعد ان سقطت قمت بضربها في جبينها ” .
ويتابع عقيل جريمته بالقول : “ وفي هذه الاثناء وإذا بابن أخي عبد الله
( سنة ونصف ) أبن المقتولة يخرج من أحد الغرف وحين ما شاهد أمه طريحة
على الارض والدم يسيل أرضا قام يصرخ ويبكي فقمت بضربه
أيضا “ بالطبر” على رأسه فمات على الفور” .
عظم الجريمة :
بعد أنْ دخلت الجريمة هذه المرحلة بدأ اعظم فصولها حينما دخلت بنات الجيران
الثلاث الى المنزل ، ويضيف عقيل : “ بعد كل هذا واذا بثلاث طفلات دخلْنّ
عليَّ وانا حينها كنت قد قتلت زوجة أخي وآبنها ، فما كان لي الا أنْ اقوم مسرعا
بعد أنْ دخلت البنات بغلق الباب ومن ثم بدأت بقتل البنات الثلاث الواحدة
تلو الاخرى ، وكانت الاخت الكبيرة بنين ( 11 سنة ) تحمل اختها الصغيرة
رُقية ( سنة ونصف ) فقمت بقتل الصغيرة وهي بحضن الكبيرة في مطبخ الدار.
قتل المنجد :
لم يكن ابو جواد (65 سنة ) بعيداً عن ضحايا الجريمة فقد آختارت غيرته
أنْ يلتحق بهم ،فبعد ان سمع اصواتا شك بها ، جاء للمنزل طارقاً الباب ،
فقمت ولازال ، عقيل يكمل حديثه :
قمت بفتح الباب واستدراجه للمنزل وبعدها مباشرةً ضربته “ بالطبر”
على رأسه فسقط ايضاً ، وبعد ذلك جاءت أم جواد طارقة للباب وعندما رأت
الدماء في يدي بدأ الخوف يدب فيهاوقمت بسحب يدها
التي آستطاعت أنْ تفلتها وكانت نيتي أنْ اقتلها .
هروب بعد تخوف :
بعد ان شعرت ان الحادثة ستُكشف ، خصوصا بعد دخول ام جواد ، قمت ببعثرة
ملابس المنزلوالاغراض واخذت ما آستطعت ان اجمعه من الاموال
وهربت وبعدها استأجرت سيارة اجرة .
“ الاختباء ” :
اشارت المعلومات فيما بعد على أنّ المجرم قد هرب للعاصمة بغداد ، وبعد يوم
من ذلكعاد الى الديوانية ، وهنا بدأ يبحث عن سكن فجاء لاحد الفنادق
الذي يروي لنا صاحبه الحادث .
صاحب فندق “ الشرق” يقول : “ جاء شخص الى إستعلامات الفندق ومعه حقيبة
فتحتهاوإذا بها اموال وملابس فسألته ، [ والمتحدث صاحب الفندق ] ،
من أي محافظة ؟
فأجاب عقيل : من كربلاء .. لانه يعلم أنّ مواطني المحافظة لا يمكن
أنْ يسكنوا فنادق المحافظة ذاتها حسب توجيهات الامن السياحي ” .
ويكمل صاحب الفندق : “ بعد أنْ بدأت اشك فيه ، شعر هو بذلك فارتبك
حتى خرج الى الخارج واذا بشرطة النجدة بدأوا يسألونه ” .
الاعتقال :
الشرطي علي حسين ، الذي قام باعتقال عقيل بعد يومين من الجريمة ، قال :
“ اني في البداية وعند مشاهدته ، اضافة إلى أنّ شكله ليس بغريب ، قمت بسؤاله
عما في حقيبته ؟ وكنت حينها قد شعرت بالخوف من أنْ يكون قد يحمل سلاحا ،
وعندما فتحت الحقيبة واذا بيأجد مبالغ كبيرة من المال وحينها قال لي :
“ هاك شدة وعوفني ” ،فالقيت عليه القبض بمساعدة زملائي في دوريات النجدة ” .
القيادة الامنية تتحدث :
قائد شرطة الديوانية اللواء حمزة عبد زيد ، اعلن عن القاء القبض على المتهم ،
في شارع الثورةوسط مدينة الديوانية نتيجة لمتابعات ومعلومات امنية .
مواجهة كشف الدلالة :
بعد أنْ آنتهينا من تصوير كشف الدلالة ، جاءت المواجهة بين
ذوي الضحايا والمجرم .
أم جواد وابنها وام البنات وزوجها وجها لوجه مع المجرم ، كانت “ أم جواد ”
تحدث عقيل بغرابه فقالت بطريقتها :
“ ليش يا عقيل ؟ مو آني ربيتك ؟ ودوم ببيتك ليش سويت بيه هيج ؟
تدري ما عندي غيره ، ( وتقصد زوجها المغدور “ أبو جواد ” )
ليش خنت بيّه ؟ مو طول اليوم أرعى اطفالك ؟
وآبقى يم زوجتك لوقت متأخر من الليل حتى ترجع من الشغل ؟
شكلك غير يا أبو المصايب ؟ ” .
وهكذا اسدل الستار عن جريمة ارعبت الجميع وأبكت الانسانية ،
راح ضحيتها أطفال لا يعرفون الموت وليس لهم ذنب
الا انهم كانوا ضحايا لشيطان مجرم ولم ينج الا طفل بعمر الشهرين ،
قال المحقق :حينما سألت عقيل :
“ لو كنت قد وجدت هذا الطفل لحظة الجريمة ماذا فعلت ”.. فأجاب
: “ كنت سأقتله ” .