عيون كرمليس منذ الزمن الاشوري الى يومنا لكرمليس نبعين ينبعان من هضبة تقع في شرق القرية وعلى بعد 6 كيلو وتعود هذه الينابيع لك

عيون كرمليس منذ الزمن الاشوري الى يومنا
لكرمليس نبعين ينبعان من هضبة تقع في شرق القرية وعلى بعد 6 كيلو وتعود هذه الينابيع لكرمليس منذ الاف السنين .
وقد ورد ذكر هذه الينابيع او هذا الجدول في الالواح الاشورية في القرن السابع ق. م تحت اسم ( شر دره ) وشر باللغة الاكدية تعني ملك ودره تعني ترعة او ساقية بمعنى ساقية الملك " م كتاب تاريخ كرمليس - المهندس حبيب حنونا "
ان سبب الاستيطان الاول للبشر في كرمليس كان بسبب هذه العيون فمن المعروف ان التجمعات البشرية تكون قرب الانهر والينابيع ففي ارض كرمليس يوجد اثار عصور ما قبل التاريخ وعصر العبيد الاوائل والحضارة الاشورية .
اهتم اهالي كرمليس بهذه العيون منذ الاف السنين ولم يدعو احد ان يستولي عليها رغم انها كانت تسبب المشاكل لهم من قبل الطامعين بها.
وقد عمل الفلاح الكرمليسي على كري هذه العيون ففي كل عدد من السنين يقوم الفلاحين بكري هذه العيون وتسمى هذه العملية بلهجتهم ( بحوره دأينا ) اي كري العيون
والجدول او النهر الصغير يتكون من نبعين
النبع الاول العين الحلوة وهم يسمونها ( أينا حلوثا ) وهي الاكبر حجما والاغزر في اعطاء المياه
النبع الثاني العين الكبريتية ( أينا دكبرد ) وهي الاصغر من الاولى لكنها مياه معدنية تعطي نكهة لجميع المنتوجات الزراعية في كرمليس .
وتلتقي مياه النبعين بعد مسافة لتشكل جدول واحد.
مشاكل مياه كرمليس .
منذ الاف السنين تعود ملكية هذه العيون لكرمليس فحدود كرمليس الى زمن غزو نادر شاه لكرمليس كانت شاسعة وكانت العيون التي بقرية ترجلة تابعة والى اليوم لكرمليس وكذلك مقالع احجار الجص لكن بعد الغزو اصبح عدد سكان القرية قليل حيث هجرة الاهالي الكثير من ارضهم لبعدها عنهم والسبب الاخر لقلة عددهم فمن كان يفلح كل تلك الارض الواسعة في ذلك الزمان .
فاحتفظ الكرمليسين بالعيون والمقالع لانهما سر من اسرار ديمومة القرية وحسب رواية المسنين حسب ما سمعوه من ابائهم واجدادهم انه كان اهالي قرية شيخ امير في عام 1780 قد قاموا بمنع تدفق مجرى المياه لكرمليس وعندها حدثت المصادمات الكثيرة بين الطرفين وقد راح ضحيتها الكثير من ابناء كرمليس وفي النهاية قرر كبار القرية الاحتكام لدى القضاء العثماني ورحل الى تركيا بزعامة خوشابا بن عبد العزيز .
وحسب ما يروى ان خوشابا عزيز عندما وصل الى استنبول حيث خرج مع قافلة من الموصل وحل ضيفا على احد تجار الموصليين القاطنين تركيا فاهالي كرمليس واهالي الموصل ربطتهم علاقات متينة وقوية منذ القديم .
سأل خوشابا التاجر عن كيفية الوصول الى السلطان فساعده التاجر بعد ان اعطى مبلغ من المال لاحد الحجاب وعند وصول خوشابا الى ديوان السلطان كان حافي القدمين فساله السلطان مستغربا عن المكان الذي قدم منه فاجاب خوشابا للوالي انه من ولاية الموصل وقد تمزق حذائه في الطريق ومشى مسافة طويلة وهو بهذه الحالة فسأله السلطان محمود عن كمية المال الذي يحمله معه فقال ثلاثين ليرة ذهبية ولم اصرف منها قرشا لكي اصل اليك فتعجب السلطان لشجاعة خوشابا فقال لحاجبه اعطي له ما يريد فقال خوشابا انا اطلب منك يا مولاي فرمان يثبت حق قريتي بمياه الينابيع فاعطاه السلطان الفرمان وعاد الى القرية ويقال انه بعد عودته بالفرمان قام اهالي كرمليس بافراح كبيرة لعدة ايام لهذا النصر للقرية وقد كان للمرحوم حنا ماموكا مخطوطة فيها اشعار تمجد بهذا الرجل والمناسبة بلهجة السورث والسريانية الفصحى وقد ضاعت مع الاسف لكن من الابيات التي ترجمتها الى العربية من السورث ما نصه ( كانت بساتين العنب جافة فاينعت واخضرت بمياه العيون )
مشاكل العيون في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
حسب الوثائق التي وجدت في كنيسة المسكنتة بالموصل والتي نقلها الى كنيسة كرمليس السيد حنا متي المصلوب جاء فيها
الوثيقة الاولى تتحدث الوثيقة عن دعوة قضائية قام بها المختار يوسف خوشابا عبو ضد اهالي قرية بدنة كبير لانهم يشربون من مياه ساقية كرمليس وان ليس من حقهم بذلك والتمسوا المختار ان يعطي لهم حق الشفة اي الشرب فقط فلم يوافق على ذلك والوثيقة تعود لعام 1862
الوثيقة الثانية تتحدث عن دعوة قضائية قام بها المختار الغيور يوسف خوشابا عبو ( عبدال ) ومعه تومكا وگورگيزا ( والد بابكا ) فقد قام بدعوة ضد قريتي شاه قولي وبدنه حيث ادعى المختار عليهم وقال ان المياه هي لكرمليس فقط وليس هناك حق لقرية في هذه المياه ما عدا كرمليس والدعوة رفعت بسبب كسر ساقية المياه حيث قام اهالي شاه قولي بسقي مزروعاتهم من المياه وقد حضر مجلس الشرع الشريف في الموصل اهل القريتين ووعدوا بانهم لن يتعرضوا للماء ولا الى كسر الساقية والوثيقة تعود لعام 1855
الوثيقة الثالثة هذه الوثيقة تعود الى دعوة قضائية قام بها المختار شمعون بن شابا حنا الملقب بشمعون كيخوا وججو بن حنا والد القس بطرس وبابكا گورگيزا وداود بن يوسف شابي حيث قاموا برفع دعوة ضد المدعو خطاب بن احمد الذي قام بكسر ساقية المياه في المنطقة التي توجد بها رحا المدعو خطاب الموجودة قرب شاه قولي واصبح الماء يجري لسبعة ايام الى تاريخ هذه الدعوة وقام خطاب بكسر الساقية لان اهل كرمليس حسب ادعائه غيروا مجرى الساقية حيث حرموا رحاه من المياه والوثيقة تعود لعام 1868
الوثيقة الرابعة تتعلق باقرار مختار قرية بدنة السيد سليمان بن احمد الذي يتعهد الى فترة الحصاد اذا تم اكل او الاضرار بمزروعات كرمليس في عقار شاه قولي العائد لقرية كرمليس من اطراف قرية بدنة انه يتعهد امام القضاء بانه المسؤول عن ذلك والوثيقة تعود لعام 1909
الوثيقة الخامسة تتعلق الوثيقة بتعهد محمد عبوكا من سكان بدنه صغير بان عليه المحافظة على ماء قرية كرمليس من جهة قرية بدنة صغير وقال اذا شاهد اهالي كرمليس مائهم نازلا بغير ساقيتهم فانه المسؤول عن ذلك وقد اعطيت بيدهم هذه الوثيقة وجعلت على شهودا من الحاضرين والوثيقة تعود لعام 1904 والشهود هم محمد عبد ومختار شيخ امير ايوب وصبح جاويش
وهناك مشكلة حدثت بين اهالي كرمليس واهل ترجلة على النبع في خمسينيات القرن الماضي حيثوا تم فتح نبع قرب نبع كرمليس وبعد الذهاب الى بغداد حصل اهالي كرمليس الامر بسد نبع المفتوح جديدا لاهالي ترجلة
ومن خلال هذه الوثائق يمكننا ان نعلم السعي الحثيث لرجال القرية للحفاظ على هذه المصدر المائي الذي كان اهم المصادر في سنين الجفاف

+2

LikeShow more reactions