أ. قاطع الفيلق الرابع
أولاً. في 22 آذار سنة 1982 شن الجيش الإيراني هجوماً واسع النطاق بقطعات كبيرة الحجم على قاطع الشوش وديزفول من محورين :
(1). المحور الأول من جهة الجنوب من إتجاه المنطقة الرخوة التي أشرنا إليها آنفاً وتحديداً من منطقة الكثبان الرملية (فتحة الرقابية - جنانة – دوسلك)على قطعات المراقبة لفرقة المُشاة الآلية الأولى التي كانت تدافع على تلول مشداخ وتكبدت القطعات خسائر كبيرة بالأشخاص والمعدات وأصبحت القوات الإيرانية خلف قطعات فرقة المُشاة الآلية الأولى والقطعات المتجحفلة معها التي كانت مواضعها الدفاعية في قاطع الشوش .
(2). المحور الثاني من جهة الشمال من إتجاه منطقة إمام زادة عباس ومنطقة دهلران على قطعات الفرقة المدرعة العاشرة والقطعات المتجحفلة معها التي كانت مواضعها الدفاعة في قاطع ديزفول وأصبحت القوات الإيرانية خلف قطعات الفرقة المدرعة العاشرة وأصبحت القطعات العراقية بين فكي كماشة تكاد تطبق عليها القوات الإيرانية .
ثانياً. شنت قطعات الإحتياط للفيلق الرابع هجوماً مقابلاً عنيفاً على قطعات الجيش الإيراني وتمكنت من كسر الطوق الذي فرضته القوات الإيرانية وكبدتها خسائر كبيرة بالأشخاص والمعدات وأدامت الإتصال بالقطعات العراقية وسهلت عملية إنسحاب قطعات فرقة المُشاة الآلية الأولى إلى موضع دفاعي جديد قرب خط الحدود الدولية بينما قامت قطعات الفرقة المدرعة العاشرة بقتال تراجعي إلى مواضع دفاعية متعاقبة بإتجاه خط الحدود الدولية وإتخذت موضع دفاعي جديد على نهر دوريج شرق خط الحدود الدولية .
ب. قاطع الفيلق الثالث
بعد نجاح الهجمات التي شنها الجيش الإيراني في نهاية شهرآذار1982 على قطعات الفيلق الرابع في الشوش وديزفول شرق ميسان التي أشرنا لها آنفاً في (أ) أعلاه وإنسحاب القطعات العراقية إلى خط الحدود الدولية ، نقل الجيش الإيراني جهد قطعاته من قاطع الفيلق الرابع إلى قاطع الفيلق الثالث في منطقة شرق البصرة .
أولاً. في 30 نيسان سنة 1982 قام الجيش الإيراني بعملية عبور لنهر الكارون شمال شرق مدينة المحمرة من منطقة السلمانية المعروفة بمنطقة جسر حالوب وسيطرت قطعات الجيش الإيراني على طريق السدة الحديدية (المحمرة - الأهواز) بعد تدمير القطعات التي كانت منفتحة بين نهر الكارون والطريق العام والذي كان مَمْسُوكاً بنقاط مراقبة أشبه بنقاط المراباة في المناطق الجبلية من قبل لواء مُشاة مستقل وأصبح للجيش الإيراني تواجد كبيرفي منطقة جسر (حالوب - الطاهري ).
ثانياً. كان ضمن نهج إدارة المعركة الدفاعية للفيلق الثالث فيما إذا تمكن الجيش الإيراني من عبور نهر الكارون من منطقة جسر حالوب ينبغي مسك خط صد على سدة الطريق ( المحمرة – الأهواز) من قبل الفرقة المدرعة الثالثة لغرض تثبيت العدو أولاً ثم القيام بالهجوم المقابل عليه ، لكن الفرقة المدرعة الثالثة تأخرت في مسك خط الصد وإستثمر الجيش الإيراني الفرصة الذهبية التي سنحت له نتيجة هذا الخطأ الستراتيجي الكبير وبدأ الجيش الإيراني بتدمير قطعات الفرقة المدرعة الثالثة المنفتحة بين سدة طريق( المحمرة – الأهواز) والسدة الحدودية وإندفعت قطعاته بكثافة بإتجاه دفاعات الفرقة المدرعة التاسعة المنفتحة أمام السدة الحدودية بين مخفر بوبيان جنوباً ومخفر زيد شمالاً ودارت معارك شرسة وضارية بين قطعات الطرفين .
ثالثاً. في 22 أيار سنة 1982 شن الجيش الإيراني هجوماً بكتل بشرية كبيرة من حرس خميني من عدة إتجاهات على مدينة المحمرة مما أدى إلى حدوث فوضى بين القطعات المكلفة بالدفاع عن المدينة وإنسحابها من مواقعها بشكل مفاجئ وغير مُنَظَمْ وغير مُسَيْطَرٌعليه وفقدان السيطرة على القطعات من قبل قيادة قوات الدفاع عن مدينة المحمرة بسبب كون أغلب القطعات المدافعة عن المدينة كانت من تشكيلات الأحتياط المشكلة حديثاً ومن قواطع الجيش الشعبي وتكبدت القطعات خسائر بشرية كبيرة ووقوع أعداد كبيرة من الجنود والضباط ومنتسبي الجيش الشعبي بالأسر.
رابعاً. أصبح تواجد العدو في منطقة الطاهري يهدد دفاعات فرقة المُشاة الآلية الخامسة والقطعات المتجحفلة معها المنفتحة في منطقة معسكر حميد غرب الأهواز كما يهدد دفاعات الفرقة المدرعة السادسة والقطعات المتجحفلة معها المنفتحة في منطقة الحويزة ، طلب قائد الفرقة المدرعة السادسة وقائد فرقة المُشاة الآلية الخامسة من نائب القائد العام للقوات المسلحة سحب قطعات فرقهم إلى خط الحدود الدولية تلافياً لحصول موقف مشابه لموقف الفرقة المدرعة الثالثة ، حصلت الموافقة على سحب الفرقتين إلى خط الحدود الدولية وتم الإنسحاب بشكل مُنَظَمْ ومُسَيْطَرٌعليه من دون التدخل من قبل العدو وإتخذت الفرقة المدرعة السادسة موضع دفاعي من زاوية كشك البصري شرقاً حتى سدة السويب غرباً وفرقة المُشاة الآلية الخامسة من زاوية كشك البصري شمالاً حتى مخفر زيد جنوباً على السدة الحدودية وبدأتا بتهيئة وتحصين الموضع الدفاعي بأقصى سرعة .
خارطة الطاهري
خامساً. للفترة (من 13 تموز – 31 تموز 1982) شن الجيش الإيراني عدد من الهجمات التعرضية المتعاقبة بقطعات كبيرة الحجم مؤلفة من الدروع والمُشاة وحرس خميني على المواضع الدفاعية ( لقطعات الفرقة المدرعة الثالثة وقطعات الفرقة المدرعة التاسعة وقطعات فرقة المُشاة الآلية الخامسة ) التي كانت تتخذ خط دفاعي على السدة الحدودية بين مناطق -( مخفر كوت سوادي - مخفربوبيان – مخفر زيد) في منطقة شرق البصرة متوخياً إحتلال مدينة البصرة الهدف الستراتيجي الخطير .
سادساً. كلفت قيادة الفرقة المدرعة السادسة معززة باللواء المدرع العاشر بشن هجوم مقابل على قطعات الجيش الإيراني التي إستهدفت دفاعات الفرقة المدرعة التاسعة والتي وصلت طلائع قطعاته إلى عقدة كتيبان التي يتواجد فيها مقر الفرقة المدرعة التاسعة وجرت معارك ضارية بين قطعات الجيش الإيراني وقطعات الجيش العراقي لم يشهد لها تأريخ الحروب المعاصرة إستمرت حتى 1 آب 1982 وتكبد الطرفين فيها خسائر جسيمة بالأشخاص وعجلات القتال المدرعة وإستقر الموقف لصالح الجيش العراقي ، وأُطْلِقَتْ على هذه المعركة تسمية معركة شرق البصرة الأولى .
ج. بتأريخ 20 حزيران 1982 صدر قرار سحب القطعات العراقية من الأراضي الإيرانية إلى خط الحدود الدولية خلال عشرة أيام وبتأريخ 30 حزيران 1982 تم سحب كافة القطعات إلا إن صدور هذا القرار جاء متأخراً جداً كان المفروض إتخاذ القرار قبل ذلك التأريخ لتجنب الجيش العراقي الكثير من التضحيات البشرية ووفر الكثير من المعدات العسكرية للجيش العراقي التي كان بأمس الحاجة إليها.
د. كانت أحداث سنة 1982 أكثر سنوات الحرب إلاماً للقيادة العراقية وأحدثت جرحاً عميقاً في قلب الرئيس الراحل صدام حسين ، لمسنا ذلك من خلال مقابلة أجريت لآمري التشكيلات الذين تَبَوَءوا مناصبهم حديثاً مع الرئيس الراحل صدام حسين في 18 كانون الأول سنة 1984.
كتبنا مقالة عن هذه المقابلة ونشرت في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه:
هـ. بعد معركة جسر حالوب الطاهري التي حققت فيها قطعات الجيش الإيراني مباغته تامة وتفوق ملحوظ أربك قطعات الفرقة المدرعة الثالثة والقطعات المتجحفلة معها في الجيش العراقي :
أولاً. شُكِلَ مجلس تحقيقي ميداني بحق قائد الفرقة المدرعة الثالثة العميد الركن مُشاة جواد أسعد شيتنه وقائد الفيلق الثالث اللواء الركن درع صلاح القاضي وتم تقصيرهم وصدرحكم بالإعدام بحقهم
ثانياً. في ظروف الحرب الطويلة وفي إمكانيات الجيش العراقي المحدودة ينبغي التأني طويلاً في إتخاذ مثل هذا القرار لأن الجيش بذل من الجهد والوقت أكثر من ثلاثين عاماً لغرض إعداد هؤلاء الضباط القادة وإيصالهم إلى هذه الرتبة والجيش بأمس الحاجة إلى الضابط مثل آمر الفصيل فكيف نضحي بقائد فرقة وقائد فيلق إنه حتماً قرار غير صائب في ظرف عصيب مر به الجيش العراقي الباسل.
11. أهم أحداث الحرب سنة 1983
أ. ليلة 6 / 7 شباط سنة 1983 شن الجيش الإيراني هجوماً كبيراً بكتل بشرية مؤلفة من المُشاة وحرس خميني ومعززة بقطعات مدرعة على المواضع الدفاعية للواء المُشاة 95 ولواء المُشاة 704 ضمن قاطع فرقة المُشاة 18 في قاطع الفيلق الرابع في (منطقة الشيب) وتمكن الجيش الإيراني من إحتلال موطئ قدم في المواضع الدفاعية للوائين المذكورين آنفاً وإستمرت المعركة عدة أيام قاتلت وحدات اللوائين المذكورين قتال بطولي كبدت فيها القطعات الإيرانية خسائر بشرية كبيرة .
ب. في يوم 9 شباط 1983 شن إحتياط الفيلق الرابع اللواء المدرع 12 هجوماً مقابلاً على قطعات الجيش الإيراني في موطئ القدم الذي حصل عليه وتمكن من تدمير معظم دروع وآليات العدو وطرده من المنطقة التي إحتلها وتكبد الجيش الإيراني خسائر بشرية جسيمة.
ج. يوم 10 نيسان 1983 شن الجيش الإيراني عدة هجمات تعرضية متعاقبة على المواضع الدفاعية في المرتفعات الحدودية في قاطع الزبيدات والشرهاني قاطع العمارة التي كانت تدافع فيها تشكيلات فرقة المُشاة 20 ضمن قيادة الفيلق الرابع ، طبوغرافية هذه المنطقة تخدم قطعات الجيش الإيراني أكثر مما تخدم قطعات الجيش العراقي وبعد عدة هجمات متقابلة بين الطرفين تمكن الجيش الإيراني من الإحتفاظ بموطئ قدم في هذه المرتفعات وتكبد الجيش الإيراني خسائر كبيرة بالأشخاص والمعدات .
د. بتأريخ 22 حزيران 1983 شن الجيش الإيراني سلسلة هجمات متعاقبة في القاطع الشمالي في قاطع (حاج عمران – رايات – جومان ) في قاطع الفيلق الخامس بمساعدة البيشمركه جماعة الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني حيث قدمت للجيش الإيراني معلومات لوجستية عن حجم قطعات الجيش العراقي وأماكن إنفتاحها حيث كانت تدافع في هذه القاطع تشكيلات من فرقة المُشاة 23 وتمكن الجيش الإيراني من إحتلال السلسلة الجبلية المسيطرة على مدينة رايات خاصة جبل ( كرده مند ).
ه. بتأريخ 19 تشرين الأول سنة 1983 شن الجيش الإيراني سلسلة هجمات تعرضية متعاقبة في القاطع الشمالي في قاطع ( بنجوين – باسنه - جوارته – ماوت ) في قاطع الفيلق الأول بمساعدة البيشمركه جماعة حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني حيث قدمت للجيش الإيراني معلومات لوجستية عن حجم قطعات الجيش العراقي وأماكن إنفتاحها حيث كانت تدافع في هذه القاطع قطعات من تشكيلات الحدود والإحتياط بقيادة فرقة المُشاة الرابعة وتكبدت هذه القطعات تضحيات بشرية كبيرة وأعداد مماثلة من الأسرى وخسائر بالمعدات وتمكن الجيش الإيراني من السيطرة على أراضي واسعة ومرتفعات إستراتيجية هامة.
و. أدت أسراب الطائرات السمتية العائدة لجناح طيران الجيش الأول دوراً كبيراً في معارك المنطقة الشمالية خاصة في جبل (كرده مند) قاطع رايات من خلال إسناد القطعات بالنيران وبالإسناد الإداري.
12. أهم أحداث الحرب سنة 1984
لفشل الجيش الإيراني في تحقيق نصر إستراتيجي على القوات العراقية في معارك شرق البصرة سنة 1982 وفي معركة الشيب سنة 1983 بدأ العدو التحضير لشن هجوم في قاطع الفيلق الثاني لجلب إنتباه القيادة العراقية بعيداً عن القاطع الجنوبي :
أ. في ليلة 15 / 16 شباط 1984 شن الجيش الإيراني هجوم واسع النطاق على المرتفعات الحدودية في القاطع الأوسط على طول خط المواجَهة بين مدينتَي دهلران التي يقابلها في الجانب العراقي مدينة جلات الحدودية ومدينة مهران التي يقابلها في الجانب العراقي مدينتي بدرة وزرباطية الحدودية بجبهة تقارب 50 كيلومتراً ضد المَواضع الدفاعية لقطعات الفيلق الثاني في المنطقة المذكورة ، وكان هدف الهجوم قطع الطريق العام ( بغداد – البصرة ) حيث تشكل هذه المنطقة أقرب نقطة بين خط الحدود والطريق العام في مدينة علي الغربي وبعد قتال إستمرعدة أيام لغاية 21 شباط 1984 لم تحقق العملية أي نجاح رئيسي وإقتصرت العملية على تحقيق نتائج محدودة وتكبد الطرفان خسائر بشرية كبيرة ، وسميت هذه المعركة بمعركة مهران الثانية .
ب. منذ بداية سنة 1984 بدأ الجيش الإيراني القيام بإستعدادات مبكرٍة لغرض تحقيق مباغتة إستراتيجية بالإندفاع عبر مستنقعات هور الحويزة في هجومٍ رئيسٍ يستهدف قطع طريق (بغداد – البصرة) والإندفاع للتواصل مع هور الحمار حيث ينشط فيه بعض المخربين الموالين لإيران ،نشرت القيادة الإيرانية قواتها الضاربة في مناطق قريبة شرق هور الحويزة .
ج. في ليلة 21 / 22 شباط سنة 1984 شنت قطعات الجيش الإيراني هجومها الرئيسي ، بثلاث هجمات برمائية بإستخدام الزوارق المطاطية لقطعات الصولة ، وبزوارق فايبر كلاس بأحجام مختلفة لنقل القدمات المعقبة وأسلحة الإسناد ، وإستهدفت بهجومها هذا (مخافر أبو الصخير والترابة وأبو ذِكِرْ ومنطقة البيضة ) التي تقع في منطقة الكسارة داخل هورالحويزة شرق مدينة قلعة صالح وجزر مجنون الشمالي والجنوبي ومنطقة غزيل مقابل مدينة القرنة كان النجاح الوحيد الذي حققته هذه العملية هو الإستيلاء على جزر (حقلي) مجنون الشمالي والجنوبي .
د. في بداية شهرآذارسنة 1984 شنّت قطعات قيادة الفيلق الثالث هجومًا مقابلاً تمكَّنت فيه من إستعادة جزيرة مجنون الجنوبي ، عدا السدة الشمالية منه التي بقيت تحت سيطرة الجيش الإيراني.
ه. صرَّح علي أكبر هاشمي رفسنجاني ، رئيس مجلس الشورى الإيراني بعد إنتهاء معارك مجنون وسيطرتهم على حقول نفط مجنون الشمالي ، أصبح لدينا أكثر من الكفاية من إحتياطي النفط لتعويضنا عن الخسائر الفادحة التي لحقت بنا على أيدي العدو.
13. أهم أحداث الحرب سنة 1985
أ. في مطلع سنة 1985 كانت تقارير الإستخبارات تشير إلى قيام الجيش الإيراني بالتحضير لشن هجوم واسع النطاق على قاطع الفيلق الرابع في منطقة غرب الطيب لكون دفاعاتها واهنة نسبياً والقطعات الماسكة للموضع الدفاعي حجمها لا يتناسب مع سعة جبهة الموضع الدفاعي ولهذا السبب تم تحريك لواء المُشاة التاسع عشر من قاطع بنجوين قاطع فرقة المُشاة السابعة الفيلق الأول إلى قاطع الفيلق الرابع وإسندت إليه مهمة مسك هذا القاطع .
ب. برع الجيش الإيراني في تضليل الإستخبارات العسكرية العراقية عن مكان محور الهجوم المحتمل بالوقت الذي كان يعد العدو لشن الهجوم في منطقة هورالحويزة معتمداً على المعلومات التي قدمها له أدلاء من الموالين لإيران المتواجدين في مناطق الأهوارعن مكان وحجم تواجد القطعات العراقية في هذا القاطع.
ج. ليلة 10/11 آذار سنة 1985 شن الجيش الإيراني هجومه الواسع على قاطع عمليات شرق دجلة في هور الحويزة مستغلاً طبوغرافية منطقة الأهوار التي أمنت له ستر تحشد قطعاته مستخدماً وسائل جديدة هي إستخدام الضفادع البشرية والزوارق السريعة المسلحة بأسلحة ساندة في المرحلة الأولى من الهجوم وإستخدامه جسور الأطواف الفلينية التي سهلت له عملية تنقل قدمة القتال بعد إحتلاله رؤوس جسور على عقد سداد هور الحويزة وطور هجومه لاحقاً ليصل إلى الطريق العام (البصرة – العمارة ) .
د. قام الجيش العراقي الباسل بهجوم مقابل على رأس الجسر الإيراني شرق نهر دجلة من ثلاثة إتجاهات من إتجاه الشمال الفرقة المدرعة العاشرة زائداً قطعات الحرس الجمهوري ومن إتجاه الجنوب الفرقة المدرعة السادسة زائداً القطعات المتجحفلة معها ومن إتجاه الطريق العام ( البصرة – العمارة ) فرقة المُشاة الآلية الخامسة زائداً القطعات المتجحفلة معها وأحكمت القطعات العراقية الطوق عليها وأجهزت عليها عن بكرة أبيها وكبدتها خسائر جسيمة بالأشخاص والمعدات .
ه. للتأريخ قدم نظام القذافي إلى النظام الإيراني كافة معدات العبور من زوارق حربية مسلحة زائداً أطواف الجسور الفلينية التي بلغ طولها أكثر من 20 كيلومتراً هدية دعماً للمجهود الحربي الإيراني.
كتبنا مقالة عن هذه المعركة ونشرت في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه:
14. الإستخبارات
أ. يطلق مصطلح (الإستخبارات السوقية) على المعلومات التي تحصل عليها من مصادر المعدات الفنية التي مهمتها التنصت على مكالمات العدو عبر وسائل الإتصال بالأجهزة اللاسلكية بعد فك الشفرة المعادية وتحليل نوايا العدو المستقبلية أومعلومات التصاوير الجوية لساحة العمليات التي تحصل عليها عبرالوسائل المتعددة كالطائرات المتخصصة بالتصوير الجوي أو صور الأقمار الصناعية .
ب. يطلق مصطلح ( الإستخبارات التعبوية ) على المعلومات التي تحصل عليها عن العدو من دوريات الإستطلاع العميق لساحة العمليات أو من مراصد الوحدات ومراصد المدفعية المنفتحة على طول خط الجبهة أو من إستنطاق الأسرى الذين يمكن خطفهم بواسطة دوريات القتال .
ج. بالرغم من إرسال عدد كثير من الضباط إلى خارج العراق في وقت السلم للإشتراك بدورات الإستخبارات التعبوية بدول متقدمة في هذا المجال إلا أن أغلب الدورات التي كانت تُفْتَحْ داخل القطر لمنتسبي الوحدات يتم التركيز فيها على جانب الأمن الداخلي فقط ، إنعكس هذا خلال الحرب على سير العمليات القتالية لإعتماد المحللين المعتمد عليهم في ( م إ س ع ع ) على الإستخبارات السوقية فقط للحصول على المعلومات عن نوايا العدو وإن هذه المعلومات في أغلب الأحيان قابلة للتظليل إذا أجاد العدو فن لعبة الحرب ، وهذا ما حصل فعلاً في معارك كثيرة وخطيرة حيث أخفقت ( م إ س ع ع ) مرات عديدة في معرفة محاور إتجاه هجمات العدو الرئيسية وحقق العدو نجاحاً كبيراً كلف الجيش العراقي خسائر بشرية جسيمة .
د. بينما تم إهمال المعلومات التعبوية التي حصلت عليها المراصد الأمامية للوحدات والتشكيلات ومراصد المدفعية والتي تؤشر حتمية هجوم العدو على قواطع إنفتاح تلك المراصد ، وهذا ماحصل في معركة شرق دجلة في آذار 1985 ومعركة الفاو في شباط 1986 ومعركة شرق البصرة في كانون الثاني 1987 حيث كنتُ شاهداً عليها وكان لي شرف المشاركة فيها جميعاً.
15. أهم أحداث الحرب سنة 1986
أ. بعد إنتهاء معركة شرق دجلة في آذار 1985 التي حقق فيها الجيش العراقي نصراً ساحقاً وتكبد الجيش الإيراني فيها خسائر بشرية كبيرة إستمر الجيش الإيراني بتجنيد أعداد كبيرة من المتطوعين وزجهم بجبهات القتال وكان يطمح إلى تحقيق نصر عسكري مهما كان حجمه لرفع معنويات قطعاته المنهارة.
ب. إستمر الجيش الإيراني بعملية تضليل الإستخبارات العسكرية العراقية من خلال بث رسائل عبر الأجهزة اللاسلكية توحي إهتمامه بقاطع شرق دجلة والتحضير لهجوم جديد يستهدف من خلاله منطقة السويب الكائنة شرق القرنة الحدود الفاصلة بين قطعات الفيلق الثالث وقطعات الفيلق السادس رغم أن معلومات الإستخبارات التعبوية كانت ترجح بقوة قيام الجيش الإيراني بهجوم في قاطع عمليات شط العرب الذي كان يشكل نقطة ضعف في القاطع الجنوبي لطول القاطع وضعف القطعات التي كانت تدافع عنه وهشاشة الدفاعات على ضفة شط العرب الغربية لطبوغرافية المنطقة المعقدة بسبب كثرة الأحوازات المتفرعة من نهر شط العرب وظاهرة المد والجزر في نهر شط العرب وإخفاق مديرية الإستخبارات العسكرية وللمرة الثانية على التوالي في معرفة محور الهجوم المرتقب.
ج. في ليلة 9/10 شباط سنة 1986 قام الجيش الإيراني بعملية عبور ناجحة لنهر شط العرب بواسطة الضفادع البشرية وأسس رأس جسرعلى ضفة نهر شط العرب الغربية في قاطع لواء الحدود 111 فرقة المُشاة 26 تبعه بعملية هجوم بقطعات كبيرة عبر الزوارق الحربية السريعة وقام بعملية توسيع رأس الجسر شمالاً وغرباً وتمكن من إحتلال مقر فرقة المُشاة 26 في منطقة المملحة وتمكن من إحتلال مثلث الفاو ، حاول الجيش العراقي طرد العدو من خلال شن هجمات مقابلة إستمرت فترة طويلة ولم يحقق نجاحاً ملموساً بسبب طبوغرافية المنطقة المعقدة ولعدم وجود إحتياط محلي في قاطع الفيلق السابع لوجود معظم إحتياط الجيش في قاطع الفيلق الثالث وقاطع الفيلق السادس الذي يبعد عن مكان محور الهجوم مسافة تزيد على 100 كيلومتراً.
كتبنا مقالة عن هذه المعركة ونُشِرَتْ في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه:
د. في ليلة 23/24 كانون الأول سنة 1986 شن الجيش الإيراني هجوماً جديداً عبر نهر شط العرب على جزيرة أم الرصاص وقاطع السيبة في قاطع الفيلق السابع وتمكن من تحقيق موطئ قدم لكن القطعات العراقية كانت على درجة عالية من اليقضة والإستعداد القتالي لللإشتباك بالعدو، صمدت القطعات التي في خط العمق في مواضعها الدفاعية وتمكنت قطعات الهجوم المقابل من تدمير العدو وطرده من موطئ القدم الذي حصل عليه وتكبيده خسائربشرية كبيرة .
كتبنا مقالة عن هذه المعركة ونُشِرَتْ في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه:
16. الحرس الجمهوري
أ. قبل ثورة تموز 1968 كان الحرس الجمهوري يتكون من لواء الحرس الجمهوري ويتألف اللواء من الفوج الأول مُشاة والفوج الثاني مُشاة والفوج الثالث مُشاة آلي مُجَهَزْ بناقلات أشخاص مدرعة نوع ( أم 113) أمريكية الصنع وكتيبة دبابات القصر.
ب. بعد سنة 1980 أضيف إلى قطعات الحرس الجمهوري اللواء المدرع العاشر المستقل.
ج. بعد نشوب الحرب وفي سنة 1981 تم تشكيل اللواء المدرع الثاني الحرس الجمهوري وأصبحت قطعات الحرس الجموري بمستوى فرقة .
د. بعد معركة شرق دجلة سنة 1985 بدأ التوسع في تشكيل قطعات الحرس الجمهوري بإطراد وبعد معركة الفاو سنة 1986بلغ التوسع في التشكيل ذروته حيث أصبحت قطعات الحرس الجمهوري بمستوى فيلق وشكلت له قيادة قوات الحرس الجمهوري.
ه. العوامل التي سرعت تشكيل الحرس الجمهوري هو إنتقاء الضباط المتميزين من وحدات الجيش ونقلهم إلى وحدات الحرس الجمهوري كذلك نقل وفك إرتباط وحدات كاملة من مختلف صنوف الجيش من قيادات الفرق وقيادات الفيالق وإلحاقها بالحرس الجمهوري .
و. كانت وحدات الحرس الجمهوري لاتمسك مواضع دفاعية إسوة بوحدات الجيش وإنما تتمركز في مناطق خلفية في قواطع الفيالق و متفرغة لأغراض التدريب مما جعلها منتعشة بإستمرار، وعندما تكلف بواجب هجوم مقابل في أي قاطع لا تبقى أكثر من 72 ساعة في المكان بعد إنتهاء المعركة وتسلم مواضعها إلى وحدات الجيش.
ز. إشتراك قطعات الحرس الجمهوري في الحرب :
أولاً. في معركة الخفاجية الأولى في 6 كانون الثاني 1981إشترك اللواء المدرع العاشر ناقص كتيبة دبابات بالهجوم المقابل على الفرقة المدرعة 16 الإيرانية وكبدها خسائرجسيمة.
ثانياً. في معركة شرق البصرة( 31 تموز – 1 آب) سنة 1982إشترك اللواء المدرع العاشر بالهجوم المقابل على القطعات الإيرانية وكبدها خسائر جسيمة.
ثالثاً. في معركة شرق دجلة في آذار 1985 إشتركت قطعات الحرس الجمهوري بالهجوم المقابل لأول مرة بمستوى فرقة في الرتل الشمالي وكُبِدَتْ الجيش الإيراني خسائر جسيمة.
رابعاً. في معركة تحرير الفاو 17/ 4 / 1988 إشتركت قطعات الحرس الجمهوري في تحرير مدينة الفاو وكُبِدَتْ الجيش الإيراني خسائر جسيمة.
خامساً. في معركة الشلامجة 25 أيار1988 إشتركت قطعات الحرس الجمهوري في تحريرالمخافرالحدودية في منطقة الشلامجة والسدة الحدودية حتى مخفر زيد وكُبِدَتْ الجيش الإيراني خسائر جسيمة.
سادساً. في معركة توكلنا على الله الرابعة في قاطع الفيلق الثاني في 22 تموز 1988 في تحريرالمخافر الحدودية في قاطع ديالى وكُبِدَتْ الجيش الإيراني خسائر جسيمة.
16. أهم أحداث الحرب سنة 1987
أ. في ليلة 8 /9 كانون الثاني سنة 1987 شن الجيش الإيراني هجوماً واسعاً على مواضع عدد من ألوية المُشاة التي كانت تتخذ مواضع دفاعية خطية في السدة الحدودية شمال مخفر الشلامجة والتي تحيط بها المياه من إتجاه الجنوب وإتجاه الشمال ، لكن كان لسقوط المواضع الدفاعية للواء المُشاة 45 فرقة المُشاة 11 في منطقة مخفر الشلامجة الأثر الكبيرعلى سير المعركة حيث واصل الجيش الإيراني هجماته المتعاقبة لفترة تقارب الشهرين ونصف وإشترك في المعركة من الجيش العراقي أكثر من 100 لواء ( مُشاة / مغاوير / قوات خاصة / مشاة آلي / مدرع ) وبعد إحتواء هجمات الجيش الإيراني وإستقرار الموقف حتى إستقرت الدفاعات العراقية على إحدى الأحوازات العريضة الذي يسمى نهر جاسم الذي إقترن إسم المعركة بإسم هذا النهر.
كتبنا مقالة عن هذه المعركة ونُشِرَتْ في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه:
ب. تعتبر سنة 1987 سنة التدريب التعبوي المكثف لتشكيلات الجيش العراقي بعد إحتواء هجمات العدو على قطعات فرقة المًشاة 11 المُشار إليها في الفقرة ( أ ) أعلاه وإستقرار الموقف بين الطرفين على خط الموضع الدفاعي المستحدث على حافتي نهر جاسم الجنوبية والشمالية صدرأمر من القائد العام للقوات المسلحة مضمونه كل فرقة مُشاة تحررلواء مُشاة من قاطعها الدفاعي لأغراض التدريب التعبوي لفترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر وبشكل دوري ليشمل كافة تشكيلات الفرقة ، لكن التشكيلات التي كانت مخصصة لأغراض الهجوم المقابل إستمرت بالتدريب التعبوي لفترة زمنية قاربت على السنة مما أدى إلى إرتقاء المستوى القتالي لتلك التشكيلات وأصبحت جاهزة لتنفيذ أي مهمة قتالية في أي قاطع من قواطع العمليات .
17. أهم أحداث الحرب سنة 1988
أ. في شهر كانون الثاني سنة 1988 ورد تقرير من مديرية الإستخبارات العسكرية مضمونه ، يقوم الجيش الإيراني بإستحضارات ميدانية لغرض شن تعرض واسع على قاطع السليمانية بهدف إحتلال مدينة السليمانية وبالتنسيق مع البيشمركه العائدة إلى حزب الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني بتقديم الدعم اللوجستي للجيش الإيراني ، إتخذت ( ق ع ق م ) في نهاية شهر شباط 1988 قراراً بتحريك عدد من التشكيلات المخصصة للهجوم المقابل من القاطع الجنوبي إلى القاطع الشمالي ، وبدأت العمليات العسكرية في القاطع المؤهل لقيام الجيش الإيراني بالتعرض عليه ، إستمرت العملية العسكرية الإستباقية لإجهاض إحتلال مدينة السليمانية لغاية 17 آذار1988 :
كتبنا مقاله عن هذه العملية ونُشِرَتْ في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه :
ب. ليلة 13/14 آذار1988 شن الجيش الإيراني هجوم من محورين على قطعات الفيلق الأول المحور الأول على جبل مجداخ في قاطع ماوت في السليمانية والتي كان يتوخى الجيش الإيراني إحتلال مدينة السليمانية لكن العملية الإستباقية التي أشرنا إليها في الفقرة (أ) آنفاً بددت أحلامه ، والمحور الثاني على المرتفعات الجبلية المحيطة بمدينة حلبجه الحدودية والتي كان يستهدف من خلالها السيطرة على سد دربندخان ودارت معارك عنيفة على العارضة الجبلية ( شميران ) التي تشكل الكتف الأيمن لسد دربندخان وتكبد فيها الطرفين خسائر بشرية جسيمة.
كتبنا مقاله عن هذه المعركة ونُشِرَتْ في مجلة الكاردينيا على الرابط أدناه:
ج. كانت سنة 1988 سنة الحسم للحرب حيث إرتقى المستوى القتالي لتشكيلات الجيش العراقي الباسل بكافة صنوفها بعد تنفيذها لخطة التدريب التعبوي المتواصلة التي إستمرت سنة كاملة وأصبحت على أهبة الإستعداد لتنفيذ أوامر ( ق ع ق م ) لتحرير الأراضي العراقية التي دنستها أقدام جنود الجيش الإيراني فكانت العمليات التعرضية المتعاقبة في كافة القواطع من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وكما مبين أدناه:
أولاً. عملية رمضان مبارك في 17 نيسان 1988 العملية الصاعقة التي دمرت الجيش الإيراني في مثلث الفاو وحررت مدينة الفاو بفترة زمنية قياسية تلتها .
ثانياً. عملية توكلنا على الله الأولى لتحرير منطقة الشلامجة جنوب شرق البصرة في 25 أيار1988 تلتها .
ثالثاً. عملية توكلنا على الله الثانية لتحرير المخافر الحدودية وجزر مجنون شمال شرق البصرة في 25 حزيران 1988 تلتها .
رابعاً. عملية توكلنا على الله الثالثة لتحرير كافة الأراضي في قاطع العمارة قاطع الفيلق الرابع في 14 تموز 1988 وتلتها.
خامساً. عملية توكلنا على الله الرابعة لتحرير كافة الأراضي في قاطع الفيلق الثاني في القاطع الأوسط في 22 تموز 1988 والتي تزامنت معها عملية محمد رسول الله الثالثة في قاطع الفيلق الأول لتحريرقاطع بنجوين في السليمانية .
سادساً. عمليات محمد رسول الله (1 / 2 / 3 ) في قاطع الفيلق الأول في القاطع الشمالي في السليمانية :
(1). عملية محمد رسول الله الأولى لتحرير العوارض الجبلية في قاطع ماوت في السليمانية قاطع الفيلق الأول في 24 حزيران 1988.
(2). عملية محمد رسول الله الثانية لتحرير العوارض الجبلية في قاطع جوارته في السليمانية قاطع الفيلق الأول في 4 تموز 1988 .
(3). عملية محمد رسول الله الثالثة لتحرير العوارض الجبلية في قاطع بنجوين في السليمانية قاطع الفيلق الأول في 22 تموز 1988.
د. على أثرالمعارك الْمُشارُ إليها في الفقرات أعلاه التي حقق فيها الجيش العراقي الباسل نصراً ساحقاً على الجيش الإيراني وافقت إيران على قرار وقف إطلاق النار وتوقفت الحرب في 8 / 8 / 1988 .
18. القوة الجوية
أولت القيادة السياسية للدولة والقيادة العسكرية جُلّ إهتمامها في بناء القواعد الجوية على مساحة القطر وتجهيزها بأحدث الطائرات وتدريب الطيارين تدريبا فعالاً وإشراكهم في دورات متقدمة في مؤسسات التدريب للدول التي تعاقد العراق لشراء الطائرات منها كما أن خبرة طياري القوة الجوية من خلال إشتراكهم في معارك العرب القومية ضد جيش العدو الصهيوني في حربي سنة ( 1967- 1973 ) في سوريا ومصر أكْسَبَتْهُمْ خِبْرَةً قِتالِيَةً كبيرةً إضافَةً إلى العامل النفسي العالي والشجاعة الفائقة التي يتحلى به الطيار العراقي كل العوامل الآنفة الذكر أهَلّتْ القوة الجوية العراقية القيام بدورها على أفضل وجه في تنفيذ المهمة الصعبة التي كلفت بها بتوجيه الضربة الجوية الأولى إلى القواعد الجوية الإيرانية وتكبيدها خسائر كبيرة وشل حركتها من خلال الأيام الأولى للحرب ثم فرضت التفوق الجوي على القوة الجوية الإيرانية خاصة بعد تزويدها بطائرات ( أف 1 ) الفرنسية الصنع وطائرات الميك 29 وطالت ذراع القوة الجوية جزيرة خرج الإيرانية وناقلات النفط في عمق الخليج العربي وتكبيدها خسائر فادحة ولا ننسى دورمعاونية الهندسة الجوية والأجنحة التابعة لها في القواعد الجوية التي قامت بدور فعال في تصليح العطلات خلال المعارك وأجرت التحويرات الضرورية على صواريخ (جو- جو) فرنسية الصنع وتركيبها على طائرات روسية الصنع .ولأوأولتت القيادة السياسية
19. الدفاع الجوي
ينقسم الدفاع الجوي إلى قسمين الدفاع الجوي الميداني الذي يؤمن الحماية للوحدات المقاتلة في ساحة المعركة والذي يكون تحت إمْرَة آمريات الدفاع الجوي في قيادات الفيالق وقيادات الفرق والدفاع الجوي القُطْري الذي يؤمن الحماية للقواعد الجوية والمنشأت الحيوية المنتشرة على جميع مساحة أراضي القُطُرْ وتكون قيادة الدفاع الجوي هي المسؤولة عن إدارة العمليات الجوية الإيجابية كما تقوم بعملية التنسيق مع قيادات الدفاع الجوي الميداني للسيطرة على الأسلحة في ساحات المعركة أثناء تنفيذ المهمات الجوية لإسناد القطعات الأرضية ، الدفاع الجوي القُطُرْي كان إلى وقت قريب جُزْءٌ من قيادة القوة الجوية ، ولو ألقينا نظرة سريعة على الدفاع الجوي لوجدنا مقدار التوسع الذي حصل في وحدات الدفاع الجوي وجسامة مهماتها في حماية أجواء العراق ، تشكل كتائب الإنذار والسيطرة خط الدفاع الأول لرصد أي محاولة لخرق المجال الجوي لحدود العراق والتي تنتشرعلى طول خط حدود القُطُرْ ، كما تكون أسراب الطائرات المتصديات في القواعد الجوية تحت إمرة قواطع الدفاع الجوي وتشكل ألوية الصواريخ (أرض – جو) بمختلف أنواعها خط الدفاع الفَعّال لحماية أجواء العراق تساندها كتائب مدفعية م / ط بمختلف أنواعها ومختلف أنواع عياراتها
أدت قيادة الدفاع الجوي ومختلف الوحدات التي بإمرتها خلال فترة الحرب واجبها على أحسن مايرام ، لكن يؤخذ عليها عمليتين عسكريتين ، الأولى قامت بها القوة الجوية الإيرانية بالتنسيق مع النظام السوري بضرب القاعدة الجوية في (أج ثري ) يوم 4 نيسان 1981 في المنطقة الغربية من العراق ، والثانية قامت بها القوة الجوية الإسرائيلية بضرب مفاعل تموز النووي في بغداد في مساء يوم 7 تموز 1981 ، كلتا العمليتين نفذت بإستغلال إنشغال الجيش العراقي بالعمليات العسكرية على الحدود الشرقية مع إيران.