الاقليات في العراق على وشك الاختفاء والجاني الاكبر داعش ، وآتّهام
لوحدات الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية بارتكاب جرائم ضدهم
الاقليات في العراق على وشك الاختفاء !
السبت 09 ـ 07 ـ 2016
يقول تقرير جديد من مجموعه مختصة بمراقبة حقوق الانسان والمنظمات المناصرة ،
أنّ الاقليات في العراق مهددة وعلى وشك الزوال كليا .
وبحسب التقرير فقد تعرض المسيحيون ، والايزيديون ، والكاكائيون ، والتركمان والشبك
في العراق للقتل والخطف والزواج القسري والإبادة الجماعية والاغتصاب والتعذيب والتشويه
والمعاملة القاسية والتجنيد الالزامي للأطفال ، والأسلحة الكيميائية وتدمير الممتلكات والتراث الثقافي
والديني والتشريد والنهب .
ويقول مارك لاتيمر المدير التنفيذي لمجموعه حقوق الاقليات - وهو احد معدي التقرير-
إنّ ثلاث عشر سنة من الحرب في العراق كان لها عواقب وخيمة على المجتمع العراقي
على المدى البعيد وقد كان اثر ذلك على الاقليات كارثي .
واضاف ، كان صدام رهيبا ، والوضع رهيب منذ ذلك الحين .
عشرات الالاف من الاقليات الاثنية والدينية قد قتلوا والملايين هربوا للحفاظ على حياتهم .
نسبة المسيحيين قد تناقصت من 1.4 مليون الى 250 ألف ،
وهجر الايزيديون والكاكائيون والتركمان والشبك من مناطقهم .
وليم سبينس من معهد القانون الدولي وحقوق الانسان ـ وهو ايضا من معدي التقرير ـ يقول أنّ عوائل دمرت ،
نهبت المنازل والشركات والمزارع ، والتراث تم بيعه او تهديمه .
واضاف : الناجون لنْ يتبقى لديهم ما يعودوا لأجله ما لم يتخذ العراق والمجتمع الدولي
إجراءات اكثر قوة لتلبية احتياجات الاقليات .
الكثير من الذين هجروا لا يرغبون في العودة الى مناطقهم ومنازلهم حتى عند تحسن الاوضاع الامنية والمعيشية .
42 % من المهجرين داخليا في وسط وجنوب العراق اخبروا الامم المتحدة بأنهم ينوون العودة
الى بيوتهم و35% منهم لم يحسموا امرهم بعد .
في اقليم كوردستان العراق والمناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة الأكراد 22% من المهجرين وغالبيتهم
من المسيحيين والايزيديين عبروا عن رغبتهم بالعودة الى منازلهم .
ويقول المسؤولون المسيحيون انهم لا يؤمنون بإمكانية عيش " حياة كريمة " في العراق ،
في بغداد ، بقي فقط 15% منْ مجتمعها المسيحي والاخرين هجروا داخليا او فروا من البلد بشكل دائم .
وتشير التقارير الى أنّ العديد من الايزيديين يخشون العودة الى ديارهم بالرغم من رغبتهم الرجوع الى منازلهم .
وتراجعت اعداد الايزيديين بشكل هائل بسبب الابادة الجماعية التي ارتكبت بحقهم .
بعض الاقليات بدأت بتشكيل ميليشيات خاصة يتم تدريبها من قبل قوات الپيشمركة والقوات الدولية للمشاركة في المعارك
ضد تنظيم داعش ولحماية مناطقهم ، ويوجد حاليا الوية مسيحية وايزيدية ضمن قوات الپيشمركة .
ويقول التقرير أنّ البعض يعتقدون انه لم يعد لديهم موطن في العراق وخاصة في المناطق الواقعة خارج اقليم كردستان ،
والكثير منهم يسافرون الى خارج البلاد .
وكان العراق ثالث اكبر دولة من حيث نسبة اللاجئين الذين وصلوا الى اوروپا في عامي 2015 و 2016 .
في الوقت الذي يقول فيه التقرير ان تنظيم داعش هو الجاني الرئيسي والاكبر
في هذه الجرائم ، يتهم التقرير ايضا قوات الامن العراقية
ووحدات الحشد الشعبي ( بما فيما ذلك الميليشيات الطائفية ) والپيشمركة الكردية بارتكاب جرائم ضد العراقيين
من المسيحيين والايزيديين والكاكائيين والتركمان والشبك منذ سقوط الموصل بيد داعش عام 2014 .
ونقل التقرير عن منظمة العفو الدولية اتهام حكومة اقليم كوردستان بتدميرها المنازل والمحلات
في محافظات نينوى ، كركوك وديالى وذلك من خلال قوات الپيشمركة والاساييش خاصتها
وذلك بعد ان تمكنت قوات الپيشمركة من استعادتها من سيطرة تنظيم داعش .
ويقول التقرير ايضا أنّ قوات الامن الوردية قامت بتنفيذ مداهمات وآعتقالات تعسفية في كركوك وطردت بالقوة
العوائل النازحة داخليا ودمرت مساكنهم ، وكانت البعض من تلك العوائل تتهم بعلاقتها مع تنظيم داعش .
التقرير ايضا اثار المخاوف بشأن االاوضاع في مخيمات اللاجئين داخليا ، نقلا عن تقارير تفيد بعدم كفاية المساكن
والإمدادات الاساسية للحياة ، فضلا عنْ عدم الحصول على الرعاية الصحية والتعليم
وتقييد حرية التنقل من قبل القوات المسلحة .
معدي التقرير يتهمون حكومتي بغداد واربيل بعدم اعاء الاولوية لاحتياجات الاقليات وعدم معالجة
قضايا العدالة والمصالحة ، وحثوا السلطات المحلية والدولية للبدء فورا بالتخطيط لمرحلة
ما بعد داعش من اجل إعادة الامن والسماح للأقليات بالعودة الى منازلهم ومصادر عيشهم .
وكانت حكومة اقليم كوردستان قد استجابت في وقت سابق لاتهامات بانتهاكات نفذت من قبل قوات الامن التابعة لها ،
نافية ممارستها سياسة ممنهجة للتميز ضد الاقليات والعرب وبينت آستعدادها للتعاون
مع المنظمات الدولية في التحقيق في حالات انتهاك وتقديم الجناة للعدالة .
ويستضيف اقليم كوردستان ما يقرب من 1.8 مليون نازح عراقي وسوري ، مما ادى
الى حدوث زيادة بنسبة 30% في عدد سكان الاقليم ، وفي نفس الوقت يشهد الاقليم آنخفاضا كبيرا
في إيراداته بسبب انخفاض اسعار النفط الى أدنى مستوياتها وتوقف بغداد
عن اعطاء حكومة اقليم كوردستان حصته من الميزانية الوطنية .
الوكالات الدولية لمساعدة النازحين والمهجرين والعاملة في الاقليم تواجه ايضا ازمة مالية ،
وبلغت نسبة تمويل " نداء التمويل " للامم المتحدة فقط 33% مما اضطر المنظمة لالغاء بعض
برامجها الخدمية بما في ذلك برنامج الرعاية الصحية في الخطوط الامامية .
وفي مقابلات اجريت معهم في التقرير، قال بعض الافراد من الاقليات أنّ املهم خاب بالحكومتين العراقية
والكوردستانية وكذلك الحال بالنسبة للوكالات الدولية ومن ضمنها منظمة الامم المتحدة .
التقرير المعنون " لا رجعة للوطن " ، الاقليات في العراق على وشك ألاختفاء انجز من قبل كل من :
مجموعه حقوق الاقليات ألدولية ، معهد القانون الدولي وحقوق الانسان ، لا سلام بدون عدالة ،
منظمة الامم والشعوب الغير ممثلة ، ومركز وقف اطلاق النار للحقوق المدنية .