قبل أسبوع واحد، وفي يوم الأحد 3 حزيران 2007 فجعت الكنيسة الكلدانية والعالم المسيحي، بحدثٍ مؤلم مرٍّ هزّ ضمائر الخيّرين وألهب مشاعر المؤمنين، إذ أقدمت عناصر فاجرة أثيمة على اغتيال الأب الشهيد رغيد عزيز كني وثلاثة من رفاقه الشمامسة الأبرار، في مدينة الموصل التي كانت يوماً مثالاً حياً للتآلف والمحبة والأخاء. وذلك بعد انتهائهم من إقامة القداس الألهي عصراً بكنيسة الروح القدس الكلدانية في حي النور الكائن شرق المدينة، ... إن هذه الجريمة النكراء التي أزهقت أربعة ارواح مسيحية بريئة، ليست الأولى من نوعها التي تطالنا نحن المسيحيين بالذات. فهي حلقة من حلقات مؤامرة دنيئة تنفّذها عصابات الغدر والقتل و*** ممن يتسترون تحت غطاء الاسلام، ويريدون من ورائها اخلاء بين النهرين من سكانهم الأصلاء الذين تمتد جذورهم الى أعماق التاريخ، والذين سفك اجدادهم دماءَهم الزكية من أجل نشر رسالة المسيح في هذه البقعة من وادي الرافدين. فأرغام المسيحيين جبراً على اعتناق الأسلام، أو دفع الجزية أو ترك دورهم ومنازلهم والرحيل عنها، تنفّذ يومياً وعلى نطاق واسع في انحاء متفرقة من مدينة بغداد وبالأخص في احياء الدورة والميكانيك والسيدية وغيرها من مناطق جانب الكرخ، والسلطات الحكومية للأسف الشديد ساكتة صامتة خرساء، كأن ما يجري ليس في عاصمة الدولة، لا تحرّك ساكناً لملاحقة هذه العصابات وايقافها عندَ حدّها، انطلاقاً من مسؤوليتها في حفظ أمن المواطنين والسهر على حياتهم.
إن جريمة اغتيال الأب رغيد كني ورفاقه شهداء الأيمان، لم تكن حادثاً شخصياً اعتيادياً، بل هي عمل جماعي منظم ضد الكيان المسيحي في العراق، ومن الضروري جداً ألاّ تقف حملات التنديد بها وشجبها واستنكارها على المنظمات الجماهيرية والهيئات الأنسانية فحسب، بل يجب أن تصل الى عاتق الدول المسيحية الكبرى، التي عليها ان تتحرك عاجلاً للضغط على حكومة المالكي، وعلى قوات التحالف المتواجدة في البلد من أجل إيقاف نزيف الدم المسيحي، وتهجير الناس الأبرياء من بيوتهم. فما كان ألمسيحي يوماً الاّ مثالاً حياً للمواطن المسالم المتفاني بأخلاص في خدمة بلاده، ولتكن دماء هؤلاء الشهداء الأبرار هُدياً لنا للأقتداء بهم في التقوى والعبادة والزهد بالحياة من أجل الرب يسوع المسيح. فالأب رغيد كني كان مهندساً مدنياً تخرج من جامعة الموصل بتفوق وجدارة، وكان بأمكانه أن يختط له درباً في الحياة الدنيوية، لكنه سمع صوت المسيح يدعوه اليه ليحمل صليبه ويتبعه، فترك الدنيا ومباهجها، وألتحق بقافلة الخلاص خادماً أميناً في كنيسة الرب التي أرسى دعائمها من بعده بطرس الرسول الصخرة الصلدة التي لم تنلها الرياح والأعاصير، فطرق رغيد أبواب الدنيا يغترف من العلم الكهنوتي كثيراً ويهيء نفسه للأنخراط في هذه المؤسسة الكبيرة التي تعمل ليل نهار من أجل انتشار الأيمان المسيحي، حتى اذا مَنّ اللـه عليه بهذه النعمة، ظلّ يعمل بتواصل ومثابرة في ظروف صعبة قاسية مليئة بالمخاطر، وقد كان حاضراً في مطرانية الكلدان بالموصل، يوم فجّر ***يون قبل سنتين بنايتها وكنيسة الطاهرة الأثرية الملحقة بها، ووصلته رسائل متعددة تحمل في طياتها التهديد والوعيد، لكن كل ذلك ما ثناه عن مواصلة اداء رسالته الكهنوتية. حتى نال اكليل الشهادة عصر يوم الأحد 3 حزيران 2007 أمام كنيسته مع صحبه الشمامسة، فذهبت ارواحهم الى الأعالي تشكو ظلم الأنسان لأخيه الأنسان، فرحمة واسعة من لدن الرب العلي القدير على ارواحهم الطاهرة، التي اختارها لتسكن ملكوته السماوي، وعزاء لأهليهم وذويهم ولكنيستنا الكلدانية التي خسرت عضواً عاملاً من اعضائها جراء هذا الأعتداء اللئيم، وصبراً جميلاً لهم لتحمّل ألآم هذا الفراق المرّ.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
المجــــــــد والخلود للشهداء الأبرار أبونا رغيد كني والشماسة الذين آغتالتهم أيدي مجرمــــة !!! ظنا منهم أنهم يقدمون خدمــة لله !!! إن الله هو محبة لكل حــــي ! ولكن من يرضع حليب الشر والجريمة ! فهو ينفذ رغبة الشيطان سيده !!! ولايعرف القتلة المأجورين أي منقلب ينقلبون ؟؟؟ وأن يوم الحساب لقريب جدا عنـد الرب !!! آمين .