رحيل الاب الروحي للفن المعاصر في الامارات حسن شريف يودع الحياة عن عمر ناهز 65 عاماً بعد صراع مع المرض، والفائز بأرفع جائزة

رحيل الاب الروحي للفن المعاصر في الامارات

حسن شريف يودع الحياة عن عمر ناهز 65 عاماً بعد صراع مع المرض، والفائز بأرفع جائزة عالمية للفن المعاصر يلهم الشباب.

ميدل ايست أونلاين

إعداد: لمياء ورغي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

'تجارب وأشياء' من أبرز معارضه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فقدت الامارات الأب الروحي للفن المعاصر اثر وفاة حسن شريف عن 65 عاماً بعد صراع مرير مع المرض.
ويعتبر شريف من أبرز الفنانين التشكيليين في الامارات وفي العالمين العربي والغربي.
وحقق الفنان مكانة مرموقة في الفن من خلال توجهه الى "المفاهيمية المطلقة".
ويحتل مبدأ "صناعة الشيء" مركزاً محورياً في منهجية عمل الفنان، وهي طريقة عمل مُضْنِية وتهتم بأدق التفاصيل.
واستفزت أعمال الشريف بشكل دائم المشاهد، حيث أتى بنوع جديد من الفن، إلا انه ومع اصراره الفريد على الاستمرار فيه اصبح له مجموعة من التلاميذ الذين تدربوا على أسلوبه، وباتوا يقدمون الرؤى الخاصة بهم وفق منهجيته في التعاطي مع الأدوات والوسائط.
وكان الراحل قال في تصريحات سابقة: "إن الاشتغال مع الشباب عن قرب من أجل تطوير مواهبهم وتشجيعها وتغذيتها سيظل دائما من صميم التزامي بالساحة الفنية المحلية".
ويعد الفنان التشكيلي المولود عام 1951، من الجيل الأول الذي أسس الحركة التشكيلية في الامارات.
كانت بدايات شريف في الرسم الكاركاتوري في الصحف والمجلات، ولكن هجرته الى بريطانيا للدراسة، غيرت وجهته الفنية.
وفي لندن التحق الراحل شريف بكلية بايام شو للفنون (جزء من سنترال سانت مارتينز) في عام 1980، وقد تأثر بأعمال الفنان تام جيلز، رئيس قسم الفن التجريدي والتجريبي في الكلية وقتها.
وتعتبر تلك المرحلة محطة مهمة للرسام الاماراتي حيث بدأ من خلالها يعي الفن بوصفه معبراً عن فكرة وكانت تلك بداية ميله للمفاهيمية في الفن التي رأى من خلالها التعبير الأقرب عما يجول في داخله من أفكار.
وبدأ مسيرته التشكيلية بعد عودته من لندن، وتميزت باستخدامه المواد المهملة والتي كان يلتقطها ويعيد الحياة اليها عبر العمل الفني، فنجد الكثير من الوسائط تدخل عمله، كالأسلاك، والبلاستيك والأوراق والحبال.
وبنى الفنان من خلال المواد التي عمل عليها الكثير من المجسمات التي تبرز رؤية خاصة في التعاطي مع الفن والمواد والوسائط، ولم يعتمد على الرسم إلا في المراحل الأولى من عمله في الفن، وكان البعض يطلق عليه تسمية "الحرفي".
وأسس حسن شريف مرسم الفن في مسرح الشباب في دبي، كملتقى فني وفكري للفنانين والمفكرين في الفن الحديث، وساهم في تأسيس جمعية الامارات للفنون الجميلة، ومجموعة "الخمسة" للفن المفاهيمي، والتي ضمت الى جانبه كل من محمد كاظم، محمد أحمد ابراهيم، عبدالله السعدي، وحسين شريف.
وقدم مجموعة من المعارض حول العالم، ومنها فرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت أعماله تحمل الصبغة العالمية، وتتميز بكونها الأكثر حداثة.
وترتبط اشكال الفنان الراحل بشكل وثيق بالثقافة والتاريخ الحديثين لدولة الإمارات.
وجدير بالذكر أن باقة من أعماله معروضة ضمن المجموعة الدائمة بالمتحف العربي للفن الحديث بالدوحة ومتاحف أخرى في الشارقة وهولندا.
وقدم الراحل مجموعة من الكتب حول الفن الحديث ومفهوم الفن والفلسفة.
ويعد الفنان الراحل الأب الروحي للفن المفاهيمي ومابعد الحداثي في الامارات، وقدم أعمالاً اقتنيت في متاحف عالمية، ومعارض جعلته من أبرز الأسماء الحاضرة في هذا المجال.
ويعتبر فنه من الفنون الجديدة وغير المالوفة في العالم العربي، حيث كان يعمل على خامات بسيطة وعادية من كراتين وخيطان، ويصنع منها أسطورته ومملكته الفنية الخاصة.
وأصدرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاباً يستعرض المسار الفني الذي سلكه الفنان الإماراتي المخضرم والمشهود له بدوره الرِّيادي في النهوض بالمشهد الفني المعاصر في دولة الإمارات.
وقامت الهيئة باصدار كتاب "حسن شريف، أعمال 1973-2011" بحضور شخصيات قيادية من دولة الإمارات ومشاركين من مختلف الأوساط الفنية التشكيلية والثقافية على المستوى الدولي.
ويُعد شريف قدوة بالنسبة للأجيال التي جاءت من بعده، وكان مرشداً ورمزاً لفنانين مرموقين منهم محمد كاظم، وهو الفنان الرائد في توظيف الفيديو والتقنيات الحديثة في أعماله الفنية في دولة الإمارات.
وكان الفنان التشكيلي فاز بجائزة هي الأهم من نوعها على مستوى العالم في مجال الفن المعاصر عن معرضه الذي أقيم في أبوظبي.
ومنح المجلس العالمي للفن المعاصر (جوائز أليس) جائزته لعام 2012 في فئة "المعارض الفردية العامة" لابرز الفنانين التشكيليين في الإمارات عن معرضه الشهير "تجارب وأشياء" الذي نظمته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حاليا).
وتضمن المعرض الذي أشرف عليه كل من كاترين دافيد ومحمد كاظم التجارب الإبداعية الأولى للفنان، بما في ذلك عدد من النماذج والأشياء المُركبة، بالإضافة إلى سلسلة من رسوماته المفاهيمية وأعماله المنهجية الأخرى.