الأسلام .. وأغتيال الكلمة الحرة / " ناهض حتر "
بقلم / يوسف تيلجي
الخميس 29 ـ 09 ـ 2016
* لا زلنا نتبول على أنفسنا ليس خلال نومنا فقط ، بل حتى في يقظتنا ، نهارا جهارا ،
وذلك لأننا بشر بلا قرار وبلا حرية وبلا أفق للتعبير الحر ،
مكبوتون مأبونون بالخرافة ، مهووسون بالغيبيات ،
مسلوبون العقل والأرادة ، نحن مسجونون داخل شرنقة أسمها " الكذب والوهم " ، ونكابر ،
ونكذب ولا زلنا ، نكذب ونكذب ، أمام الأعلام ، في مؤتمراتنا ، في أجتماعاتنا ، مع أصدقائنا ،
مع مسؤولينا ، مع أسرنا وحتى نكذب على أنفسنا ، ونصدق كذبنا ..
فمتى نصحوا من هذا الوهم ، الجواب : لا أحد في المعمورة يدري أو يعلم متى ! ،
لأننا نحن بذاتنا وضميرنا ، لا نريد أن ندري !! .
* " ناحض حتر " ( *1 ) الكاتب الصحافي الأردني ،
أغتيل ب 6 أطلاقات أمام المحكمة ، ثم ماذا !! ،
هل عملية الأغتيال هذه وغيرها ستكت أفواه التعبير الحر ! ،
هل أنتهى الأمر بقتل ناهض حتر ! ، هل كلما يبرز فاه حر
يأبى القيود يملأ فمه رصاص ! هل أنّ كل المعضلات والخلافات والأختلافات الفكرية والمعتقدية
يكون حلها القتل !! وهل القتل هو [ الحل الوحيد ] أمام الفكر الديني المتطرف !! ،
أغتيالا أو أعداما أو نحرا !! ، هل سنستمر بقتل كل مخالفينا ومعارضينا !!
هل أنّ مساحة القتل في فكرنا ، مفتوحة على مصراعيها وبلا حدود ! ..
فمتى سنصحوا من ثقافة القتل ! .
* أولى التقارير تشير الى أنّ منفذ الأغتيال هو أمام مسجد ( *2 ) ، وسؤالي لمن يتبع منفذ
عملية الأغتيال ، :
هل يتبع الفاتيكان مثلا ! أم يتبع الكنيسة الأرثوذكسية !
وذلك لأن الكل تبرؤا منه فجأة ، فقد جاء في الموقع الألكتروني / الجزيرة نت ، التالي :
( كما إستنكرت دائرة الإفتاء العام في بيان مقتل حتر ، مؤكدة أنّ " الدين الإسلامي برئ منْ
هذه الجريمة البشعة ودعت أبناء المجتمع الأردني جميعا باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى الوقوف
صفا واحدا خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة ".
بدورها ، دانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مقتل حتر .
وقال الناطق باسم الجماعة بادي الرفايعة في بيان إنّ الجماعة " تستنكر هذا الاعتداء
والطريقة البشعة التي جرت فيها ".
وأضاف " نحذر منْ إثارة الفتنة وندعو الجميع في وطننا الغالي للحفاظ على أمنه وآستقراره "
/ نقل من موقع الجزيرة ) ..
السؤال الأهم ، المراجع الحكومية لم تذكر ثقافة وفكر القاتل ، ولم تبين خلفيته المعتقدية المتزمتة ،
ولم تهمس بخطابه الديني المتطرف ، ولم تعلن عنْ مرجعيته الدينية المبنية على نصوص وأيات السيف !! ،
أنّ المكون الفكري للقاتل / منْ كل ما سبق ، منْ المؤكد سيؤدي ليس
الى فتح قنوات حوار ، بل فتح قنوات دم !! .
* خلاصة وخاتمة – أنّ الذي أغتال " ناهض حتر " ، هم " شيوخ دين "
الذين تبرقعوا بالدين واجهة وغطاءا ، رجال يحرضون على القتل ضمن نصوص تدعوا
الى الأنتقام من كل مخالف ، رجال لا تؤمن بالكلمة الحرة ، رجال لا تفقه سوى تقديس الماضي ،
رجال همها أن تبقى على أنوف الاخرين وأن أغرقت كل الطرق دما وجماجم ! ،
رجال لا ترى سوى أخمص قدميها ، رجال خطابها الديني مغروس بالكراهية والحقد والتكفير
والتطرف وألغاء الأخر ، رجال تتاجر بالدين ! ،
رجال ستجلب البلاء على هذا الدين الذي خطفته ووضعته تحت عبائتها ! .
-----------------------------------------------------------------
( *1 ) ناهض حتر ( 1960 - 25 سبتمبر 2016 ) هو كاتب وصحافي يساري أردني ،
خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة ، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر .
يعتبر عرّاب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول منْ القرن الحالي .
سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام77 و79 و96 تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به
إلى اجراء سلسلة منْ العمليات الجراحية ، اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98 ،
وكان مقيماً في عمان قبل إغتيالة ، له عدة إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي ،
والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية .
إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني .
كان حتر قبل وفاتة كاتباً في صحيفة الأخبار اللبنانية [ 2 ] ، موقوف عنْ الكتابة
في الصحافة الأردنية منذ أيلول 2008 . / نــقلآً منْ الويكيبيديا .
( *2 ) أنّ منفذ عملية اغتيال الكاتب ناهض حتر صباح اليوم امام قصر العدل
هو ( ر.ع ) مواليد 1967 ،يعمل إمام مسجد في ماركا ، وهو يحمل أسبقية الايذاء ،
وقد قام باطلاق النار منْ سلاح ناري ـ مسدس ـ واصابة الكاتب ناهض حتر
مواليد 1960 بثلاث أعيرة نارية بالراس على درج مدخل قصر العدل
أثناء دخوله للقصر ، وأرداه قتيلا ..
نقـلاً منْ موقع joindependent.com .