وفي سبع مهولات ... تلاشت كل هيبتكم : شعر عادل الشرقي

تباكوا في مصيبتـِـــــكُمْ وذوقوا طعمَ ذلـَّتــــــكمْ
إلى قير ٍ هزيمتكــــــــمْ وبئس مصير غزوتكمْ
فتلك مزابل التأريـــــخ قد فاحتْ بسيرتـــــــــكمْ
وها هو ذا غرابُ العار ينعقُ فوق هامتكـــــــــــمْ
وكم جاءت عبـــــاقرة ٌ لتنقذ بعض حيرتكـــــــمْ
ولكن كــان ضوء الله يطفيء ضوء فرحتكــــمْ
وكان مخاضكم مــــرّا ً يعبّبرُ عن فجيعتكــــــــمْ
لقد كنتم بمكركمـــــــو ثعالبَ في خديعتكـــــــــمْ
وكان بلير جنديــــــــا ً يهرولُ تحت رايتكـــــــمْ
ومذ جئتم إلى بغـــــداد تحقيقا ً لغايتكــــــــــــــمْ
رأيتم كيف كان النـاس باستقبال نـُزهتكــــــــــــمْ
فكالإعصار خضناها نمزقُ هولَ صولتكــــــمْ
وكنا في ملاحمنـــــــا نقرّبُ من منيتكـــــــــــــمْ
وفي سبع ٍ مهــــــولاتٍ تلاشتْ كلّ هيبتكــــــــــــمْ
وكان الشعبُ في الميدان يحرقُ حشدَ عُدتكـــــــــــمْ
وغادر بوشُ مدحــــوراً يذكركم بمحنتكـــــــــــــــمْ
وأضحى بلير ملعونـــاً يجرجرُ ثوبَ خيبتكـــــــــمْ
وها هي ذي هزيمتكـــمْ تعبرُ عن ضآلتكــــــــــــــمْ
ولكنـــــي سأروي الآن شيئاً عن ضحالتكــــــــــــمْ
لقد كنتم عمالقــــــــــــة ً أشاوسَ في بشاعتكـــــــــمْ
وذبح الناس في الطرقات بندٌ في شريعتكـــــــــــــــمْ
جديدكمُ الذي أنتــــــــمْ بحاجته وحاجتكــــــــــــــمْ
هو الدرسُ الذي أ ُودي بسمعتهِ وسمعتكـــــــــــــــمْ
فصارت هذه الدنيـــــا تشككُ في نزاهتكــــــــــــمْ
ويبقى الشعب يطلبكم ليثأر من مكيدتكـــــــــــــــمْ
يلاحقكم يقاضيكــــم يطالبُ في إدانتكـــــــــــــــمْ
لكي لايُصبح العدوان تبريراً لسوءتكــــــــــــــــــمْ
نعم بل تدفعوا ثمنــــاً مهولاً عن جريمتكــــــــــــمْ
فكلُّ خطيئةٍ في الأرض أصغر من خطيئتكـــــــــــمْ
وكل جريمةٍ في الكون تخجلُ من جريمتكـــــــــــمْ

شبكة المنصور