هناك شعرةً بين الثقة الزائدة بالنفس والغرور . لا تفاخر بجمالكَ أو مالكَ أو طيب أصلك فلستَ أنت صانعُ شيء من هذا . إن الغرورَ قد يدفع الإنسان الغبي إلى التنكر للحق والبعد عن الإستقامة . كان بغرورهِ أو طغيانه أن يثبت ذاته بطرق المخالفة ولو إلى الباطل وقديماً . قيل لمثله من السفهاء خالف تعرف . العزة ليست تكبراً أو تفاخراً وليست بغياًأو عدواناً وليست هضماً للحق أو ظلماً لإنسان ، وإنما هي الحفاظ على الكرامة والصّيانة لمن يجب أن يصان ، ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة بل لعل خير الأعزاء هو من يكون خير الرحماء ، إذ قال الله تعالى وإنّ ربك لهو العزيز الرحيم . إن كريم الأصلِ كالغصن كلّما إزداد من خير تواضع وإنحنى . إنه الغرور ما يمكنه أن يحوّل الملائكة إلى شياطين .. وإنه التّواضع الذي يمكنه أن يحول الرجال إلى ملائكة . الغرور هي الرمال المتحركة التي يغرق فيها المنطق . الكبرياء أن تقول الأشياء في نصف كلمة، ألاّ تكرّر .. ألاّ تصرّ ، أن لا يراك الآخر عارياً أبداً .. أن تحمي غموضك كما تحمي سرّك . لا تَكن المغرور فتندم .. ولا تَكن الواثق فتصدم . الغرور ... ينقص السرور .