أعلنت منظمة أبواب مفتوحة Open Doors عن قائمة ترتيب وإحصائية عام 2015 حول أكثر المناطق اضطهادا للمسيحيين في العالم، حيث احتلت كوريا الشمالية المرتبة الأولى، وللمرة الرابعة عشر على التوالي في اضطهاد المسيحيين، تليها العراق، والتي كانت في العام السابق في المرتبة الثالثة، لتتبعها إرتيريا التي كانت في السنة السابقة في المرتبة التاسعة وتعقبها نيجيريا ثم سوريا في المرتبة الخامسة. انضمت إلى القائمة لعام 2015 دولة البحرين في المرتبة 48 ودولة النيجر في المرتبة 49 وذلك لتنامي المتشددين الإسلاميين في تلك البلدان.

وحسب التقرير الذي أصدرته المنظمة فقد تم توثيق تنامي وتزايد الاضطهاد والعنف ضد المسيحيين عن السنين السابقة، وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها المتشددون سواء الإسلاميون أو الهندوس أو البوذيين. حيث كان عام 2015 أكثر عنفا وإلحاقا للاذى والضرر بالمسيحيين وخاصة في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تزايد الاقتتال وظاهرة مبايعة الخليفة ونصرة الدولة الإسلامية وسيطرة المتشددين الإسلاميين على مناطق واسعة، وقد سرى هذا العنف والاضطهاد على المسلمين والمسيحيين وغيرهم على سواء من سكان تلك المناطق.
وفي عام 2015 تعرض إلى القتل بسبب هويته المسيحية 7100 مسيحيا، وبزيادة 3000 شخص عن عام 2014، في حين تم تدمير وإلحاق الضرر ب2425 كنيسة، وهذا ضعف العدد عن السنة السابقة. وبالتأكيد أن حقيقة العدد أكبر من ذلك ويعود إلى صعوبة تسجيل وتوثيق الحوادث في دول مثل سوريا وكوريا الشمالية.

وحسب استنتاج الباحثين من التقرير، هناك ثلاثة اتجاهات ملحوظة في اضطهاد المسيحية العالمية: الاتجاه الأول: زيادة في اضطهاد المسيحيين في البلدان التي فيها حكومة مركزية مفقودة أو ضعيفة . الاتجاه الثاني: زيادة اضطهاد المسيحيين في أفريقيا، لا سيما في جنوب الصحراء. الاتجاه الثالث: زيادة التطرف الديني في جميع أنحاء العالم، بالإضافة للتطرف داخل الأديان المختلفة وبالتالي أدى كل هذا إلى المزيد من العنف والقمع.

وتابع التقرير أن البلدان التي تسودها الفوضى، وتواجد المتشددين الإسلاميين، والتقاتل على السلطة، أدى إلى زيادة اضطهاد المسيحيين فيها، وللمرة الأولى تنضم ليبيا إلى قائمة 10 الأولى في التنصنيف العالمي للدول المضطهدة للمسيحيين، لوجود صراع جماعتين سياسيتين على السلطة وانشغالهم فيما بينهم؛ مما أفسح المجال للمتشددين الإسلاميين من بسط نفوذهم في البلاد، نتيجة لذلك يعاني المهاجرون السودانيون والإرتيريون المسيحيون في ليبيا من حياة مهددة حيث تنامي الاضطهاد هناك.

وما تزال الحرب الأهلية في سوريا قائمة طيلة الخمس سنوات، وممارسات ما يسمى بالدولة الإسلامية والجماعات المتشددة والمتطرفة على الأقلية المسيحية من قتل وتهجير.

والاقتتال في اليمن ودخول القوات السعودية في قتال مع الحوثيين وهروب الحكومة اليمنية إلى السعودية زاد من معاناة المسيحيين في المنطقة بشكل ملحوظ.

وفي العراق ونتيجة لعدم وجود حكومة، تمكنت الجماعات المتشددة من التخنيق على الحريات ومنها الدينية وخاصة على المسيحيين وظهور داعش في العراق. وانقسم المسيحيون على ثلاث مناطق هي كردستان الجزء الاكثر آمان، منطقة الإرهاب الداعشي، والمنطقة الشيعية. والمسيحي المتواجد في منطقة كوردستان يمكنه ممارسة طقوسه الدينية، والكنيسة موجودة و لها حرية التصرف ولكن المسلمين أو السكان في تلك المنطقة أصبحوا أكثر راديكاليا.

وفي المناطق الشيعية فهي تشكل خطر على الكنيسة التي لا يمكنها القيام بفعالياتها خارج أبنيتها. وبالنسبة للتطرف الديني من مجموع 50 دولة من ضمن قائمة التصنيف العالمي للبلدان المضطهدة للمسيحيين، هناك 35 دولة إسلامية متشددة أكثرها أضطهادا وعنفا. وتصدرت باكستان المرتبة السادسة بعد أن كانت في المرتبة الثامنة، من خلال تواجد المتشديين الإسلاميين، وأصبح العنف أشد من ذي قبل.

وهنا نؤكد فقط في 35 دولة إسلامية. كما تم تسجيل حالات الاضطهاد في مناطق فيها تنامي التطرف الديني لدى البوذيين والهندوس. في أفريقيا: حيث هناك 17 دولة موجودة ضمن قائمة التصنيف العالمي لاضطهاد المسيحيين، سبعة منها ضمن ال20 الأوائل.

ونيجيريا كانت لها الحصة الأكبر عام 2015 حيث قتل أكثر من 4000 مسيحي ضحايا المنظمة الإرهابية بوكو حرام. وأكثر الدول الإفريقية تزايد الاضطهاد للمسيحيين هي إرتيريا حيثت كانت في المرتبة التاسعة لتصبح عام 2015 في المرتبة الثالثة.حيث تزايدت أعمال العنف ضد المسيحيين في إرتيريا بسبب 3 عوامل وهي تزايد الإسلام المتشدد في أغلب المناطق الحدودية، بالإضافة إلى سيطرة وهيمنة الكنيسة، فالكنيسة الأرثودوكسية الإرتيرية هي ضحية للاضطهاد، حيث لا يتقبلها المسيحيون من طوائف أخرى، وأدى هذا إلى الاضطهاد والفتن، والكنيسة الأرثودوكسية الإرتيرية من المضطهدين.

وفي عام 2015 ظهرت مأساة إرتيريا إلى الضوء من خلال حكايات اللاجئين. وخلال أعوام السبعينات تنامى وجود المتطرفين في العالم الإسلامي بسرعة، ويشابهه الآن التطور الحاصل في البلدان التي يتواجد فيها الهندوس والبوذية. كما تنامت الكنيسة والمتعصبون للكنيسة وتضاعف عدد المسيحيين في الهند إلى الضعف خلال عشرين عاما ليصل إلى حوالى 60 مليون مسيحي. ومنذ تسلم حزب بهاراتيا جاناتا الحكم في 2014 زاد عدد الهندوس المتشددين.

ورصدت منظمة أبواب مفتوحة عدة حوادث ضد المسيحيين والكنائس من قِبل الهندوس. ففي 2015 سجلت ما معدل 3 – 4 حادثة أسبوعيا وما يثير القلق هو وجود العديد من المتشددين لا يدفعون الغرامة أو العقوبة نتيجة أعمالهم. وهذا ما يقلق المسيحيون في الهند حول مستقبلهم. ومن المتوقع أن تزداد حوادت العنف في السنوات القادمة. ليس فقط في الهند يزداد الضغط على المسيحيين. ففي دولة بورما حيث أتباع الهندوس المتطرفين يضطهدون المسيحيين، وخاصة ضد الجماعات التي اعتنقت المسيحية، فهي إثنية بورمية يتم استبعادها عن المجتمع البورمي. ومحاولة لكسب المتطرفين البورمين أصدرت الحكومة البورمية قانونا ضد التحويل الديني والذي تسبب في زيادة طفيفة في حوادث العنف ضد المسيحيين في 2015.

ونتيجة لتزايد الاضطهاد للمسيحيين، تقول المنظمة إن عليها أن تلعب دورها من خلال توسيع النشاطات في الدول التي فيها المسيحيون المضطهدون، وعليها أن تسعى خلال 3 سنوات إلى زيادة المسيحيين عالميا بنسبة 20% وهنا يكون الأعتماد على المتبرعين وتناشد المسيحيين في هولندا وفلاندرين من أجل إسناد المسيحيين المضطهدين من خلال المساعدة اثناء الحوادث أو الدعم القضائي. ولكن يبقى دعائنا مستمرا لمن لا يستطيع أن يؤمن بحرية.

وإلى قائمة أسماء الدول الأكثر عنفا ضد المسيحية في العالم :

1. كوريا الشمالية
2. العراق
3. إرتيريا
4. أفغانستان
5. سوريا
6. باكستان
7. الصومال
8. السودان
9. إيران
10. ليبيا
11. اليمن
12. نيجيريا
13. مالديفيا
14.العربية السعودية
15. أوزباكستان
16. كينيا
17. الهند
18. إثيوبيا
19. تركمانستان
20. فيتنام
21. قطر
22. مصر
23. بورما
24. فلسطين
25. بروني
26. جمهورية إفريقيا الوسطى
27. الأردن
28. جيبوتي
29. لاوس
30. ماليزيا
31. طاجيكستان
32. تونس
33. الصين
34. أذريبيجان
35. بنغلادش
36. تنزانيا
37. الجزائر
38. البوتان
39. الكامرون
40. المكسيك
41. الكويت
42. كازاخستان
43. إندنوسيا
44. مالي
45. تركيا
46. كولومبيا
47. الإمارات العربية المتحدة
48. البحرين
49. النيجر
50. عُمان