بالأسف والحزن البالغين والحسرة والدموع تلقينــا خبر رحيل اببببن ابنة الأخ العزيز الماسوف على طفولتها (مريانا) كريمتكم الحبيبة في امريكا .
نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل سائلين الباري عز وجل ان يتغمد الفقيدة الغالية الملاك مريانا برحمته الواسعة ويسكنها فسيح جناته ويلهمكم وزملائها ومحبيها جميل الصبر والسلوان، رافعين الأكف مبتهلين الى الباري عز وجل ان لا يري اي من ابناء شعبنـا العراقي المغلوب على امره اي مكروه ويحفظهم من كل سوء انه سميع مجيب .
يقول احباء الراحلة العزيزة مريانا ...
مريانا يـا حبيبنـا .... ايتهـا المسافرة عبر السحاب الراحلة الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيت سريعـا دون وداع ، ولمـا غادرتينـا بهذه العجالة وانت في عمر الزهور وبركة عائلتنا وكنت لنا كوردة نيسان التي تتفتح في فصل الربيع, وشجرة حياتك الخضاء لم تثمر بعد ...؟ هل سئمت الحياة بسبب معـانـاة وطنك الحبيب وابنائه الأعزاء في الزمن الصعب واضطرارك للهجرة بعيدا عنه مع اسرتك الكريمة ؟ فابيت الضيم وتساميت في العطاء فعدت الى منابع الصفاء بعد حياة قصيرة جدا تـاركة اهلك وذويك وزملائك ومحبيك بلا حبيب .
لقد ذهبت يـا مريانا وتركت في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصة ، وفي العيون دمعـا ، لكنك رغم بعادك عنـا فانت تعيشين معنـا ، وفي افكارنـا ، وفي احلامنـا ، وفي ضمائرنـا ، نذكرك مع الأصيل ، ونراك عند الفجر بسمة حلوة في افواه الأطفال الصغار ونسمعك نشيدا شجيـا مع تراتيل الملائكة والأبرار والصديقين وانغام جوقات الكنائس في الاعياد الكبرى .
فنامي قريرة العين في مثواك السرمدي يا قرة اعيننـا , ومهجة قلوبنـا , وتاج رؤوسنـا ، ولتسعد روحك الطاهرة في عليائهـا فمـا هذه الدنيــا الا دار فناء وزوال .
فوداعـا يـا حبيتبنـا الغالية وداعــا ...
كنـا نتمنى ان نكون واياكم في الوطن الحبيب لتوديع الراحلة الطفلة البريئة مريانا الى مثواه الأخير ليوارى الثرى ، ثرى بغديدا الجريحة الحبيبة ارض الاباء والأجداد والى جانب مثوى الاعزاء الذين كانت تحبهم حبا جما من الذين سبقوها بالرحيل على مر الزمن خلال حياتها وشهداء العراق ، لنشارككم ونعزيكم بحرارة ولنشد من ازركم فليس هناك لحظات اصعب في حياة الأنسان من لحظات توديع الأحبة الوداع الأخير لا سيمـا حينمـا يكونون اطفالا بعمر الزهور ، ان القلم يعجز عن الأتيان بالكلمات المعبرة لان الحادث جلل والمصاب اليم ، ولكننا للأسف الشديد نعيش كلينا في الغربة بعيدا عن الوطن المفدى الاف الأميال ، ان مثل هذه الأخبار المؤلمة تزيد من وحشتنا في الغربة المقيتة وتحز في نفوسنـا الحزينة .
لقد رحلت الطفلة مريانا عنا جسدا لكنها ستبقى حية في أذهـاننـــا وأذهان الأجيال القادمة وعلى مر الزمن لان رحيلها كان في غير اوانه ، وستبقى روحها ترفرف في الفضاء سواء في العراق أو في المهجر والى الأبد .