الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60577مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: د. حميد عبد الله : المالكي الجديد ! الأربعاء 29 سبتمبر 2010 - 0:57
د. حميد عبد الله : المالكي الجديد !
28/09/2010
يرسم انصار المالكي صورة جديدة له تختلف عن صورته التي الفناها خلال الاربع سنوات الماضية ، ويتحدثون عن مالكيين اثنين احدهما مالكي 2006 لاشك انهم ارادوا ان يحققوا قبولا نفسيا للمالكي لدى من تشكلت في عقولهم صورة سلبية للرجل ، وان يقولوا ان من جرب الحكم في الظروف الاصعب ، ومن عجنته التحديات الاكبر سيكون قادرا على تجاوز مرحلة الانفراج ، ومن بنى اساسا فانه سيكون قادرا على اعلائه حين يمنح وقتا كافيا للبناء! مشكلة الحكام في كل مكان وزمان ان سحر السلطة ياسرهم ، وان مشكلات الحكم ترغمهم على الابتعاد عن هموم الناس ‘ وتدريجيا يكتشفون انهم في عزلة عن الجمهور الذي طبل وهلل وصفق وتمنى وتطلع لمجيئهم! السلطة تسجن السلطان بين جدران المكاتب المغلقة ، وسور الحمايات ، ونفاق الحاشية وملقها ، وحين يبحث عن العيوب لايجد لها اثرا بل ان المساوئ تتحول في نظره الى منجزات ، والانفلات يتحول الى استقرار، والبطش يصبح عدلا ، والتعسف يصير انصافا ، وانين الجائعين يغدو سمفونية عذبة! بعد انتفاضة عام 1991 اطل صدام حسين على الناس وآثار الاجهاد والاحباط والهزيمة بادية عليه فوعد وتعهد بان يتساوى العراقيون بكل شيئ ، فلا فرق بين عراقي وآخرالا بحب العراق ، وقال ( ليس لاحد ميزة على احد بعد الآن ) مشددا على الغاء المكرمات بكل اشكالها، لكن تلك الوعود تبخرت ولما يزل صداها يملأ الآذان ! المالكي اجتاز مرحلة قد لاتتكرر من حيث حساسيتها ودقتها وحجم المخاطر التي احاقت بالعراق خلالها ، ولا ريب انه اكتسب خبرة كبيرة في الحكم او هكذا يفترض ، وهذه الخبرة تبدأ من الاتكيت في تقديم القهوة لضيوفه ، مرورا بمشيته وهو يستعرض حرس الشرف، وصولا الى ادارة الدولة بادق مفاصلها وتفصيلاتها ! انني افترض فيمن خبر السلطة وجربها وامسك بها ان يتوافر على فراسة تمكنه التمييز بين من جاء الى المنصب وهو مشحون بروح العمل والبناء ، ومن جاء اليها وهو مهيأ ليسرق وينهب ، بين من يعمل لخدمة بلده، ومن (يجاهد) لخدمة طائفته وشلته وحزبه ومنطقته وعشيرته ، بين الاكفاء والفاشلين ، بين الصادقين والمنافقين ، بين الموالين والمخادعين! افترض ان المالكي على درجة من الذكاء والفطنة وسعة الافق وعمق التجربة مايجعله يتعض من تجربة ( الولاية الاولى) ليوظف دروسها للارتقاء بادائه واداء حكومته في ( الولاية الثانية)! لكن هل هناك من هو مستعد ان يجرب اداء المالكي الجديد ؟ بل هل هناك ، من بين خصوم المالكي، من هو مستعد ان يصدق ان هناك مالكيا جديدا ومالكيا قديما ؟؟!!hameedabedalla@yahoo.com