لم تكن للجواهري حدود في عطائه الشعري لكونه إنساني السمات والرؤى كما يوثق المؤرخون والباحثون. ميدل ايست اونلاين بقلم: رواء الجصاني
منذ بدايات انطلاقاته الشعرية في عشرينيات القرن الماضي، لم يبرح الشاعر محمد مهدي الجواهري الإبداع، وصفاً أو تأريخا وما بينهما عديد متنوع، عن مدن وعواصم الدنيا، سواء التي زارها أو أقام فيها، أو تابع أحداثها وحوادثها عن بعد، وقرب.
ولأنه إنسانيّ السمات والرؤى كما يوثق المؤرخون والباحثون، في شعره، وحياته، وفكره، لم تكن للجواهري حدود في عطائه الشعري عن ذلك البلد، أو القوم أو تلك الأمة والمدينة، وغيرهما.
وذلك هو الديوان العامر شاهد عدل على ما نحن بصدد العناية به، فنجد للشاعر الخالد قصائد ومقطوعات عديدة عن إيران وفلسطين وسوريا منذ العشرينيات والثلاثينات والأربعينات، وكذلك عن زيارته الأولى لمصر في مطلع الخمسينيات، وإن كان قد كتب عنها، وأحداثها وشخصياتها في سنوات سابقة.
ومما يقع تحت أيدينا بصوته بهذا السياق، رائيته الفريدة عام 1951 والتي جاء فيها:
يا مصر تستبقُ الدهور وتعثرُ ** والنيل يزخر والمسلة تُزهرُ
وبنوك والتاريخ في قصبيهما ** يتسابقان فيصهرون ويصهرُ
والأرض يُنقِذ من عَماية أهلها ** نور يرف على ثراك وينشرُ
هذا الصعيد مشت عليه مواكب ** للدهر مثقلة الخطى، تتبخترُ
يصل الحضارة بالحضارة ما بنى ** فيك المعزُّ وما دحا الإسكندرُ
وبعيداً عن التسلسل الزمني، نتابع هنا بعض عالميات الجواهري وعوالمه فنشير إلى قصائده العديدة عن براغ، عاصمة التشيك التي أطالت الشوط من عمره، فدعا لها بطول العمر والخلود. وكذلك عن أهلها وحسانها وجمال طبيعتها. ولعلّ الأبرز منها، قصيدته الشهيرة عام 1965. ومن مطلعها:
أطلت الشوط من عمري ** أطال الله من عمرك
ولا بُلِّغت بالسوء ** ولا بالشرِّ في خبرك
حسوتُ الخمرَ من نهرك ** وذقتُ الحلوَ من ثمرك
ألا يا مزهر الخلد ** تغنَّى الدهرُ في وترك
كما نعود لبعض عربيات الجواهري فنشير إلى ما كتبه عن تونس في الأربعينيات والجزائر في الخمسينيات والكويت والمغرب وليبيا في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، وكذلك عن لبنانياته العديدة ومن بينها لاميته عام 1947 بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس بشارة الخوري إلى العراق. وجاء مفتتحها عن أهل البلاد وجميلاتها:
ويستمر القصيد العربي والإنساني لذلك الشاعر الذي يصنفه النقاد بالعربي الأول في مضمار الكتابة عن شؤون وشجون الدنيا، شعراً وإبداعاً ودون مدى. وإن ركزنا في اختياراتنا على الوصف والتغزل والوجدانيات، فهناك الغزير أيضاً عن الأحداث والحوادث التاريخية والسياسية العربية والعالمية التي شملها قصيد الجواهري، بشكل متداخل، أو منفرد.
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: بعض عربيات الجواهري وعالمياته الثلاثاء 28 سبتمبر 2010 - 15:09
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الأخ الفاضـــل ** أبو فرات ** نشكركم لرفدنـــا لقصائـــد شاعرنا العراقي الوطنـــــي ~ محمد مهـدي الجــــواهري ~ خالص ودّنــا وآحترامنــــا ...