- صدر حديثاً للباحث غراهام فولر كتاب "عالم بلا اسلام" الذي ينقض فكرة ان الصراع بين الغرب والشرق هو صراع ديني، ويحاول تفسير العداء القائم بين اجزاء من العالم الاسلامي والولايات المتحدة، من منظور يختلف عما طرحه المفكر صموئيل هانتغتون في منتصف التسعينيات من القرن العشرين.
في الكتاب الصادر عن دار "ليتل براون" الاميركي، ويباع في الاسواق الاميركية بنحو 26 دولارا، يحاول المؤلف الباحث غراهام فولر التأكيد من خلال طروحات قوية وواسعة الجوانب، بان لا الاسلام ولا التعصب الديني عموما يفسر بشكل ملائم الخصومة بين العالم الاسلامي والولايات المتحدة الاميركية.
ويتخطى فولر الفكرة نحو أبعاد اخرى، حيث يجادل بان العداء ربما سيكون قائما حتى لو لم يكن الاسلام نفسه موجودا، مستعيدا بعض الاحداث التي جرت في القرون الماضية من التاريخ ليؤكد على فكرته.
ويحاول فولر بذلك نقض نظرية هانتغتون حول صراع الحضارات على اسس دينية، على الرغم من انه لم يكن من اخترع النظرية، وانما منحها اسماً بحسب ما كتب الناقد زاخاري كارابيل.
ولان فولر سبق له العمل مع وكالة الاستخبارات الاميركية "سي أي ايه"، فان كتابه الجديد الذي يحمل فيه الولايات المتحدة الاميركية مسؤولية تغذيتها العداء مع العالم الاسلامي، فان من المتوقع ان يثير كتابه ضجة ليست محدودة.
ويخلص فولر في الكتاب الى ان الازمة الحالية في العلاقات بين الشرق والغرب، لها علاقة محدودة بالدين، وان الامر كله مرده الى الخلافات السياسية والثقافية.
ويتناول فولر تراث ما قبل الاسلام وصولا الى مسلمي اقليم سينجيانغ الصيني، ويغوص في العلاقات بين الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية الشرقية، منذ عهد ما بعد المسيح، ويحيل جانبا من الغزوات الصليبية للمشرق العربي الى الصراع التاريخي بين الكنائس المسيحية نفسها، وليس الى الرغبة بتحرير "الاراضي المقدسة".
ويشير فولر الى ان "الارهاب لا يمكن فصله عن الظروف ومكامن القلق والاستياء لدى شعوب الشرق الاوسط". وبرأي الباحث الاميركي فان "*** الذي يستهدف الاميركيين سيتلاشى عندما ينتهي التدخل العسكري والسياسي الغربي في العالم الاسلامي".