=AZUCNCItRcTUeJDaLMKCiLi7EMgH3laIqYBPenB68KonS0vFvQRnJ7LDxgYbnzKFCSoNK7XabSx-lyeWryY4yXYrT4hj7MeJROhJzRl8MPuVHqlRvVrsvF3q6mDY3vMjZ_-Ugs89OSbweT3c8d_8l3_XrGBQ71E7XS5GwH33Xwsy2g&__tn__=-UC%2CPH-R]قــصــيدة :
أبو جوزيف تركتها سفينة ً في العُـباب
لـطــيـف پــولا
ألقيت القصيدة في احتفالية الذكرى الحادية عشر لرحيل الخالد توما توماس والتي أقيمت في قاعة وردة في القوش 19/10/2007
تبسـَّـمي لآمال ٍ قد أشرقت في رُباك ِ
وتحنَّـتْ بالدماء ِ أنهارُك ِ وثراك ِ
مَن مثلك ِ يا بلادي قد فَـداها أبناؤُها
ملايينُ استشهدت من أجلك ِ وفداك ِ
وأبطالٌ قد أوقدت دمائـَها مشاعلا
وجعلت أجسادَها متاريسا لرُباك ِ
في الجبال ِ في السهول ِ في المدن ِ والبراري
قد هـَمَّها صوتُ شعب ٍ تلبـَّد في سماك ِ
والقوش لها الفخرُ لها السَبْقُ في النضال ِ
في الآداب ِ والعلوم ِ والسلام ِ والعِـراك ِ
قد نبتَ في رحمـِها واستدرَّ من ضَرعـِها
شـِبلُ الوغى والأمةِ وطني اشتراكي
توما توماس أيُّ صَقْر ِ لا يهفوَ لذكرِه ِ
أو تراهُ من الحزن ِ وفـَقـْدِهِ له باك ِ
كان بحرا من الحب ِ وبركانا في البلاءِ
ويـُبهرُ في المـَظهرِ والجوهرِ كالملاك ِ
كان نسرا في قلبه أمنياتٌ للسلام ِ
كان سيفا وصليبا كان لـُـغزا للسفاك ِ
يا قائدا أفنى العمرَ مُحاربا للمُحال ِ
ليجعلَ الشمسَ ترنو في الليالي من الشباك ِ
قـُل لقوم ٍ في حُصنكَ قد خذلوا أمجادَهم
وتراهم في نـَزَق ٍ بين ضال ٍ بين شاك ِ
أمسوا اليوم َ كالقطيع ِ في البراري بلا راع ِ
ومن نجا من الذئب ِ قد وقعَ في الأشراك ِ
مَن يجمعَ شملَ شعب ِ تنقصه قيادةٌ
قد مَنّاُهُ في ذلِـِه أخو قردٍ أو يُحاكي
يا بلادي من سقاك ِ من العَرق ِ والنَجيع ِ
لا يستجدي الودَ غدا ولا العيشَ من سواك ِ
عمالـُك في المدن ِ باتوا ضحايا المِحن ِ
والحقولُ تستنجدُ بالفلاح ِ في قراك ِ
تنقصنا إرادةٌ ووحدةٌ تُـنـقذنا
من الضباع ِ والضياع ِ والنفاق ِ والشِكاك ِ
أبو جوزيف تركتها سفينةً في العـُباب ِ
تستغيث, بين لص ٍ وساخر ٍ وضَحّاك ِ
تنعموا بآلامِ ضحايانا أرذلُهم
ومثلكم قد تفانوا لم يلبسوا سوى الخاكي
وسنمضي في النضال ِ نكربُ حقلَ الآمالِ
وذكراكَ في قيظنا كالنرجس لنا ذاك ِ
اذا جـِعنا أو ظمئنا لترتوي براعم ٌ
رغم الضنى والظـُلـُم ِ لن نشعرَ بالإنهاك ِ
أقلامُـنا كالفؤوس ِ على ضِعاف ِ النفوس ِ
يُجـْرِعُها مـِدادُها أمرَّ من الهلاك ِ
وتصوغ للأبطالِ سـِفـْرَ النصر ِ للخلود ِ
وتـُنْضَدُ على القلب ِ دونَ خيط ٍ وأسلاك ِ
ومَن خاضَ غـِمارَها يلوي أعناقَ الخُطوب ِ
كفلاح ٍ لا يبالي بالزؤان والأشواك ِ
أيامُهُ ملاحـم ٌ إن رقـدَ يبقى حياً
في العَلاء ِ’ والقـِمم ُ للنسور ِ والكراكي
وقدرُ المناضل ِ يفنى من دونِ مَتاع ِ
للأباة ِ والبـُناة ِ لـُغـزٌ من غير ِ فـِكاك ِ