سمحت لي فرصة ملازمتي فراش المرض بسبب أصابتي بفايروس كورونا بأن أتأمل في معنى المرض وأهمية الألم للنضوج في الإيمان والرجاء المحبة الفضائل الثلاث التي تهب لنا منذ هذه الحياة نعمة المشاركة في الحياة الإلهية. اول ما تعلمنا إياه خبرة الألم هو العودة الى ما هو أساسي وجوهري بالنسبة لحياتنا . هناك أشياء كثيرة وأشخاص كثيرون يملأون حياتنا ويجعلونها ان تفرغ من أساسها وجوهرها اي الله مانحها وحافظها . إنها أسوء كارثة ان تفرغ حياة الإنسان من الله . قال القديس اغسطينوس الكبير: يا إلهي قلبي خلقته لك ولا يرتاح إلا فيك . نعم خبرة الألم والمرض هي نعمة كبيرة يمنحها الله لمن يحبهم لكي يختبروا حضوره الحقيقي فيهم ليشاركهم الامهم. الهنا هو اله المحبة لا ينسى أبناءه وبناته خاصة حينما يراهم يعانون من المرض والألم. الصليب المقدس هو رمز الألم الذي به نال البشر نعمة الخلاص والحياة الابدية . ربنا والهنا ومخلصنا له كل الاكرام والمجد والسجود علمنا بكلامه لكنه خلصنا بالامه وموته على الصليب المقدس . طوبى للمريض الذي يعيش المه بالاتحاد مع يسوع المتألم انه يشارك في خلاص العالم . ان الكنيسة اليوم بحاجة ماسة الى اشخاص يختبرون نعمة الالم في حياتهم ويشهدون شهادة حسنة للرب يسوع ويساهمون مساهمة فعالة في نشر نور الانجيل في عالم خيم عليه الالحاد وامتلأ بأصنام عديدة تقود الإنسان إلى الخراب والدمار. تاريخ الكنيسة المقدسة يعلمنا بأن الشهداء في القرون الأولى الذين بسبب إيمانهم بالمسيح وحبهم العارم له عانوا مختلف الآلام والعذابات واقسى أنواع الموت كانوا سببا في نشر نور الانجيل بين شعوب كثيرة .نحن أبناء كنيسة تدعى كنيسة الشهداء لكن لا يكفي ان نفتخر بالماضي بل ان نجسده في حاضرنا بقوة الروح القدس الذي هو حياة الكنيسة . اصلي لنعيش آلامنا كنعمة من الرب وخبرة روحانية عميقة تزيدنا اتحادا به وحبا لكنيسته. أصلي من أجل كافة الذين قضوا بهذا الوباء ليرحمهم الرب برحمته الواسعة والشفاء لاجل المصابين به . ارجو من الذين يقرأون هذه الاسطر ان ان يصلوا من اجلي كي اعيش ما تبقى لي من الحياة الزمنية القصيرة بالإيمان والرجاء والمحبة وشهادة الحياة حتي النهاية . مع الشكر ولنبق متحدين بالصلاة.