الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60590مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: د. حميد عبد الله : (شهداء) العقود! الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 4:44
د. حميد عبد الله : (شهداء) العقود!
03/10/2010
الفاسدون يقتلون بعضهم برصاص الفساد، ووراء ذلك القتل ثمة أهداف وغايات ودوافع فاسدة! لايمكن ان يكون الفاسد مضحيا، او اللص شهيدا، او الراكض وراء السحت الحرام وطنيا، او الطامع بالمال العام محبا للناس وحريصا على مصالحهم ! لو وضعنا الصراع الذي يدور في العراق اليوم تحت مجهر الفحص والتحليل لاكتشفنا ان الغالبية العظمى من المتصارعين انما يتصارعون على غنيمة ، وتلك الغنيمة تختلف من حيث قيمتها ودسومتها حسب حجم المتصارعين وتاثيرهم ، وهذه التدرجية تمتد من الفتات الى الكنوز مرورا بلحمة الكتف والبطن والخاصرة!! الموظفون الصغار يتصاعرون على المواقع التي تتيح لهم فرصا للسرقة ومن بينها مثلا ان يشغل الموظف موقعا له صلة بابرام العقود ليتسنى له ان يثري ، فيتغير حاله ، ويقول لايام الفقر والاملاق وداعا ، فتنموا له اكتاف عريضة ، وكرش متهدل ،ويمشي مختالا على رؤوس العباد ، لكنه سرعان مايهوي صريعا بنار الفاسدين الذي ظلوا يتبرصون به الطرقات ليزيحوه ويشغلوا ( كرسيه) ، وهكذا تتواصل لعبة الازاحة بالرصاص والغدر والغيلة والهدف هو التسابق على الفساد وليس على التضحية والايثار!! مئات من الموظفين قتلتهم وظائفهم ، والحصيف من يرفض موقعا يجعله هدفا بين الفرضة والشعيرة ! لماذا قتل ( المغدور) ؟! لانه يعمل في دائرة العقود ، ولان العقود تعني اموالا مدرارة يجلبها التلاعب والكومشينات ، ولان هناك من يحسبون على السراق انفاسهم ليس بدافع الردع بل بدافع الانتقام والاجتثاث والاسئصال والازاحة ليحلوا محلهم! الفرصة الفاسدة بالنسبة للفاسدين لاتتكرر ، لذلك فانهم يسابقون الزمن لاستحلاب تلك الفرصة التي قد لاتاتي ثانية! بعضهم ،و بسبب العجالة في ( الرزق) ، افتضح امرهم ولم يمضوا في مواقعم سوى زمن قصير ، وبعضهم قتلوا لان سرقاتهم استفزت منافسيهم ،وبعضهم يغتنمون الفرصة بذكاء وهدوء لكنهم رغم كل محاذيرهم يضعون ارواحهم على راحهم خوفا من الازاحة المتوقع وقافلة ( شهداء) الفساد تترى دون توقف!!