البيت الآرامي العراقي

صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ Welcome2
صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ Welcome2
صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ـ الجزء الاول ـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Nabeel Ibrahim
عضو شرف الموقع
عضو شرف الموقع
Nabeel Ibrahim


صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ Usuuus10
صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ 8-steps1a
الدولة : لبنان
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 29/04/2010
الابراج : السرطان

صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ Empty
مُساهمةموضوع: صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ـ الجزء الاول ـ   صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  ـ الجزء الاول ـ Icon_minitime1الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 10:17



قصة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي
( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى في صدورهم أكبر )
ـ الجزء الاول ـ
خصائص السياسة الاعلامية الامريكية

نبيل ابراهيم
من المسلمات البديهية ان الإعلام اصبح ركن هام من اركان السياسة الخارجية او الداخلية لاي بلد بل ان الاعلام هو المرآة العاكسة لاي سياسة ووسيلة لايصالها للشعب وكسب تاييد وموافقة وحشد الشعب ، لذا فمن ضرورات فهم السياسة الخارجية لأي بلد, ادراك أساليب إعلامه ودعايته طالما ان فصل الإعلام عن السياسة بات غير ممكن ، خصوصا بالنسبة لبلد مثل امريكا التي وجهت سياستها الاعلامية لتحقيق اطماعها وبسط نفوذها على امتداد القرن السابق,والخداع هو احد اساليبها في الدعاية الاعلامية الترويجية لمعظم حروبها, وهذا ما قاله المنظر العسكري الصيني سان تسو في مقولته الشهيرة ((...ان الحروب التي خاضتها وتخوضها الدول الاستعمارية قامت على الخداع...)) ، وحرب العراق ليست استثناء ولكن الاختلاف أَنَّ الادارة الامريكية جعلت من الكذب اداة لخداع الجماهير ، وحشد الدعم الاعلامي له, فالمعروف عن كل احتلال عبر التاريخ انه يعمل وفق سياسة الذرائع لتبرير وجوده . والاحتلال الأمريكي في العصر الحديث يمثل قمة الذرائعية لتبرير عدوانه على الشعوب.
ان امريكا كبلد استعماري تعمل على بناء سياسة اعلامية تستند على التوجهات الجديدة التي أغوت المخطط الاستراتيجي كي تكون أمريكا سيدة العالم ، بحكم دورها الدفاعي عن أوربا في الحرب العالمية الثانية وتنامي مصالحها الاستراتيجية عبر القارات. ومنذ ذلك الحين أدركت ، ان الأعلام سيكون بفنونه وأشكاله أحدى المساند الكبرى بالإضافة إلى القوة الاقتصادية والعسكرية. ولو أمعنا النظر بأنشطة التاريخ الاعلامي الأمريكي المتعلق بالسياسة الخارجية لوجدنا انه تميز بتركيزه على عامل الدعاية او ما يطلق عليها (البروباغاندا ) , وقد حاولت كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة ان تلغي الخطوط الفاصلة بين ما يتعلق بالسياسة الداخلية وبين السياسة الخارجية في اهتمامات الاحداث المؤثرة على الاستراتيجية الإعلامية بغية الإفادة من الدعم الداخلي فلعبت مثلا مقولة (الامن القومي الامريكي) و مقولة (الدفاع عن الديمقراطية), دورا بالغا في هذا المجال ثم اخترعت مقولة ( الحرب على الإرهاب) . وبغض النظر عن واقعية هذه الأفكار و أبعادها الموضوعية فإنها استخدمت بشكل جوهري في التحشيد الاعلامي والهيمنة على اتجاهات التفكير والمواقف والسلوك العام للقوى الفاعلة على الساحة. وكان الخطاب الأمريكي قد شهد نقطة تحول هائلة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، من منظومة سياسية فكرية إلى خطاب قائم على القوة العسكرية ،وخطاب مرافق للعمل الدولي في صورته العمومية القائم على الغزو الشامل للإرادة الدولية، والتأثير فيها.
كما تعتمد امريكا على السيكولوجيا في سياساتها وتوظفها لخدمتها بشكل غير مسبوق. فالمخابرات الاميركية تعتمد عليها في انتقاء عملائها وتجنيد جواسيسها وتحليل معلوماتها وإعداد تقاريرها وإستشاراتها للمسؤولين الأميركيين. حيث تعمل على استغلالها في المساعدة في عمليات التجسس المضاد وعمليات إرباك الخصم. وهي تتضمن كل وجوه النشاط الانساني والمعلوماتي. ومنها الشائعات والانباء والاعلام وتصنيع المعلومات وإعادة تصنيعها. فلو عدنا عشرون سنة الى الوراء وتحديدا فترة العدوان الثلاثيني الغاشم الذي شنته امريكا مع حلفائها على العراق عقب محاولة العراق استرجاع الكويت , سنجد ان الادارة الامريكية قد اعتمدت على قصة ابتدعتها للتاثيرالنفسي على الراي العام الامريكي والكونغرس خصوصا, للموافقة على شن العدوان الثلايني الغاشم على العراق ,وهي قصة سرقة الجنود العراقيين اثناء اجتياح الكويت لحاضنات الاطفال في مستشفي كويتي ، هذه القصة المفبركة ((التي تبين فيما بعد أن ابنة سفير الكويت في واشنطن لعبت دور الممثل الذي رسمته لها شركة علاقات عامة)) ، يتذكرها مجتمع العلاقات العامة بنوع من الاحتقار بعد ان تم افتضاح اللعبة, ولكن تأثير القصة لم يتغير على الرأي العام فهناك نسبة لا تزال ترى انها صحيحة مع ان القصة ثبت زيفها ,هذه القصة كانت من اختراع شركة العلاقات العامة هيل اند نولتنون ، وحصلت الشركة على الاموال التي دعمت حملتها هذه من الحكومة الكويتية ، حيث قامت هذه الحكومة بتوقيع عقد مع الشركة بعد ايام قليلة من اجتياح العراق للكويت . وللتغطية على علاقتها مع العائلة الكويتية الحاكمة قامت الشركة الامريكية بإنشاء مجلس مواطنو الكويت الحرة ، وخلال فترة أشهر قامت الحكومة الكويتية بتحويل اكثر من 11 مليون دولار لهذا المجلس. وقامت شركة العلاقات العامة ، بتنظيم مقابلات صحافية للمسؤولين الكويتيين الذين كانوا يزورون امريكا ، كما نظمت احتجاجات ومسيرات مثل اليوم الوطني لتحرير الكويت وقامت بتوزيع 200 الف نسخة من تقرير اعد سريعا تحت عنوان (إِغتصاب الكويت) ، ففي اللغة الاعلامية ولغة العلاقات العامة فالاعلام والصحافيون بشكل عام يبحثون عن شماعة يستخدمونها بشكل دائم ، وجاءت هذه الشماعة في جلسة استماع عادية في الكونغرس عن حقوق الانسان ، والتي ظهرت فيها فتاة لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها وقالت وهي دامعة انها شاهدت الجنود العراقيين وهم يسرقون حاضنات الاطفال ويتركونهم بدون عناية ، المتحدثة التي جذبت إهتمام السامعين وغيرت مواقف الكثيرين في امريكا ، تبين فيما بعد انها نيرة بنت سفير الكويت في واشنطن .
وفي كتاب صدر مؤخرًا بعنوان أسطورة حرية الصحافة الذي كتب مقدمته الكاتب والروائي الأمريكي الشهير جور فيدال استعرض عدد من أبرع الصحفيين الأمريكيين تجاربهم خلف الكواليس في الصحف وشبكات التلفزيون وبالذات خبرة الحرب الأمريكية ضد أفغانستان بعد أحداث 11 ايلول 2001، حيث أغرقت وسائل الإعلام الأمريكية في مستنقع من الأكاذيب وأنصاف الحقائق التي وظفت في خدمة السياسة التي رسمها المسؤولون في البيت الأبيض وهذه السياسة تتلخص فيما يلي ((... ان امريكا أمة خيرة، ديمقراطية، محبة للسلام، تتعرض لهجوم مجموعة من الإرهابيين المجانين الأشرار؛ الذين يكرهون أمريكا لما تتمتع به من حرية ورخاء، وإزاء ذلك فلابد من أن تستخدم أمريكا قدراتها العسكرية، وأن تتعقب المذنبين وتقضي عليهم وتهيئ نفسها لحرب تستأصل سرطان الإرهاب من جذوره وتقضي عليه.. أما هؤلاء الذين لا يقفون إلى جانب أمريكا في حربها العادلة في الداخل أو في الخارج؛ فلابد من اعتبارهم متواطئين يسري عليهم ما يسري على مرتكبي الجريمة...)).
عقب تفجيرات 11 ايلول وقبيل احتلال والعراق ظهرت ملامح إستراتيجية أمريكية للتضليل الإعلامي ذات ثلاة ابعاد هي...
ـ البعد الاول يتمثل في برنامج دعائي لتحسين وتلميع صورة امريكا
ـ البعد الثاني يتمثل في برنامج للخداع الاعلامي العسكري والترويج للديمقراطية التي تقاتل من اجلها امريكا، وهذه الإستراتيجية موجهة بشكل رئيسي للعالم الإسلامي وبصورة عامة للعالم كله.
ـ البعد الثالث هو بعد خارجي لهذه الإستراتيجية يتعلق بالضغط في أشكال مختلفة على وسائل الإعلام والفضائيات العربية التي لا تسير في ركاب الاحتلال.
وتوضحت صورة البعد الاول للستراتيجية الاعلامية الامريكية عندما كشفت صحف أمريكية عن خطة لتحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي عقب 11 ايلول تولتها وزارة الخارجية الأمريكية، وأشرفت عليها خبيرة الدعاية الأمريكية شارلوت بيرز، بيد أن شارلوت قدمت استقالتها رسميا في أوائل شهر شباط 2003 من لجنة تحسين صورة أمريكا، وقالت لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في السابع من اذار 2003 ((...بأن محاولتها للدفاع عن سياسات أمريكية غير مقبولة في العالم العربي، وقد كانت بمثابة إدخال الفيل في علبة صغيرة، لأن صورة أمريكا لدى شعوب العالم كما قالت أقبح كثيرا مما يتخيله الأمريكيون..)), ومع دخول خطط احتلال العراق مرحلة التنفيذ، جرت محاولة أخرى لتنشيط هذه الإدارة بهدف نشر البرنامج الدعائي الذي تبنته الإدارة الأمريكية لتلميع صورة الاحتلال ومنع تفشي الكراهية ضد الأمريكيين في المنطقة العربية، ولكن تم وضع برامج أخرى عديدة عقب احتلال العراق تهدف لإقناع العرب والمسلمين بأن الهدف ليس الاحتلال ونهب ثروات العراق ولكن نشر الديمقراطية، لأن الكراهية ضد الأمريكان تعاظمت وكبرت بشكل غير مسبوق, وقد أكدت وكالة رويترز يوم 9 نيسان 2004 وجود هذه الحملة الجديدة نقلا عن مسئولين أمريكان، وقالت أيضا إن تفاصيلها ما زالت محاطة بالسرية، وتردد أنه تم منح عقد الحملة الإعلانية لمجموعة شركات تضم بل بوتينجر كوميونيكيشنز ومقرها لندن، وبيتس بان جالف التابعة لمجموعة دبليو.بي.بي، وبالوتش آند رو ومقرها بغداد، وقال مارك ترنبول من شركة بل بوتينجر لرويتر((... إن الهدف هو حمل الناس على اعتقاد أن الديمقراطية قادمة بالفعل و بأنه يتعين أن توجه الرسالة كذلك بشكل بعيد عن الدعاية الأمريكية المباشرة....)), وسبق هذه الحملة تخصيص إدارة وميزانية أمريكية كلفتها المليارات من الدولارات للإعلام وللترويج لمفاهيم وسياسات واشنطن عبر سلسلة من المجلات والصحف المدعومة أمريكيا مثل مجلة هاي، وإذاعة سوا، وإنشاء محطات فضائية مثل الحرة، بجانب دعم صحف ومجلات أخرى بدعم مالي مباشر، واستضافة صحفيين وإعلاميين عرب في برامج تدريبية أمريكية. ويبدو أن الحملة فشلت للمرة الثانية بدليل أن خبيرة الدعاية الأمريكية شارلوت بيرز قدمت استقالتها للمرة الثانية من منصبها بعد أن عدلت عن الأولى في لجنة تحسين صورة أمريكا في ايار 2004، لأنها لم تجد ما تدافع به عن بلادها إزاء الاتهامات.
أما البعد الثاني من هذه الإستراتيجية الأمريكية, فقد تولته وزارة الدفاع (البنتاجون) ويقوم على أكثر من شق مثل, ترويج المنظور الأمريكي الأحادي للحملات العسكرية الأمريكية من خلال المراسلين الغربيين الذين يرافقون قوات الاحتلال، بجانب القيام بحملة أخرى للخداع الإعلامي عبر وحدة شكلها البنتاجون ثم حلها عام 2002 عندما افتضح أمرها حيث أغلق البنتاجون في ذلك العام ما يسمى مكتب التأثير الإستراتيجي بعد أن اتهم منتقدون الوزارة بأنها أنشأت مكتب دعاية لنشر أكاذيب في أنحاء العالم بحجة تضليل أعداء الولايات المتحدة, وجاء الجزء الأكبر من خطة البنتاجون في تبني الدعاية التلفزيونية وتمويل فضائيات عراقية كنموذج أسرع للترويج بتكلفة 5.8 مليون دولار بغرض إقناع العراقيين بصحة التوجه الأمريكي لإقرار ديمقراطية في العراق وعدم الرغبة في البقاء في العراق أو احتلاله كما تقول المقاومة العراقية، فضلا عن التركيز على إعلام الحرب فقط بالعمل على حصر خروج الأنباء من مناطق العمليات (كمنطقة الفلوجة على سبيل المثال) على المصادر العسكرية الأمريكية وما تسمح به الرقابة العسكرية، واتباع أساليب قلب الحقائق في البلاغات العسكرية، مثل الإعلان عن تحقيق تقدم عسكري سريع على الأرض ونجاح اقتحام مدن لم يدخلوها بعد، بهدف إنهاك الخصم وتدمير الروح المعنوية للمقاومين، وهي إستراتيجية نجحت خلال غزو العراق، ولكنها فشلت مع المقاومة العراقية.
أما البعد الثالث لهذه الإستراتيجية فيقوم على تكميم الإعلام العربي, فإذا كانت الخطة الإعلامية الأمريكية عموما تقوم على الترويج والدعاية للاحتلال، فالوجه الآخر لها هو حصار أبواق الإعلام العربي التي تنشر حقائق وصورا عن الانتهاكات الأمريكية في العراق وجوانتانامو وغيرها، وهو ما ظهر بشكل أوضح في الهجوم على قناة الجزيرة الفضائية في عدة مناسبات وإغلاق مكاتبها وضربها في أفغانستان والعراق، وتهديد قنوات أخرى علنا من قبل القادة العسكريين الأمريكان. فقد بدأ الأمر بحملة ضغط سياسية وعسكرية كبيرة وضلت الى حد إيفاد كولن باول عندما كان يشغل منصب وزير خارجية ادارة الاحتلال الامريكية في حينها ونائبه ريتشارد أرميتاج الى دولة قطر لدعوة المسئولين هناك للضغط على قناة الجزيرة وتدجينها في نيسان 2004 عقب فشل الحملة العسكرية الأولى على الفلوجة بسبب كشف طاقم الجزيرة حقيقة الاحتلال هناك، وعندما فشل الضغط السياسي بدأ التحرك الاستخباري والعسكري عبر اتهام محرري قناة الجزيرة بأنهم على علاقة بأبو مصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة، وتهديدهم هم وأسرهم واستصدار قرارات باعتقال أقارب لهم.
والطريف أنه بعد كل هذه التدابير الأمريكية صدر تقرير رسمي في 25 نوفمبر 2004 عن مجموعة من مستشاري البنتاجون يؤكد فشل خطط الدعاية الإعلامية الأمريكية ويتحدث عن انتقادات شديدة للولايات المتحدة بأنها ارتكبت خطأ في عدم توضيح تحركاتها العسكرية ودبلوماسيتها وإستراتيجيتها بشكل صحيح للعالم الإسلامي، وإن الولايات المتحدة تخسر حرب الأفكار في العالم الإسلامي, فقد أكد التقرير الذي يتضمن 102 صفحة وقدم لرامسفيلد أن أي خطة في مجال العلاقات العامة أو في مجال الإعلام لا يمكن أن تساعد الولايات المتحدة إن استمرت في انتهاج سياسة خاطئة، واتهم التقرير الذي أعدته هيئة علوم الدفاع في البنتاجون، أو مجموعة ديفنس ساينس بورد المؤسسات الأمريكية بأنها قطعت الاتصالات الإستراتيجية ودعا إلى إعادة تنظيم للبنى السياسية والدبلوماسية وكذلك الإعلامية، كما دعا إلى إقامة هيكلية إعلامية إستراتيجية داخل مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وشدد على أن الولايات المتحدة تخسر حرب الأفكار في العالم الإسلامي لأنها تعجز عن توضيح سياستها للمسلمين القلقين من النوايا الأمريكية، وأنه إذا أردنا حقا أن نرى العالم الإسلامي ككل والدول الناطقة بالعربية بخاصة تتحرك أكثر صوب فهمنا للوسطية والتسامح فيتعين علينا أن نؤكد للمسلمين مجددا أن هذا لا يعني أنه يتعين عليهم الرضوخ للطريقة الأمريكية. وقال التقرير الذي استخدم لهجة شديدة إنه بينما فشلت جهود الولايات المتحدة في شرح سياساتها فإن جهود العلاقات العامة المحسنة لا يمكنها أن تروج لسياسات خاطئة، وركز على أن المسلمين لا يكرهون حريتنا ولكنهم يكرهون سياساتنا.
إنَّ إدارة المجرم بوش اختارت ايلول عام 2002 لكي تقوم بحملة ضغط كبيرة داخل الكونغرس لتسويق حربها على العراق ، وقامت الادارة بجهود كبيرة لبدء التحضيرات للحرب علي العراق ، فقد تم توجيه دعوة لقادة الكونغرس لحضور جلسات إِستماع خاصة لكل من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ، ووزير الخارجية كولن باول ، ومدير المخابرات المركزية ، جورج تينت ، كما حاول مساعدو بوش استكشاف احسن مكان لكي يعلن فيه بداية فك الملف العراقي ، ولم يجدوا احسن من جزيرة ايليس ، حيث كان تمثال الحرية وراء بوش وهو يلقي كلمته ، وبعد يوم واحد ظهر بوش في الامم المتحدة ، حيث خاطب الجمعية العامة في 11 ايلول ، ومع هذه الجهود نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا قالت فيه ((... إِنَّ إدارة بوش اعلنت عن انشاء مكتب للاتصالات الدولية وذلك لتنسيق رسالة البيت الابيض وتسويق صورة امريكا في الخارج ...))، ونشرت في نفس الوقت صحيفة التايمز البريطانية تقريرا قالت فيه ان امريكا تخطط لانفاق 200 مليون دولار على حملة اعلامية واسعة ضد صدام حسين ، وتستهدف كذلك الرأي العام العربي المتشكك بالنوايا الامريكية . ونشرت مجلة متخصصة بالعلاقات العامة تقريرا قـــالت فيه ان وزير الدفاع رامسفيلد إعتمد على جماعات إتصال استراتيجية في حزام جماعات الضغط ، وذلك لتمرير رسالة امريكا ضد النظام العراقي . كما تم إِعداد فريق من الشبان العاملين في البيت الابيض الذين كانوا يلتقون يوميا من اجل التخطيط للعملية الاعلامية والهجوم على الاعلام . وكان اهم اللاعبين في هذه الحملة الإعلامية لاقناع الرأي العام بخطر العراق والتي ضمت كلا من دان بارليت مدير الاتصالات بالبيت الابيض ، ومدير مكتب الاتصالات العالمي ، تاكر ايسكو ، وجون ويلكنسون ، الذي عمل متحدثا رسميا باسم القيادة الوسطي وقائدها الجنرال تومي فرانكس ، ومن اللاعبين الاخرين المتحدثة باسم رامسفيلد فيكتوريا كلارك ، والمتحدث باسم كولن باول ، ريتشارد باوتشر ، ومستشارة ديك تشيني نائب الرئيس ، ماري ماتالين .
ومن بين اهم القضايا التي حاولت جماعات العلاقات العامة غير المباشرة التي اعتمد عليها رامسفيلد هي محاولة إيجاد روابط تدين القيادة العراقية الشرعية وتربطها ب*** .وبهذا فقد استطاعت ادارة المجرم بوش حرف انظار الرأي العام الامريكي والمعارضة الديمقراطية تحديدا عن الكثير من القضايا العاجلة والمحلية وقصر الحديث فقط علي الملف العراقي ومحاولة شيطنته باثارة كل ما من شانه ان يخدم هدفها فنرى مثلا ان موضوعة حلبجة ظلت مخفية عن الاعلام الرسمي الامريكي ، حتي بداية التحضير للاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ، حيث بدأ حضورها واضحا في تعداد (ما اطلقوا عليه بجرائم النظام السابق), فقد تجنبت ادارة بوش الاب واثناء حشد الدعم الدولي لعملية العدوان الثلاثيني ضد العراق أي ذكر لحلبجة ولم يلتفت الصحافيون للقصة كذلك ،حيث جرى ذكر الحادثة في تقارير اعلامية 27 مرة ، وخلال العشر سنوات التي تلت الحرب لم تذكر الا لـ (16 مرة) ، ولم تذكر اثناء حملة المجرم بوش لانتخابات الرئاسة عام 2000 الا عشر مرات ، وكل ذلك لان هذا الموضوع كان من شأنه ان يقوض مساعي السياسة الامريكية تجاه العراق لان المخابرات الامريكية بنفسها كانت قد اعلنت ان حلبجة ضربت بالعامل الكيمياوي المسمى بـ (غاز السيانيد) , في حين ان العراق لم يكن يمتلك هذا النوع من السلاح الكيمياوي بل كان يمتلك غاز الخردل وان ايران هي من كانت تمتلك السيانيد, لكن القصة عادت للظهور وبقوة اثناء عام 2002 عندما بدأت إدارة بوش التحضير فعليا لغزو العراق ، فقد جري ذكر حلبجة 57 مرة في شهر واحد ، وفي اذار2003 وهو الشهر الذي بدأت فيه الحرب جرى ذكر حلبجة (145 مرة). وعن سبب العودة لموضوع حلبجة لإدانة ولشيطنة الشهيد صدام حسين والقيادة العراقية وانه بعد 15 عاما فأن التفاصيل الدقيقة لهذه المأساة انمحت من الاذهان ولهذا اصبح من المناسب ذكر القصة دون التورط في مسألة تبرئة العراق من هذه العملية البشعة التي اقترفها جيش الخميني .
اما بالنسبة للإعلام الرسمي العربي الذي واكب هذه الاحداث ,فمعلوم ان الاعلام الرسمي العربي في أغلبه إعلام تابع للسلطة السياسية في كل دولة عربية، ومن ثم فهو يعبر عن التزامات ومواقف السلطة السياسية تجاه مختلف القضايا؛وطالما ان النظام الرسمي العربي بمجمله خاضع و خانع للتعليمات والاوامر الامريكية فمن البديهي ان ينحو الاعلام الرسمي العربي منحى يخدم التوجه الامريكي, أما الإعلام غير الرسمي سواء كان حزبيًا أو غير حزبي فهو مقيد باعتبارات الضغوط السياسية والأمنية والمالية التي تمارَس على تلك المؤسسات الإعلامية الخاصة ، وإذا كانت بعض الدول العربية قد تورطت بشكل علني في المشاركة في الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي وأخرى تورطت بشكل غير مباشر، سواء عن طريق الدعم الخفي أو التسهيلات الخفية والتأييد غير المنظور فإن المؤسسات الإعلامية في تلك الدول قد التزمت هي الأخرى بمواقف دولها، ومنها من اعتبر أن الغزو تحرير للعراق، ومنها من حرص على تركيز الحملة ضد نظام الشهيد صدام حسين ليخفي تأييده للغزو، ومنها من يرفض أن يسمي قوات الاحتلال بأنها قوات احتلال رغم إطلاق الأمم المتحدة عليها وصف قوات الاحتلال، والتعامل مع الولايات المتحدة بأنها دولة احتلال للعراق, وامتدادًا لهذا الموقف تم التركيز في البداية على وصف المقامة العراقية بـالعمليات الإرهابية، وفي أحسن الأحوال كان يطلق عليها اسم أعمال العنف، لكن بعد أحداث الفلوجة مؤخرًا التي ارتكبت فيها القوات الأمريكية مجازر بشعة ضد المدنيين وتصدت المقاومة العراقية ببسالة للعدوان الأمريكي لقيت المقاومة العراقية تعاطفًا كبيرًا في بعص من وسائل الإعلام العربية.

ـ يتبع ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صة التهيئة الاعلامية الامريكية قبل وبعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ـ الجزء الاول ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الاخبار العامة والسياسية General and political news :: منتدى المنبر السياسي والحوار الهادئ والنقاش الجاد الحر Political platform & forum for dialogue & discussion-
انتقل الى: