الثعالب الحمراء تغزو أوروبا

الثعلب الأحمر الذي كان عرضة للانقراض في الماضي
</TD>

الثعالب الحمراء تغزو أوروبا

برلين- إرنست جيل - صدرت تحذيرات لسكان منطقة "راينلاند" في ألمانيا من ترك الحيوانات الأليفة بعيدا في الشوارع بعد أن التهمت الثعالب خمسة من طيور البطريق ، فيما اعتبر بمثابة دليل على وصول آكلات اللحم إلي حديقة الحيوان العامة في كولونيا.

وعاد الثعلب الأحمر ، والذي كان عرضة للانقراض في الماضي ، بصورة كبيرة إلي وسط أوروبا ، حيث اختفى أعداؤه الطبيعيون .

ويعد الحيوان الماكر المنتمي للفصيلة الكلبية أكثر ذكاء من أخطر أعدائه وهو "الإنسان" . وتتعدى الثعالب على المناطق الحضرية ، حتى أنه تم رصدها في المدن الكبرى مثل برلين وميونيخ وكولونيا ، حيث تغذت مجموعة من الثعالب المتسللة على وجبة البطريق في الأسابيع الأخيرة.

وتعد طيور البطريق سيئة الحظ هي آخر الضحايا. كما هاجمت مجموعة الثعالب المتسللة مؤخرا طيور النحام والبط في حديقة الحيوان في كولونيا. وأحيطت الآن جميع الأقفاص الثلاثة بسياج كهربائي بجهد منخفض.

ويقول الخبراء إن اختفاء حيوانات الوشق والدب البني والذئاب في القرن العشرين ساهمت في عودة أعداد الثعالب للزيادة. فبدون هؤلاء الأعداء الطبيعيين ، استطاعت الثعالب أن تثبت نفسها كآكلة لحوم مسيطرة في كثير من مناطق وسط أوروبا.

كما كان القضاء واسع النطاق على الكلاب في أنحاء أوروبا بمثابة منحة لعائلات الثعالب ، نظرا لأن الكلاب هي دائما الأعداء الطبيعية الأساسية لهذه المخلوقات.

ولا يزال صيد الثعالب أمرا شائعا في أوروبا وتم قتل أعداد مهولة من الثعالب في الغابات والمناطق الريفية. وقتل أكثر من 600 ألف ثعلب أحمر على يد صيادين في ألمانيا وحدها خلال معظم فترات الموسم الأخير ¬ أي ما يعني مقتل أكثر من 1650 حيوانا يوميا.

ومن المفارقات أن حصيلة صيد الثعلب المرتفعة هي إشارة أخرى إلى أن أعداد الثعالب في انتعاش. وحتى مع ذلك ، فإن صيد الثعالب لا يدخل ضمن المسابقات لبطولات الصيد البارزة ، كما أن جلد الثعلب الأحمر يعد من الأزياء التي عفا عليها الزمن ، كما أن لحمه ليس طيبا.

و الدودة الشريطية الموجودة في الثعالب تصيب الإنسان بسهولة. لذا فإن معظم الصيادين يستهدفون حيوانات أخرى في رحلات صيدهم.
"د ب أ"