اعتاد العالم الكاثوليكي بعد ما قام القديس فرنسيس باقامة اول مغارة للميلاد على تصوير حدث الميلاد من خلال وضع شكل مغارة او كهف او حظيرة مع الشخصيات التي يذكرها الانجيل عند ولادة المسيح. ولكن لو نظرنا الى نصوص طقسنا التي سطرتها روحانية كبار المؤلفين امثال مار افرام ومار نرساي وغيرهم من الاباء، سوف نجد وصفا لحدث الميلاد يرتكز على استخدام مفردات المغارة وحيواناتها وواقعها المهمل. كيف استنارت واصبحت هذه المغارة مكانا اخر عجيبا عند ولادة المسيح فيها. ان تركيز اباء الكنيسة والنصوص الليتورجية على وصف واقعي لوضع ولادة المسيح في هذا المكان انما له بعد لاهوتي مهم، انهم يركزون على انسانية المسيح الواقعية. يسوع اصبح انسانا كاملا مثلنا ولذلك ولد ايضا هو عبر مخاض حقيقي اختبرته مريم. كذلك ايضا تريد من هذا النصوص ان نفهم ان ولادة المسيح هي اشراقة للنور في واقع ظلمة الانسان لكي يستنير بالمعنى الالهي. العناصر الطبيعية التي تظهر في الميلاد تعترف بسيادة ابن مريم كونه ابن الله فتعمل على خدمة ميلاده مثل النجم. علامات التواضع التي صاحبت ميلاد المسيح هي اشارة الى تنازله الذي يمر بالمغارة ثم يستمر وصولا الى الصليب والقبر لاجل خلاصنا. المغارة تعكس واقعية الميلاد التي نجد صداها في صلواتنا وارثنا المشرقي. لقد اعتادت الكنائس ان تقيم مغارة خاصة بها وتفتتحها بفترة تسبق يوم الميلاد. مع هذه الاسطر ارفق صلاة وترتيلة الفتها تتكلم عن كيف ان المغارة استنارت بالمسيح، حيث يمكن ان تصلى وترتل اثناء افتتاح المغارة. الترتيلة بالسورث مع ترجمة عربية الى حد ما مناسبة مع اللحن الذي نستخدمه في صلاة ليلة الميلاد (في مزامير السهرة “عل هانا بورقانا”). لقد جربت هذا اللحن عند افتتاح المغارة حيث كنت اخدم ووجدته شعبيا وسهلا ومناسبا يعكس اجواء الميلاد. لقد رغبت في مشاركة هذه الخبرة مع من يرغب في عمل رتبة خاصة وتجمهر ترتيل امام المغارة.
صلاة: يا ربنا يسوع المسيح الذي اتيت نورا للعالم، انر بنورك حياتنا، وليحل فرحك في ما هيأناه. ليكن ممجدا ذلك النور الذي اشرق في ظلمة العالم وانارها. ليكن ممجدا الطفل الذي حملته مريم. مع الملائكة والرعاة نمجد ونزمر ونعظم الله الواحد الثالوث، الاب والابن والروح القدس الى الابد.
الترتيلة (بلحن عل هانا بورقانا)
لنمجد الرب، بلحن وتزمير، هللويا نصرخ، في ميلاد الملك
اقترب الزمان، لينير الاكوان، مولودا في مكان، اصابه النسيان.
مغارة متروكة، مغمورة بالظلمة، اصبحت مسكونة، من حيوان البرية.
تنتظر شوقا، ان ياتيها شخصا، فيحلّ ضيفا، عظيما وقورا.
اليها ذهبت، فتاةٌ خُطِبَت، عجبا حملَت، من الروحِ قَبَلَت.
مجدا هللويا، نسجد هللويا، لك يا مسيحاً، انرتَ عالماً.
في الختام الجميع يهتف: ها ان المسيح ات، هيئوا قلوبكم، انيروا سراجكم، هو من سيخلصكم. يملأكم فرحا. نعترف اليوم بقدومك بالجسد، لكي تخلص النفس والجسد. المجد لله في العلى، وعلى الارض السلام، ولنا الرجاء السعيد امين.