شئ من الذاكرة عن المرحوم العم العزيز هرمز بحودا ،، مـانـا ،، ابو متي .

شئ من الذاكرة عن المرحوم العم العزيز هرمز بحودا ،، مـانـا ،، ابو متي .

Gefällt mirWeitere Reaktionen anzeigen

السيد هرمز بحودا ،، مـانـا ،، يتعرض الى لدغة حية سامة اثنـاء سقي مزرعته للمحاصيل الصيفية في طريق شيخ امير بكرملش ، حيث كانت تزرع المزارع الصيفية كل 4 سنوات في جهة من جهـات القرية الأربع .

قبل نصف قرن ونيف من الزمن وانـا صبي وفي احد ايـام الصيف القـائض واثنـاء فترة القيلولة سمعت اصواتـا وجلبة لأشخـاص عدة خـارج المنزل في ساحة بنـاية مـار يونـان ،، التي كانت المدرسة الأبتدائية انذاك ،، والآن قـاعة مـار يوسف الكبرى للأحتفـالات فخرجت في الحـال مسرعـا لأرى مـاذا يحدث في تلك الساعة الشديدة الحرارة من الظهيرة واذا برجل متوسط العمر مديد القـامة يمتطي صهوة فرس , شاحب الوجه وعدد من اهل القرية حوله فعرفته فورا بـانه العم مـانـا ذلك الأنسان الطيب صديق الأطفـال الذين يحبهم وكانهم اولاده حيث كان يكلمهم ويلاطفهم ويمزح معهم كلمـا التقى بهم في الكنيسة و ازقة وطرقـات القرية ، وفور وقوع عينه علي صـاح علي بصوت حنون ولدي العزيز حنـاني هـاتيني بطاسة مـاء بـارد من حبـانكم لكي اطفئ النـار المستعرة التي تشعل قلبي وجسدي فركضت فورا الى حيث حبـان المـاء وملأت طـاسة فـافون كبيرة بـالمـاء البـارد وجلبتهـــا له فتنـاولهــــا مني على الفور وشربهـــا وقـال لي رحم الله موتـاك واردف قـائلا صلي لي يـا بني لكي يشفيني الله لأن صلاة الصغـار مقبولة عنده عز وجل ، كمـا طلب من الحضور الشئ ذاته بالأضافة الى الصفح عنه في حـالة بدور اي خطـأ منه بحق اي منهم فيمـا مضى ، ورفع يده اليمنى وسلم على الجميع قائلا لهم ،، اسلم عليكم جميعــا ربمـــا لن اراكم بعد ، فقـاد احدهم الفرس متجهـا بفارسه المصاب الى الطريق العـام المؤدي الى الموصل ،، الجـادة ،، حيث تم نقله بواسطة سيارة اجرة الى المستشفى الملكي في الموصل وقد تمت معـالجته وشفي والحمد لله وعـاد الى القرية حيث عـاش بقية حيـاته بين عـائلته الكريمة واهل بلدته الأعزاء الذين كان يحبهم وهم يحبونه ايضــا ، رحم الله العم الفاضل ابو متي برحمته الواسعة واسكنه فردوسه السمـاوي بين الأبرار والصديقين وانعم على عـائلته الكريمة بالستر والأمـان .

حنـاني ميــــــــا

ميونيـــخ ـــ المـانيـــــــا

تسلم ذاكرتك والله يعطيك العافية والعمر المديد يا ابا فرات

وقد ذكرتني بالعم هرمز بحودا فأن لي معهُ ايضاً موقف يخص خرزة الحية التي كانت بحوزتهُ

اعتقد انك تتذكر مساح البلدية ابو حنان الذي كان معروفاً بعنجهيتهِ وطغيانهِ في قضاء الحمدانية في ما يخص البناء وخاصةً في كرمليس تحديداً عام 1980 عندما اردتُ بناء غرفتين في بيتنا القديم وكان معي المرحوم داود سلو شابي ( ابو حكمت ) الذي ايضاً كان يراجع لبناء غرفة في دارهِ فكنا نراجع المساح ابو حنان لاستحصال اجازة البناء والموافقة لكنه كان يمتنع عن الخروج معنا لكشف موقع البناء وبعد المراجعة عدة مرات قلت للعم داود سنراجع للمرة الاخيرة عسى ان نحصل على الموافقة ونأخذهُ معنا الى كرمليس فقررنا ان نراجع للمرة الاخيرة وركبنا سيارة للاجرة كان معنا في السيارة المرحوم العم هرمز بحودا ( مانا ) فسألنا الى اين نحنُ ذاهبين قلنا لهُ الى البلدية لاقناع ابو حنان لكي نأخذهُ معنا الى كرمليس لكي يكشف ويمنحنا الاجازة هنا قال العم هرمز ابو متي وانا ايضاً ذاهب اليهِ اريد بناء غرفة في داري القديمة قلتُ لهُ يا عم ان ابو حنان عنيد ومن الصعب اقناعهُ فقال لي العم هرمز لا عليك فأنا سأقنعهُ واقنع " ابوهُ" نزلنا من السيارة ودخلنا الى ابو حنان في البلدية وسلمنا عليهِ انا والعم داود فكان ردهُ ثقيل وهنا تقدم اليهِ العم هرمز ابو متي وسلم عليهِ ايضاً واخذهُ بين الاحضان وكأنهُ يعرفهُ منذ مئة سنة فقال لهُ انا اعتب عليك كثيراً يا ابا حنان لانك لا تسأل على عمك ابو متي وهنا وقف ابو حنان سائلاً عمي ذكرني منو انتَ فجاوبهُ انا ابو متي صديق العائلة اليس والدك فلان وامك فلانة وعمك فلان وخالك فلان .... الخ يبدو انهُ كان قد جمع بعض المعلومات عن عائلة هذا العنيد فأستخدمها في هذهِ الحيلة وهنا ابتسم ابو حنان قائلاً هذا صحيح يا عم نحن اصدقاء اباً عن جد وهنا قال لهُ ابو متي ان ام متي تعتب عليك كثيراً لانك لا تزورنا ولا تواصل الصداقة التي كانت بيننا وبين عائلتكَ وقد حان وقت المجيء كي تأتي وتزورنا وهنا تسائل ابو حنان خيراً ياعم " خوما اكو شي " قال ابو متي ماكو شي بس نريد نشوفك وبطريقك اكو غرفة نريد نبنيها ابيتنا القديم يا ريت لو تشوفها وتسويلنا اياها هنا ادرك ابو حنان انهُ قد وقع في فخ العم هرمز وقال لهُ ابو حنان اعذرني يا عم ان رجلي تؤلمني وقد كشف عن ساقهِ اليمنى فكانت سوداء جراء مرض جلدي كان مصاباً بهِ في تلك الفترة فقال لهُ العم هرمز ان الله يحبك يا ابا حنان فأن دواء هذا المرض عندي فأنا املك خرزة الملك سليمان لجميع الامراض الجلدية وكذلك لدغة الحية والعقرب وتأتي الناس عندي من جميع انحاء العراق لكي تشفي بهذهِ الخرزة العجيبة اليس كذلك يا جماعة (قاصداً انا والعم داود ) فأجبنا بنعم وبأن هذا صحيح فنهض ابو حنان جامعاً ادوات المسح من الفيتة والمسطرة وادوات القياس ولم يتردد ودعانا الى الصعود بسيارتهِ الخاصة وقال لنذهب الى كرمليس وحال وصولنا قال لهُ العم ابو متى اقضي شغل غزال اولاً وداود ثانياً وانا اخيراً فجاء عندنا اولاً وخطط الغرفتين ومنح الاجازة بسرعة وكذلك العم داود واخيراً ذهبنا الى دار العم هرمز وكان ابو حنان متشوقاً جداً لرؤية الخرزة وعندما دخلنا جميعاً الى دار ابو متي قال ابو حنان اريد الخرزة اولاً وبعدها اخطط الغرفة قال ابو متي " حقك " وصاح بزوجتهِ صوفية انزلي اللخرزة من الحائط وهنا انزلت الخالة صوفيا خرزة كبيرة زرقاء اللون معلقة بخيط غليض وكان تراب السنين قد تراكم عليها وكانت غير واضحة من كثرة التراب الذي عليها وطلب منها ان تعمل لنا عصير وجاءت بالعصير واخذ الخرزة هي وترابها ووضعها في عصيرهِ واخذ بتحريكها وقال لهُ اشرب يا ابا حنان هذا دواك عند الله شفاك فأخذهُ الرجل غير مصدقاً فشربه بسرعة وبعدها قام بتخطيط الغرفة ومنح الاجازة وودعنا الرجل فذهب ولم نعلم ماذا حل بهِ من هذهِ الخلطة العجيبة التي منحها لهُ المرحوم ابو متي رحم الله العم هرمز " ابو متي " وجميع موتانا وموتاكم

مح تحيات

غزال الشابي

شكرا جزيلا ابن اختي العزيز غزال على هذه المداخلة الحلوة , ان الذي فعله المرحوم العم العزيز ابو متي ما هو الا حكمة والمام بعلم النفس الفطري لدى ابائنا واجدادنا لتمشية امورهم مع بعض الناس الذين كانوا يتحكمون بمصائرهم من منطلق ان الموظف انذاك يعرف كل شئ وابن الشعب جاهل لا يعرف شسئا , وطبعا هذا يندرج في خانة الذكاء وليسى في خانة التحايل .

الخال ابو فرات

مع الود وارجو ان تسجل عضوية مستقلة عن سمير وتساهم في الموقع وكذلك اصدقائك اندراوس واكرم وحكمت واخرون .

المرحوم العم العزيز هرمز بحودا ،، مـانـا ،، ابو متي جيران العمر صاحب عائلة عريقة محبة و طيبة مسالمة ؛ كان فلاحا ً و مزارعا ً ماهراً فاخراً ورجلاً شـهما ً قويا ً شـجاعا ً ؛ ولا تزال علاقتنا الحميمة بكل أبنائه و بمعظم أحفاده و بكل محبة و أحترام و أعتزاز من الطرفين طبعـا ً

شـكرا ً أبو فرات لهذة الألتفاتة التي تدل على أصالتك و وفائك لأبناء قريتك كبارا ً و صغارا ً

أدامك الله لنا والعمر الطويل إن شاء الله