الهوسة أهم من النشيد الوطني : كتابات - حبيب العربنجي

الهريسة أهم من النشيد الوطني

كتابات - حبيب العربنجي

هاي مو دعاية لمطعم شعبي بالجوادر العاصمة، بل أن حكومتنا المؤخرة قد أقدمت على قرار يجسد هذه المقولة تماما حين قررت تقديم موعد الإنتخابات البرلمانية العراقية من يوم 21 كانون ثاني 2010 إلى يوم 18 كانون ثاني 2010، والسبب هو الهريسة.. شنو عبالكم دا أتشاقى.. ليش أكو بيناتنا ميانة حتى أتشاقى؟ لو حال الوطن بخير وسرور وحبور حتى نضحك ونتشاقى؟

والموضوع يا أحبائي في الهم العراقي الواحد شمالا وجنوبا، أن حكومة دولة الفافون ما تريد يتعارض موعد الانتخابات أو كما قالت (يتداخل) مع يوم أربعينية الحسين، يعني الأربعينية أهم من مستقبل العراق لأن مثل ما أكدوا أن هذه الإنتخابات هي التي تحدد مستقبل العراق ووحدة العراق، يعني كأنهم في غفلتهم نائمون، ما يعرفون أن شهر محرم ورا العيد الجبير فتفاجأوا بأن الأربعينية راح تصادف بشهر كانون ثاني.. يمكن الجماعة الكالندر مالتهم (يعني التقويم ) على الكهرباء الوطنية فالأرقام مطفية.

وبما أن شهر محرم هو شهر حرام الدوام فيه بحسب الفقه العمائمي الحوزوي، هذا يعني أن الوطن (والمقصود العراق) سيدخل في عطلة سنوية إبتداءا من يوم منتصف شهر كانون أول 2009 لان راح يصادف بداية شهر محرم قدس الله اللطم فيه، فهذا يعني أن مولانا فرج الحيدري سيتفاجاْ بهذه الصدفة غير المحسوبة وستتوقف عمليات تهيئة القوائم الإنتخابية والدوائر الإنتخابية لأن مولانا سيدخل في الحزن الزينبي وكذلك الحاجة العلوية والكرادة والبتاويين حمدية الحسيني (ما أعرف بعدها بالمفوضية لو ضربت الدخل وي أخوها وراحت مثل ما فعلت الإمينة المناضلة مريم الريس أيام ما كانت المحظية في البلاط الحكومي الخضرواي). يعني شدوا رؤوسكم يا كرعين يا عراقيين، ترى الوطن راح يدخل في السبات المحرمي من منتصف شهر كانون أول 2009 وحتى 21 كانون ثاني 2010، وكل الأعمال الحكومية راح تؤجل لحين طبخ الهريسة المباركة.

شنو هالبخت.. ربي ليش خليتهم 12 إمام، يعني ما نصحى من ذكرى تتعلق بالإمام إلا وتلحقنا ذكرى لإمام آخر، وشلون ذكريات. جرح، قتل، تسميم، نفي، تعذيب، غيبة، يعني كلها ذكريات ضاربة كبنك أسود وظلمة هندس ولا إشارة فرح بيها، وشوفوا المصطلحات هي نفس المصطحات اللي واجتهنا في العهد الصدامي المجرم المظلم، ألاف راحوا قتل بغير سبب، وألاف الجرحى والمعوقين، وألاف أختفوا لا قبر ولا جثة، وألاف تعذبوا، والآف تهجروا، المفروض هذولة نذكرهم مو نعلن الحداد على أربعينية رجل قتل في معركة صراع سياسي على السلطة منذ اكثر من ألف وميتين سنة لست في ضد الحسين ولكن في ضد أن يتدخل الحسين في كل زغيرة وجبيرة في مستقبل العراق، فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما أكتسبت، ولكم وطن محتل ستسألون عنه كما ستسألون يومئذ عن النعيم، ففي الحديث الوطني الشريف :لا تزل قدم عراقي يوم القيامة إلا أن يسأل في وطنه كيف أضاعه، وفي حكومته كيف أنتخبها، وفي نفطه كيف أحرقه، وفي جلال الكردستاني كيف قبله، وفي مسعود البرازاني كيف سكت عنه. رواه أبن الخايبة.

وخلوا ياكلون الهريسة ما دام الوطن ضايع، بس جثروا من السكر والدهن بلكن ننسى مرارة أيامنا حتى لو بالأربعينية.