البيت الآرامي العراقي

اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف Welcome2
اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف Welcome2
اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البيت الارامي العراقي
الادارة
الادارة
البيت الارامي العراقي


اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف Usuuus10
اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 10368
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف Empty
مُساهمةموضوع: اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف   اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف Icon_minitime1الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 - 18:26


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا

شبكة البصرة

علي الصراف

ما كان بوسعي أن أكمل ما رأيت. أنظر في أجزاء هذا الفيديو الثلاثة، لعلك تستطيع:



بكيت مع بكاء الفتاتين. ورجفت يداي كما كانت أياديهما ترتجف وهما يصفان ما عاشتاه من رعب خلال ساعات المجرزة.

نحن العراق. قال أبوهما. نحن الذين بنيناه، ونحن أهل حضارته. وكنا هنا من أيام بابل وأشور وأور. ولم نأت مع الدبابات الأميركية. قاتلنا من أجل العراق، وتخرج منا الأطباء والمهندسون، أولئك الذين صاروا لا يجدون اليوم عملا.

"رأيتهم". قال."كنت هناك. تلقيت اتصالا من ابني داخل الكنيسة، ليقول لي انهم يتعرضون لإطلاق النار من كل مكان. وذهبت بنفسي الى محيط الكنيسة، لأرى جيشهم وقوات أمنهم كأنهم جاءوا الى مضافة! كانت المجرزة تجري. وكانوا يتفرجون. أتحداهم. انهم يكذبون. قالوا "اقتحمنا الكنيسة لكي ننقذ الرهائن". وهم لم ينقذوا أحدا. بل انهم لم يتدخلوا حتى نفذت رصاصات الإرهابيين وحتى أفرغوا قنابلهم اليدوية بالمئات من الضحايا".

تركوا المجزرة تتم. بقوا يتفرجون. ليس لأنهم جبناء وتعوزهم الخطط، بل لأن المجزرة من بعض ما يعتاشون عليه. هي "الإرهاب" الذي يقيمون به الدليل على أنهم "الديمقراطية"!

والإرهاب مفيد. هكذا ينظرون الى الأمر. إنه عصفوران بحجر. يساعد في تشويه صورة المقاومة ضد الإحتلال، من ناحية، ويساعد في تدعيم أركان المشروع الطائفي من ناحية أخرى. فيكسب مشروع العمامة ما يبرر به نفسه، بمقدار ما تكسب الدبابة ما تبرر به بقاءها، قبل وبعد فضحية ويكيليكس.

وكأنهم كانوا يقولون: "لسنا وحدنا الذين نقتل. الإرهاب يقتل أيضا! شوفوا، هذا هو الدليل! شوفوا، كنيسة النجاة لم ينج منها إلا القليلون. انه الإرهاب. ونحن هنا لنحاربه. الإرهاب هو الوظيفة التي تبقي دباباتنا هناك. ومكافحته (بالديمقراطية) هي شغل العمامة".

وكأنهم كانوا يقولون: "بدلنا من الاستراتيجيات أكثر مما بدلنا من الأحذية. فنسينا أسلحة الدمار الشامل، ونسينا "إعادة الإعمار". وحيثما كسبنا اغتصابهم، فقد نسينا "كسب قلوب وعقول العراقيين" أيضا، حتى انتهينا الى أن مكافحة الإرهاب، هي أصل الشراكة وفصلها بيننا وبين أخوان **".

ومثل كل مجرم لا بد أن يترك خلفه أثراً، فقد تركوا خلفهم السؤال الذي لم يعد بحاجة الى جواب: إذا كان الإرهاب يخدم أغراضهم، فلماذا لا يتساهلون معه؟ لماذا لا يتركونه يستكمل المجزرة؟ بل لماذا لا يخترعونه أصلا؟

كانوا يعرفون انهم يجرّون الإرهاب وراءهم. لم يعثروا على أسلحة دمار شامل. فعثروا على الإرهاب، لكي يساعدهم في بناء "عراق جديد" يقوم على الكراهية بين الطوائف، ويخترع القتل على الهوية، ويبني نفسه على تخويف وتهجير "الأقليات" لكي تستقيم "الأكثرية" للأكثرية!

لا أعرف كيف واجهت البنتان صلافة الكاميرات لتقصا ما مر عليهما وهما داخل كنيسة النجاة. ولكنهما، بين شهقة ودمعة، ووسط يد ترتجف ورأس يميل، قالتا ما سيكفي ليكون شاهدا الى أبد الآبدين على الوحشية التي آل اليها عراق الطائفيين. عراق العصابات التي تحكم تحت عمامة إيرانية ودبابة اميركية؛ عراق الفساد والخراب؛ عراق الحقد الديني والكراهية العنصرية، التي بهما وحدهما يحكمون. حتى حولوا الموت الى أداة للتلازم بين العمامة والدبابة.

دولة أهل المحابس، دولة اللطّامة، واللقّامة،.. أهذه دولة قانون؟ أم أنها دولة عسف ومجون؟

أيها الساقطون. يا أنذل أنذال البشرية. هذا هو الجديد في "عراقكم الجديد". انه عراق موت؛ عراق رعب ووحشية.



وهم الساقطون.

لقد كان الإرهاب وسيلتهم. قتلوا مئات الآلاف، وهجروا الملايين، من أجل أن يجعلوا من العراق مستنقعا للحقد والكراهية. هم يتمتعون بالأمان والحماية في منطقة خضراء صُنعت من أجل منافعهم ومؤامراتهم الصغيرة. والعراقيون يُذبحون من الوريد الى الوريد.

شرف للسُنة انهم لا يُذبحون اليوم بمفردهم. وشرف للمسيحيين أن يُذبحوا معهم أيضا. وشرف للشيعة أن يقتلوا إذا رفضوا الصفويين. هذا شرف للعراق، لأن هؤلاء كلهم، رغم الموت كله، ظلوا يضعون عراقيتهم في المقدمة، وظل العراق "مذهبهم" الأول، الأول.

وكلهم اليوم مسيحيون. جرحهم واحد. وشقاؤهم واحد. وربهم واحد.

الذين بنوا العراق، وأخرجوه الى الوجود، صاروا "أقليات" في عرف العمامة والدبابة. السنة أقلية، والمسيحيون أقلية، والصابئة أقلية. العراق برمته أقلية. وهم وحدهم "الأكثرية".

ولكي تكون "الأكثرية" أكثرية بالدليل، في مرحلة ما بعد هندسة القتل والتهجير، فقد كانت بحاجة الى الإرهاب لكي يرسم لها حدود المستنقع. هذا شيعي، وذاك سني، وذلك مسيحي. والقتل، مثل "عمليته السياسية"، هويات، هويات طائفية. احداهما تبرر الأخرى.

هجروا ما يقارب ربع مجموع السكان، فاكتشفوا، بلعبة في دائرة الدم، أن العمامة **، بعد زواجها بالدبابة الأميركية، أنجبت لنفسها "أكثرية" في البرلمان، واكثرية في عائدات النهب، وأكثرية في الفساد، وأكثرية في تقاسم الحصص.

بكت الفتاتان. وبكيت معهما. قالتا: قتلوا الشمّاس، وقتلوا أبونا القس، بطلقة في الرأس، وقتلوا كل الشبان، وكانوا يقولون لنا اننا كفرة، واننا سنذهب الى الجحيم، بينما هم يذهبون الى الجنة.

كانتا، حتى بعد مرور وقت على المجزرة، ترتجفان، وتسبق الشهقة الدمعة ليسقط الكلام نفسه مضرجا بالخوف والرعب.

قلت: يا ربي، أسيغفرون لي هؤلاء الضحايا انني مسلم؟ وهل سيجدون متسعا ليروا أني، ككل العراقيين، أوفي للعذراء نذوري، كما أوفيها لأنبياء الله القديسين، وأني انظر الى يسوع المسيح والسيدة مريم ما نظر به اليهما القرآن؟

قلت يا ربي، أي دمعة تكفي لتستر هذا العار؟ وأي كلمة تكفي لتغلق هذا الجرح؟ فلقد سقط الخوف على الخوف، والجثة على الجثة، حتى لم يبق بين العراقيين من رابط إلا الدم المهدور.

وقلت يا ربي، تقبّل مني أن أكون مسيحيا، لكي استغفر دما هدره كفرة؟

وتقبّل مني صلاة في كنيسة، لكي أقول لإرتجاف الفتاتين، إن الله كبير برحمته وعطفه، وإني أسأل دموعكما المغفرة.

وتقبل مني يا ربي أن أكون مسيحيا، صابئيا، إبراهيميا، وواحدا ممن ركبوا السفينة.

ثم تقبل مني أن أكون "أقليّا" بين "أقلية" العراقيين، فكلهم في الخوف والآلام، صاروا مسيحيين.

الوسط 7/11/2010

شبكة البصرة

الاثنين 2 ذو الحجة 1431 / 8 تشرين الثاني 2010

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اقبلني يا رب أن أكون مسيحيا : علي الصراف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الاخبار العامة والسياسية General and political news :: منتدى المنبر السياسي والحوار الهادئ والنقاش الجاد الحر Political platform & forum for dialogue & discussion-
انتقل الى: