الأم وولدهــــا : قصّـــــة حزينـــــة !

كانَ لأمّ ولدٌ وحيــــد , مضت الأعــوام في فلك الزّمــن , وأصبح شابّاً يافعاً , ماتَ والدهُ وأختــه الوحيدة في حادثـة ســـير !

لذلك زاد تعلّق والدتــهِ به أكثر من ذي قبـــل ! لم تعصي لــه أمراً أو رغبــةً ! وبدأ الولدُ المـدلّل يختلـط بأصدقاء السّــــوء !

ولاحظت الوالــدة بقلبها النيّــر ذلك التّغيير في سلوكِ آبنهـــــا , فأخذت تنصجـــه بكـلّ محبّة, وترشده الى سبيل محبّة الله , والإبتعاد عن طريق إبليـسَ , إلا أنّــه لم يعر لنصائحها أي أذان صاغيـــة !

ودخــــل إبليـسَ في فكره وخيالــــه ! فقـرّرَ أن يتخلّص من والدته , بطريقة لا تثير أية شبهة ! ولكي يستولي على كلّ ما خلّفــهُ له والده !

فحملهـا في سيّارته , وآتجّــه نحو غابــة كثيفة الأشجار , بعد أو أوقف سيّارته في مكان آمـن ..

أخــذ بيدها ومشــى بهـا في الغابـــة مســافة طويلة ! ورماهـا في حفرة عميقة , وهي لم تلفظ بأيّــةِ كلمــــة ! ورجــع ليعود الى بيتـــهِ ,

إلا أنّــهُ أضــلّ الطّريــــق ! وتعب من التّفتيـش عن الدّرب الذي أتى منـه ! فوقعت عينــاهُ على غصن شجرة طريّاً فنظر اليه كأنـه مرمي للتو ّووقعت عيناه على غصن آخر ,, وآخـــر فأخذ يتابع سيره مع أغصان الشّجر المرميّة على الأرض
ولم يمـرّ بهِ وقت طويل , حتى رأى نفســـه بجانب الحفرة التي رمـى فيها والدتــهُ ! ونظر اليها فرآهــا تبتسم لهُ آبتسامة مـلائكـة السّماء !

فهزّه الموقف ! ووبّخــهُ ضميرة أيّمـا توريخ ! فأسرع الى شجرة قريبة وكسر أحـد أغصانها , ومـــد الغصــن الى داخل الحفرة , وأخرج والدتـــهُ !

وبعد أن أصبحت خارج الحفرة آرتمـــى على قدميها محاولاً تقبيلهمـــــا ! إلا أنّهــا منعتهمن فعل ذلكَ , وضمتــه بكل ما أوتيتْ من حرارة وقــــوّة وأخذت تقبلّـــهُ !

وآتجهــا الى خارج الغابة , فقالَ لها : ارجوكِ أن تسامحيني على جريرتي الشّنيعة ! ولكن آخبريني عن قصّــة هذه الآغصان الطّريّــة ؟

فقالت له : آبني العزيز ,, مهمـا عملت من معاصي فقلب أمّــك لايقدر أن يكرهكَ, لأنّــكَ ولدي وثمرة أحشائي !!!

أنا رميتُ تلك الأغصان الصّغيرة في الطّريـق , كي تدلّكَ على دربْ العــودة الى البيت , لآنّي خشيتُ عليك أن تضلّــهُ , وتفترســك ذئاب الغابـــة !!!

ومنذ تلك السّاعة , أخذ ولدها يعيشُ حياةً نظيفةً بعيدةً عن كلّ ما يغضبُ الله !!!

<> منقـــــــــــول <>

29 ـ 11ـ 2010