تتحدث تقارير المخابرات عن مسؤول سوفيتي كبير زرعته المخابرات الامريكية في جسد الحكومة السوفيتية ، واوكلت له مهمة واحدة لاغير تتلخص في الحيلولة دون ابقاء موظفي الدولة الكبار في مواقعهم لزمن يكفل اكتسابهم الخبرات ، وهذا وحده يحقق للجانب الآخر مكاسب مهمة تصب في اضعاف ماكنة الدولة الخصم ، ويجعل اداءها متعثرا ماينعكس على التنمية البشرية والاقتصادية بكل مفاصلها! لايعني هذا ان المسؤول الحكومي يجب ان يبقى معمرا في منصبه لعقود كما هو الامر مع الطغاة والمستبدين ، او اولئك الذين تفرزهم ماكنة الاستبداد ، لكن الاهم ان لايبدأ القادمون لاشغال المناصب الحكومية من نقطة الصفر، والا لنسينا الخصال البشرية التواقة بطبيعتها الى الاستفادة من تجارب الآخرين، وحشرنا انفسنا في خانة الكائنات التي التي تأبى الا ان تبدأ من حيث بدأ الآخرون وليس من حيث انتهوا ، مصرة من ، حيث لاتدري ، على ان تظل حبيسة الدائرة التي ولدت فيها ! ثمة مطبخ سياسي يعمل الآن في العراق لانضاج طبخة الحكومة، وثمة تسريبات تقول ان الغالبية العظمى من الوزراء سيقصون من مناصبهم ويحل محلهم آخرون ، وتسريبات اخرى تفيد ان بعض الوزارات ستتحول من حصة هذه الكتلة لتكون من نصيب كتلة اخرى ، وهذا يعني ان سياسة الوزارة سستتغير جذريا بما يترجم توجهات الكتلة الجديدة، وسيستبدل الموظفون الكبار بآخرين من سحنات سياسية اخرى ، وسياتي قادة اداريون جدد يطبقون اجتهاداتهم ورؤاهم متجاهلين تماما ماحققه اسلافهم حتى لو كان ماتحقق مفيدا ومثمرا! نحن لسنا بحاجة الى جواسيس تزرعهم دول معادية لنا يبددون خبراتنا بل نحن من نقوم بهذه المهمة بنجاح ، ونحن الذين نهدم بمعاول( الديمقراطية) ماشيدناه بدعاوى تباين الرؤى والاجتهادات، وتقاطع المصالح متغافلين المقولة الشهيرة( لولا التجارب لعميت المذاهب) ! لابد ان تسود ثقافة المؤسسة على ثقافة الحزب، وثقافة الدولة على ثقافة الكتلة، وثقافة الخبرة على ثقافة الجهل والتعنت ، وثقافة الايثار الجمعي على ثقافة الانانية الفردية الضيقة! لاباس من الابقاء على وزير بنى اساس يشار له في وزارته ،ولاباس منحه فرصة لاكمال مابدأه ... لاباس ايضا ان تشخص الكتل السياسية وزارات ناجحة ، وتستقصي اسباب نجاحها ، وتعزز عوامل النجاح بدلا من ان تنسفها بوزير جديد لانعرف ماذا يدور براسه! الم يبشرنا رئيس الوزراء بمشروع سياسي اسس له في ولايته الاولى ويريد ان يمضي به ويرسخه في ولايته الثانية؟ امنحوا الوزراء الناجحين ، ان كان ثمة ناجحون، فرصة لتعزيز وتثيت نجاحهم .... لم لا ؟!!