إنجيل القدّيس لوقا//1

فقالَت مَريَم: «تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي
وتَبتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي
لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال
لأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِليَّ أُمورًا عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه
ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلذَّينَ يَتَقّونَه
كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ الـمُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم.
حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء.
أَشَبعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صرَفَهم فارِغين
نصَرَ عَبدَه إسرائيل ذاكِرًا، كما قالَ لآبائِنا،
رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد».
وأَقَامَت مَريمُ عِندَ أَليصاباتَ نَحوَ ثَلاثَةِ أَشهُر، ثُمَّ عادَت إِلى بَيتِها.
الاية //46..56

تعليق على الإنجيل
آدم دو بيرسين (؟ - 1221)، راهب سِستِرسيانيّ
رسالة إلى أندريه، راهب من تورز

"القديرُ صنَعَ إليَّ أمورًا عظيمةً"

تُعظِّمُ نفسي الربّ". كيف تعظِّمينَه؟ أيمكنكِ أن تزيدي عظمةَ مَنْ عَظَمَتُهُ لا نهاية لها؟ قالَ صاحب المزمور: "الربُّ عظيمٌ ومُسبَّح جدًّا" (مز145: 3). إنّه عظيم إلى حدّ أنّ عظمتَهُ غير قابلة للمقارنة أو للقياس. كيف يمكنكِ إذًا أن تُعظِّميه وأنتِ غير قادرة على جعله أعظم ممّا هو عليه؟

أنتِ تُعظِّمينَه لأنّكِ تُسبِّحينَه. أنتِ تُعظِّمينَ الله عندما تتحدّثين عن روعته وسط ظلمات هذا العالم، هذه الروعة المشرقة أكثر من الشمس، والجميلة أكثر من القمر، والعطرة أكثر من الورد والبيضاء أكثر من الثلج. أنتِ تُعظِّمينَه ليس بزيادة جلالته اللامحدوة، ولكن عن طريق إظهار نور الحقيقة الإلهيّة وسط ظلام العالم... أنتِ تُعظِّمينَه عندما تَرتَقين إلى درجة عالية من الكرامة تُخَوِّلُكِ أَن تستقبلي النعمة بِمِلئها (لو1: 28)، وأن تستحقّي زيارة الروح القدس وأن تصبحي أمًّا لله مع بقائكِ عذراء طاهرة، فتلدينَ مخلّصًا لعالمٍ على طريق الهلاك.

من أين لي هذا؟ لأنّ الربَّ معكِ (لو1: 28)، الربّ الذي حوّلَ مواهبَه إلى استحقاقات لكِ. لذا، قيلَ أنّكِ تعظِّمينَه: لأنّكِ مُعظَّمة به وبواسطته. تُعظِّم نفسُكِ الربّ بمعنى أنّكِ مُعظَّمة بواسطته... لأنّكِ الوعاء الذي استقبلَ الكلمة، وقبو الخمر الجديد الذي يُسْكِر المؤمنين. لأنّكِ حقًّا والدة الله.