لماذا تتوقف القطارات بسبب الثلوج في هولندا وليس في روسيا؟

تقرير: كارلوس ليخنر-إذاعة هولندا العالمية- لعدة قرون ظلت هولندا في طليعة الدول، ماليا، تكنولوجيا، وفي مجال النقل والعلوم. هذه الأيام، يرحل الخريف ويحل الشتاء بطقسه القاسي فيسبب الكثير من الشلل لقطاع النقل العام. لماذا يحدث ذلك؟

تشتهر هولندا ببيع أزهار التوليب "الأقحوان"، وبصيلاتها حول العالم، وتكسب من وراء هذا النشاط عدة مليارات. ولعدة قرون عرف الهولنديون باعتبارهم أكثر الناس تخصصا في مجال النقل في أوروبا، على اليابسة، وفي البحر والأنهار، في البداية نقلوا الحبوب، الخشب والملابس، والآن ينقلون الحاويات والعصائر.
لعدة قرون، حافظ الهولنديون على إمبراطوريتهم البحرية العظمى، وجنوا الأرباح من إدارتهم لمستعمرة بحجم غرب أوروبا، لقد كانوا حتى يصنعون سياراتهم، شاحناتهم، وطائراتهم. ولكنهم توقفوا عن ذلك، بينما لا يزالون يبيعون مصابيح الإنارة، والراديوات، والشاشات المسطحة.
استضاف الهولنديون وكالات الفضاء، ووضعوا الأقمار الاصطناعية في مداراتها، وفاز العشرات منهم بجوائز نوبل، معظمهم في الفيزياء، الكيمياء، والاقتصاد. كما أن لديهم رائد فضاء، بالإضافة إلى أفضل المطارات وأكثرها نشاطا، وأكبر ميناء في أوروبا وأكثرها تطورا.

فوضى

ومع ذلك كلما هبت ريح خريفية محملة بالأوراق تسبب في تأخر القطارات. يأتي الشتاء فتسبب بضعة سنتيمترات من الثلج فوضى في حركة القطارات. تصل الأوضاع إلى نقطة التجمد، ينقطع التيار الكهربائي، وتتوقف القطارات. وبالتالي لماذا لا تستطيع القطارات في واحدة من أغنى بلدان العالم، وأكثرها تطورا تكنولوجيا التعامل مع تعاقب الفصول؟
الم يتم اختبار القطارات بشكل صحيح عندما صممت وصنعت؟ بالطبع لقد اختبرت كما يقول هاري بيترس من مجلة ريل "السكك الحديدية"، ولكن الاختبارات تمت داخل المصانع في فيينا، وفي درجة حرارة تعادل درجة حرارة الغرفة. يشرح السيد بيترس في لقاء أجرته معه إذاعة بي ا ن ار قائلا إن ظروف الاختبار قليلة الشبه بما يحدث في الواقع في الهواء الطلق، حيث لا تهب الرياح الثلجية من اتجاه واحد، وإنما من جميع الاتجاهات. كثيرة هي القطارات التي تكون عرضة للتأثر من سقوط الثلوج، والتي تسبب انقطاعات قصيرة.

ألواح فولاذية

أدخلت العديد من التعديلات على القطارات لتفادي انهيارها كما حدث العام الماضي، ومع ذلك، فقد وضعت
المعدات الجديدة الآن فوق وتحت العربات. في الماضي كانت المعدات توضع خلف ألواح فولاذية لحمايتها، والآن تم التغاضي عن ذلك، حتى يمكن تفكيك القطارات وإصلاحها بسرعة، وهو الإجراء الذي يساعد على توفير الأموال.
ثمة قضية أخرى وهي أن القطارات تحمل المزيد والمزيد من المعدات الإلكترونية، ومع كل منافع حضورها، فثمة عيب واحد، وهو أنه في حالة فشل نظام كمبيوتر واحد، فإن الأجزاء الأخرى تتوقف أيضا.
ولكن لماذا تستمر القطارات في روسيا في العمل في ظروف قطبية شديدة البرودة؟ هناك كما يشرح السيد بيترس، صنعت القطارات بمواصفات مختلفة. حيث صممت للعمل في درجة حرارة ما بين 40 درجة مئوية، وتحت الخمسين درجة مئوية.

التكاليف

لماذا بالتالي لم تصمم القطارات هنا لتصمد في مواجهة العواصف الثلجية التي تهب من حين إلى آخر؟ تفسير ذلك كما يقول السيد بيترس هو أن ذلك يكلف الكثير. طقس الشتاء القاسي، كما يقول القائمون على السكك الحديدية لا يأتي غالبا ليبرر مثل هذه النفقات والاستثمارات. "كل شيء له علاقة بالمال".
ولكن الأمور لم تكن دائما على هذا النحو. ثمة أوقات لم تكن فيها الخدمات العامة، وشركات المرافق العامة مضطرة للانحشار في الزوايا، وهذا هو الجواب الواضح. أوراق الأشجار وتساقط الثلوج يوقف عمل القطارات، لأننا لا نريد إنفاق المزيد من الأموال على معدات أفضل، فقد سمحنا لقوى السوق بعرقلة خدماتنا العامة.