أخبر موسى فرعون بأن الله قد ميز بين العبرانيين والمصريين. وكان هذا التمييز، في ذلك الوقت، واضحا جدا في فكر الله، فكان يعرف أن العبرانيين سيصبحون الشعب الذي يأتي منه المسيح. كما أن هذا التمييز كان قد بدأ يتضح في فكر موسى، لكن العبرانيين لم يفهموا التميز إلا في كونهم عبيدا بينما المصريين أحرار. ولكن بعد ذلك، عندما كانوا في البرية، علمهم الله الشرائع والمباديء والقيم التي ستجعلهم شعبا متميزا له. ومن المشجع أن نعرف أن الله يرانا في الصورة التي سنصبح عليها، وليس فقط في الصورة التي نحن عليها الآن.
قد تعجب كيف أن فرعون يمكن أن يكون بهذا القدر من العناد، وهو يرى قوة الله المعجزية، ويصر على عدم الإصغاء لموسى. ولكن فرعون كان قد صمم على الأمر قبل بدء الضربات بزمن طويل، فلم يستطع أن يؤمن بأن هناك من هو أعظم منه. وقد أدى هذا التصميم على عدم الإيمان، إلى درجة من قساوة القلب، حتى إن كارثة عظمى لم تستطع زحزحته. وأخيرا استلزم الأمر أعظم المصائب، فقدان ابنه البكر، لإجباره على إدراك سلطان الله. ويجب ألا ننتظر حتى تدفعنا المصائب العظيمة إلى الله، بل يجب أن نفتح قلوبنا وأفكارنا له الآن.
هل قسى الله حقا قلب فرعون وأجبره على فعل الخطأ؟ قبل أن تبدأ الضربات العشر، أعلن موسى وهرون ما سيفعله الله إن لم يطلق فرعون الشعب، ولكن رسالتهما لم تزد فرعون إلا عنادا، فكان يقسي قلبه، وبذلك تحدى الله ورسوليه. وفي أثناء الضربات الست الأولى، ازداد قلب فرعون عنادا، ولكن بعد الضربة السادسة، أصدر الله حكمه. فعاجلا أو آجلا لابد أن يعاقب الأشرار لأجل خطاياهم. ويقول لنا سفر الأمثال : "من كثر توبيخه وظل معتصما بعناده، يحطم فجأة ولا شفاء له" (أم 29: 1) وعندما أصبح من الواضح أنه لم يتغير، أكد الله قرار فرعون المتعجرف، وبدأ في توقيع العواقب الأليمة لأفعاله. فالله لم يجبر فرعون على رفضه، بل أعطاه كل الفرص لتغيير فكره. ويقول الله في نبوة حزقيال (33: 11) : "إني لا أبتهج بموت الشرير"
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: خروج (11 / 01 – 10) بنو إسرائيل في مصر (11) الثلاثاء 11 يناير 2011 - 16:54