البيت الآرامي العراقي

الامام الحسين في عروض المسرح العراقي Welcome2
الامام الحسين في عروض المسرح العراقي 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

الامام الحسين في عروض المسرح العراقي Welcome2
الامام الحسين في عروض المسرح العراقي 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 الامام الحسين في عروض المسرح العراقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو ازاد
عضو شرف الموقع
عضو شرف الموقع
ابو ازاد


الامام الحسين في عروض المسرح العراقي Usuuus10
الامام الحسين في عروض المسرح العراقي 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 130
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
الابراج : الجوزاء

الامام الحسين في عروض المسرح العراقي Empty
مُساهمةموضوع: الامام الحسين في عروض المسرح العراقي   الامام الحسين في عروض المسرح العراقي Icon_minitime1الجمعة 5 فبراير 2010 - 19:10


ا05/02/2010 - 06:04:59 م
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الامام الحسين في عروض المسرح العراقي

حسب الله يحيي

-
نشرت جريدة (الزوراء) في العدد 11 وبتاريخ 21/8/1997خبراً بعنوان : (خفايا مسرحية : الحسين ثأر الله والبلاد) وانه قد تم خصم 50 مليون دينار لانتاجها واخراجها من قبل خمسة مخرجين.. وقد تسني لي قراءة النص المدون قبل عرضه وكتابه دراسة عنه، الا ان هذه الدراسة حجبت عن النشر في حينه وبقيت مخزونة بين اوراقي.. ولم يتم عرض المسرحية !
ولمناسبة عرض مسرحية (الحسين ثائراً وشهيدا)في بغداد بعد احتلال العراق عام 2003، والاشارة الواردة في ملصق العرض بوصفه (معداً) عن قصة لعبد الرحمن الشرقاوي.. خطأ وتشويهاً لمسرحية في جزئين وليس نصاً قصصياً.. ارتأينا من تقديم هذه الدراسة الاولي للنص إلي جانب نقد العرض المسرحي.. بهدف تشكيل رؤية شمولية للنص المقموع والمشوه، الي جانب العرض المسرحي الراهن.
من المسائل الواضحة البديهة ان يكون لكل كاتب وعيه واهتماماته وافكاره التي يعبر عنها في ابداعه.. لذلك يصبح من العجب والغرابة ان يتقدم كاتب شوه عبقرياً مثل دورينمات ونقل عنه مسرحية (ملك زمانه) ثم عاد فسلبه حقه ثانية في مسرحية (سن العقل) وعاد مرة ثالثة ليأخذ من (مدرسة المشاغبين) ويعيدها في (الراقصة والشياطين).
واذا تجاوزنا هذا كله وسواه ؛ فأنه ليس من الصحيح السكوت طويلاً علي خطأ فادح وتشويه معتمد لشخصية اسلامية تشكل خصوصية مميزة في حياة كل مسلم وكل باحث عن الحق والعدالة مثل شخصية الامام الحسين (ع) ولا علي احد الاعلام العربي مثل عبد الرحمن الشرقاوي، الذي كتب (الحسين ثائراً، الحسين شهيدا).
واذا تجاوزنا مرة اخري مسألة المقارنة بين النص المعنون (الحسين ثأر الله والبلاد) ونص الشرقاوي باعتبار ان الاول حدد مهمته بما سماه (الصياغة المسرحية : علي حسين) وكأنه يوحي بداهة ان النص في اصله للشرقاوي، ومثل هذه البداهة خاطئة ومتجنية علي الشرقاوي كذلك.. فليس هو ممن يحتاج الي ان (تصاغ) مسرحياته، فمثلما مهمة الصائغ الماهر، والمدرك العميق، والمبتكر الفذ، والصادق صاحب الرسالة الثقافية المسؤولة.. وهي من سمات مبدع كبير مثل الشرقاوي لا من سمات سواه من دعاة ( الابداع).
من هذه الحقيقة الاساسية ومن هذه القيم النبيلة التي زرعها الحسين فينا، ومن شرف مهنة الحرف والمسؤولية الوطنية في عدم هدر الجهود والاموال واشغال البال في نص اعدت له ظروف انتاجية ضخمة من قبل دائرة السينما والمسرح وجهة انتاجية اخري.. فقد وجدت ضرورة ملحة في التنبيه الي العثرات التي وقع فيها النص الذي يحمل عنوان : (الحسين ثأر الله والبلاد) قبل تحويله الي عرض مسرحي.
1 ـ يفترض في تقديم اي ثائر أو مناضل، تقديم سبل الاقناع بثورته ونضاله وتمرده.. حتي يتم الاقتناع بدعوته.
فعندما نقدم شخصية جيفارا مثلاً، لابد ان نقدمه من خلال بوليفيا، وعندما نقدم : الحلاج، وعمر المختار، وغاليلو، وجاك دارك، والغفاري.. وسواهم من المضحين بارواحهم فلابد ان نقدم المناخ القسري الذي واجههم وجعلهم يتمردون عليه.
كذلك شخصية (الحسين) لابد ان يرافقها تحديد للاوضاع السياسية والاجتماعية والدينية التي جعلت من (الحسين) ثائراً عليها.. والا ليس من الحق والمنطق ان نقدم (الحسين) وكأنه قد واجه الموت من اجل الوصول الي الخلافة بدلاً من يزيد.. في حين تقول حقائق التاريخ ان معاوية وبعد ان تنازل الحسين له عن الخلافة خشية هدر دماء المسلمين قال :
(اني لا احول بين الناس والسنتهم، ما لم يحولو بيننا وبين سلطاننا) نجد الامام علياً (ع) يخاطب الحسن والحسين بقوله (افعلا الخير، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً).
وعندما اختار معاوية الخلافة لابنه يزيد بايع العراقيون الامام الحسين، وفي وعي الامام الامام الحسين قضيتان.
الاولي : الابقاء علي قيم الدين الاسلامي ورفعته ونقائه.
والثانية : عدم تحول الحكم الي وراثة.
بهذا الايمان، في مواجهة طغيان وعبث يزيد واجه الحسين مع 72 مسلماً، قوة تعادل
(7000) رجل يقفون الي جانب يزيد، وكان ذلك في العاشر من محرم سنة 61 هـ .
كانت هناك ظروف سيئة كان لابد للحسين (ع) من مواجهتها، ومثل هذه الظروف تجاوزها نص (الحسين ثأر الله والبلاد).
2 ـ لم يكن الحسين وحيداً في المعركة.. كان معه الحمزة والعباس وزينب وسكينة، مسلم بن عقيل، القاسم بن الحسن، علي بن الحسين.. وصار الي جانب كذلك الحر الرياحي، حتي خادمه جون فضل ان يضحي من أجله.. هؤلاء وسواهم جمع مبدئي والاشارة العابرة الي البعض منهم تهميش للقيمة المثلي التي حمل الحسين لواءها.
الحسين (ع) لم يكن ثائراً فردياً ابداً، وانما يمثل تياراً صحيحاً وسليماً في الاسلام لا يارد له ان يقوض من قبل جماعة نصّبوا من انفسهم خلفاء علي رقاب المسلمين.
3 ــ الامام الحسين (ع) كان الاكثر تضحية في احتمال الاذي والعطش في الصحراء، ودعوة اصحابه للرحيل ليلاً وقوله لهم (القوم انما يطلبونني ولو اصابوني للهوا عن طلب غيري) في حين لم نجد حضوراً ليزيد وانما اوكل الامور لابن زياد وما اقدم (شمر) علي قتل الحسين الا بحث عن مغنم.
4 ــ الامام الحسين (ع) يبحث عن افق السلام في حين يقول ابن سعد احد خصومه " قتال ايسره ان تطير الرؤوس وتطيح الايدي " الحسين مؤشر معرفة ومحبة وجود سلمي عادل، خصومه مؤشر مظلم وقسوة وفعل سوء.
5 ــ هناك العديد من الحقائق والصور التاريخية التي تغني الفعل الدرامي مثل براءة بعض الامهات من ابنائهن والزوجات من ازواجهن وذلك بسبب رفضهم المشاركة في مقاتلة الحسين.
6 ــ في مذبحة كربلاء (مدينة الكرب والبلاء) هناك مواقع يمكن استثمارها درامياً وبخاصة النخيلة، وسرقسياً، وعين الوردة.
7 ــ نتائج استشهاد الحسين (ع) حققت الكثير من الثورات والتمردات اولها رفض معاوية الثاني الخلافة وادانته لابيه وجده.. ومن ثم تقويض دولة الامويين.
8 ــ غياب الظلم والظالمين في النص المسرحي، يعد خللاً وخطأ فادحاً.
9 ــ مسألة (الثأر) التي بني عليها النص غير واردة في مسيرة الحسين (ع)، انهم يطلبون رأسه الجليل لانه رفض مبايعة الظلم الذي يمثله يزيد، ودفاع الحسين، وثورته.. موجهة لأحقاق الحق ولا يمكن ان نعد ثورته ثأرية أو انتقامية.. انما هي فعل ثوري مبدئي.. في حين يعد الثأر انتقام لا غير.
10 ـ لم يتخل الحسين (ع) عن مبائده ولم ينظر لأحد من عليين ـ كما يشير النص ـ يا ابانا الذي ذهب عنا والذي فقدناه ـ كيف سنجدك ـ من اي مكان بعيد، تنظر الينا من عل وانت الآن في عليين، من سيقود خطانا.
ما مصدر هذا التطور الخاطيء عن الحسين (ع) ؟
11 ـ النص المسرحي قدم فقراء الناس ليس لنا من فعل الا ان ننتظر ونكون شهوداً.
12 ـ النص يعكس الثأر القبلي " لماذا لايعذب ابن هند مثلما عذبت " ؟
13 ـ الشجاعة التي عرفت عن (الحمزة) لا يمكن لها القبول بملاحقة الفارين كما جاء في النص !
14 ـ الموقف السياسي لاي مجموعة لا يمكن ان يقوم بفضح نفسه، والسياسي العارف لايمكن له ان يقول : (اري الدولة تحتاج الي كيد سياسي والي دهاء وحيلة) السياسي المدرك يتستر علي اساليبه بعكس ما يقول النص.
15 ـ لا اعلم دقة ما ذهب اليه النص من ان الحسين (ع) قد استمد تجارب السيد المسيح أو موسي (عليهما السلام) كما جاء في النص اخرج:(هائماً تحت الظلام احمل آلامي وأمال الجميع كالمسيح) تتلقاه حراب الظلم في كل مكان، لكنه يمضي بعرس الورود في شوك السلام.. مثل موسي هارباً من بطش فرعون.
الحقائق تقول ان الحسين (ع) كان شجاعاً وقاتل حتي استشهد.. ولم يعرف عنه حالة من حالات الهروب أو الانسحاب من المعركة !!
16 ــ النص جعل من الحسين (ع) يشك في امر نفسه: (ربي.. ان لم يكن بك من غضب عليّ فلا ابالي.. او ان كان بي مطمع للملك او رغبة في ان اكون ولياً لأمرك فأنرني)
في حين يورد النص علي لسان الحسين (ع) قوله: (لم اخرج لكي اطلب مملكة. خرجت لكي انهي عن منكر ولكي اصلح من حولي).
فكيف اجتمع كلا النقيضين في الشخصية الواحدة والنص الواحد ؟
17 ــ هل يمكن للسيدة زينب ان تخاطب الحسين (ع) بهذه الكلمات التي جاءت في النص المسرحي " انت ركن الدين والدنيا، وارضنا وسماؤنا وأملنا " !
18 ـ النص يسوغ الامور كما ورد :
ــ " اننا والله مضطرون ان نذعن لهم، والمضطر لا اثم عليه ولا عقاب "
ــ هكذا تغدو الحكمة والرأي والتقوي.. انها والله شرك لا يغتفر.
19ـ هناك جوانب ضئيلة لمشاهد الظلم التي مارسها يزيد وممثله ابن زياد كقوله :
" من يخرج من بيته ليلاً يقتل فليل الكوفة لي ولرجالي " وكذلك قوله " اسمع منكم همساً " يا اهل الكوفة اني ابصر في قصري ما يجري خلف ابوابكم المغلقة، وارصد حتي ما قد يحدث في مخادعكم، كلكم متهم عندي وحتي تثبتوا البراءة سآخذكم بالنيات وحساب المرء علي النية من عمل الله، ولكن هيهات فأنا الآن قضاء الله يحل عليكم في الدنيا، والامر لي وحدي ولا اقول لأحد من بعدي.
وكان يحسن بالنص اثراء هذا الجانب لاعطاء ثقل الحق لثورة الحسين (ع).
20 ـ الاقوال التي وردت علي لسان شخصية الحسين (ع) مثل ((ما جئت بجيش جئت بفكرة))
وكذلك قوله : (ان من بايع سلطاناً علي الجور فقد اجرم بأثر منه، هكذا علمني جدي رسول الله (ص).
مثل هذه الاقوال تشكل مباديء كان يحسن بالنص المسرحي تجسيدها في افعال لا الي مجرد اقوال عابرة تلقي حسب !
21ـ الاشارة التي وردت في النص علي لسان احد الرجال من معسكر ابن سعد (اقسم لو قتل الحسين ليكونن قتيلاً أخطر منه حياً)، كان يمكن ان تدلل علي مسألتين :
الاولي : عدم وجود قناعة كاملة بمقاتلة الحسين (ع).
الثانية : معرفة مسبقة بأبعاد استشهاد الحسين (ع).
ومثلما يحسن بالنص ان يعمقه لما يشكلانه من اهمية في القيمة الدرامية للنص.. الي جانب البعد الفكري فيهما.
وبعد : كان من الممكن مراجعة ما كتب عن الحسين (ع) واستشهاده وهناك مصادر ومراجع كثيرة تغني هذا الحدث والشخصية معاً، ومن ثم تغني الفعل الدرامي للنص المسرحي.
وما دام هذا العمل الفني دائم الحضور، فأن من المهم التأني في تفاصيله واغناء جوانبه. ليجيء العرض المسرحي المطلوب إنجازه جديراً بالاحترام والاجلال..


مواجـهة الاعـداء بالاحسـان
منذ صدورها في القاهرة عام 1969 ومسرحية (ثأر الله) بجزئيها : (الحسن ثائراً)، (الحسين شهيداً) لعبد الرحمن الشرقاوي ؛ مثار جدل في الاوساط الثقافية والدينية والاجتماعية علي حدٍ سواء.
فهي من منطلقاتها الثقافية / الدرامية، تجتهد في تقديم صراع حقيقي هو من نبت الواقع الذي أثار الكثير من الاشكالات، بوصفه صراعاً لم تحسم فيه الامور علي نحو عادل بين الحق في قيادة الجماعة ومغتصبي هذا الحق.. بين شرعية القضية وسلبها من الآخرين قسراً..
حتي اصبح هذا الفعل الدرامي يؤرخ للمسرح العربي والاسلامي ويشكل نواة مسرح قام في اساسه علي التشبيه في مواكب عاشوراء الحزينة.
ومن منطلق ديني بقيت مآثر الحسين (ع) تحفر عميقاً في الذاكرة العراقية تحديداوالذاكرة الاسلامية عموماً.. وشكلت منعطفاً خاصاً في تحديد معالم الاسلام السياسي والوعي الاجتماعي في ازدواجيته وتضاده مع الحقائق والمصالح. وعلي وفق هذا التأثير العميق الذي شكله استشهاد الحسين (ع) بات من الصعب التعامل مع هذه الواقعة الكربلائية الدرامية درامياً..
ذلك ان القدسية التي تحملها هذه الشخصية الاسلامية الفذة والمغدور بها وهي في ألق شبابها وصحوة ذهنها وأصالة جذرها التي يعود محورها الي الثلاثي الاثير : النبي محمد (ص) / جده، والامام علي (ع) / والده، وفاطمة الزهراء (ع) / امه.. كانت عصية علي تشبيهها مسرحياً، ولم يجسر أحد من المسرحيين علي تجسيد هذه الشخصية قبل الشرقاوي الذي اراد لنصه ان لايبقي نصاً ادبياً تختزنه الذاكرة، وانما ان يتحول الي فعل درامي علي خشبة المسرح.. فكان ان بادر الفنان عبد الله غيث لأداء هذه المهمة، وشغل نفسه لمدة عام كامل متفرغاً لمعرفة شخصية الحسين (ع) وامكانية نقلها الي المسرح.. غير انه لم يجد سبيلاً سوي نقل ما ورد علي لسان الحسين (ع) ولم يجرؤ علي اداء شخصيته..
ولم يوفق في تواصل العرض المسرحي لأكثر من يوم واحد فقط !.
وفي العراق.. كتب الشيء الكثير عن شخصية الحسين (ع) بوصفه رمزاً للطهر والنقاء والتضحية والموقف النبيل.. وكان الكثير من هذه الكتابات شعراً درامياً..
وتم الانتباه في السنوات العشرة الاخيرة الي نص الشرقاوي بجزئيه، واجتهد عدد من المؤلفين والمخؤجين والممثلين لاختزال هذا النص وعرضه.. الا انه لم يجد سبيلا توافق عليه الاطراف الدينية والسياسية.. وعندما يجيء في هذه المرحلة القلقة التي يمر بها العراق.. من يجرؤ علي تقديم هذه المرثية الانسانية المعمقة في اربع ساعات.. فانه لابد ان يشكل منعطفاً مهماً في النظريتين السياسية والدينية معاً.. حيث تري المرجعية الدينية ان الحسين (ع) شخصية استثنائية، وليس لأحد القدرة علي تشبيه نفسها بها.. وتقدم ملامحها مهما امتلكت من براعة وتجربة خصبة..
فيما جاءت السياسية الي الحسين (ع) بوصفه شخصية ثورية / اشكالية مضادة لسلطة ظالمة..
ومن شأنها ان تؤلب الناس لمواجهة تلك السلطة والعمل علي اسقاطها، خاصة وان الحسين (ع) نفسه يقول:
(انا ثأر الله، ان مت شهيداً فاطلبوه.. اطلبوا الثأر من سفاح اياً ما كان..) وفي حالة وجود تحول جديد في موقف المراجع الدينية في مسألة تجسيد شخصية الحسين (ع) علي خشبة المسرح ؛ فأن مثل هذا الموقف لابد ان يشكل نقلة نوعية مهمة جداً في الحركة المسرحية العراقية وبناء مستقبلها.. وسيكون لهذا الموقف اهمية كبيرة في اعادة الحياة لفن المسرح ورسالته الاجتماعية والتربوية وما تحمله من قيم نبيلة بعيدة عن تلك الاعمال المسرحية التجارية التي ساهمت بشكل فعال في تعميم الانحطاط والزيف والرداءة والهامشية في حياتنا المسرحية التي بدأت في مطلعها صافية ترفد من الثراء الثقافي روافدها في تحقيق منجزات حية ملأت الساحة الثقافية عافية وبهاء، الي ان تنبه الطغيان الي رسالة المسرح.. فكان ان سلبوه هويته ومسخوا ارادته وحولوه الي كيان دعائي مسخ، والي خطاب سلبي ينشر الابتذال والاسفاف والتجهيل. واستبشرنا خيراً في العرض الذي اعده واخرجه : جواد الحسب، فالاختيار نبيل، والهدف سام.. علي الرغم من كل العقبات التي تحاصر فن المسرح وبخاصة وجود وضع امني مطمئن.. ولما كان الحال ليس مؤآتياً ؛ فقد تم العرض في الظهيرة !
غير ان تفاؤلنا بمشاهدة عرض مسرحي متقن قد خيب آمالنا.. امام سلسلة من الاخفاقات التي حالت دون شدّنا وتفاعلنا مع هذا العمل.. الذي يفترض فيه اولاً.. امتلاكه مصداقية الخطاب، وعمق الرؤية، وثراء العرض فكراً وفناً.
لكن عرض مسريحة (الحسين ثائراً وشهيداً) قطعت علينا رغبتنا السباقة والمتفائلة .
فق كان الاعداء يعتمد علي مهمة سلبية تشوه نص الشرقاوي في الحذف والاضافة.. ويقول مالم يقله النص الاصلي. وكنا نمني انفسنا بفن راقٍ يستنطق الحدث الكربلائي الدرامي، ويوظفه توضيفاً درامياً معمقاً.. وكانت الواقعة اغني بكثير مما وجدناه علي خشبة المسرح.. في حين يفترض ان يكون العكس، بحيث يسهم الفن في اثراء الواقع وتعميقه والانطلاق من خلاله بمديات اشمل واعمق واغني واكثر تأثيراً في المتلقي..
لقد وجدنا امامنا شخصيات وهمية، شجية.. لا علاقة لها بما تنطق به، ولا بما ينطقه سواها.
شخصيات تحفظ ادوارها، من دون ان يكون لها علاقة وتفاعل مع غيرها.. ومع الاحداث الجسام المحيطة بها.. وكأنها في مأتم لايمسها الحدث لا من قريب ولا من بعيد، وانما جاءت الي المآتم مدعوة ضمن التزام بطقوس وظواهر اجتماعية تقليدية.
ومن الطبيعي جداً ان تكون الحالة كذلك.. فليس من السهل الانتقال من مسرح تجاري خالٍ من اي التزام.. الي مسرح يتجذر من جديته وقدسيته ورسالته الحميدة.. الامر الذي كان يتطلب انتقاء شخصيات تتوفر علي ابرز الكفاءات وخصب التجارب، وممن يحترمها الجمهور المسرحي ويجد فيها ضوء المسرح الحقيقي.. لا ان يراها في موقف يعيد اليها صورتها السلبية السابقة، ويجعلها تتقدم امامه لتجسد اعلي القيم الراسخة في الاذهان والاثيرة في الوجدان.
فأياد الماجدي / الذي تجرأ وقدم شخصية الحسين (ع) اتكأ علي شخصية تمتلك الحكمة والبسالة التضحية والنقاء.. وظل في جميع المشاهد احادياً، بايقاع واحد.. لا فعل ولا رد فعل، واحتفظ لنفسه بسكونية لازمة طوال العرض، ولم تكن تطبع شخصية مثلي كشخصية الحسين (ع) التي كانت فاعلة ومنفعلة، مؤثرة ومتأثرة.
وتبينا شخصية العباس (ع) من خلال : محمد اسماعيل التي لم يكن لها حضور يذكر في هذا العرض المسرحي.في حين شكلت مواقفها اهمية كبري.. وصل حد القسم بها.. فكيف يجرؤ هذا العرض علي تقديمها بهذه الصورة العابرة والكلمات الشعارية المباشرة والخالية من اي صدي. وفي زينة وحركة هي ليست من عطاء شخصية راسخة ومجيدة عرف بها العباس (ع)؟
اما شخصية عبيد الله بن زياد / اداء : يوسف سواس فقد اعتمدت علي الصوت اكثر من الحركة.. وقدمت الينا يزيد / اداء : نجم الربيعي بصورة محايدة ومثيرة للشفقة في نهاية الامر !
في حين تتقدم حقيقتها بشكل سلبي، قاتل، شاغله السلطة.. وجاء بحثها عن قطرة الماء دخيلاً علي الواقع، معادلا مشوهاً لعطش الحسين (ع).
اما الحر الرياحي / اداء : مكي حداد فقد ظهر برداء ابيض وكان العرض يريد تمييزه عن سواه ممن اراد قتل الحسين (ع) بينما جاء موقف مواجهة عدوانه بالاحسان اليه في تقديم الماء لأرواء عطشه.. ليشكل نقلة جديدة في حياته وتراجعه عن مواجهة الحسين (ع) بل والاستسلام اليه.. ووجدنا انفسنا في حالة تعاطف مع شخصية زين العابدين / اداء : باسم الطيب بسبب حالة العطف التي تخاطب رقة الطبع الكامنة في الانسان. وقد فوجئنا بفراغات وثغرات اخراجية عديدة ولم يتمكن جواد الحسب من معالجتها أو تقديم اي مسوغ لوجودها..
فوجود الحر الرياحي لم يبرر اهميته وضرورته وسط جمهور المسرح.. فهو لا ينتمي الي العامة ولا يعبر عنهم ولم يتخذوه اصلاً لينوب أو يمثل أحد.. انه حالة خاصة من اتقان مهنة السيف.. الي الانقلاب علي القناعات السابقة والاستجابة لنداء التسامح والاحسان الذي قدمه الحسين (ع) الذي جاء الحر الرياحي لقتاله.. وجاء خيال الظل الذي استخدمه جواد الحسب في المعارك فقيراً الي حد كبير ولا يمكن أن يحقق اي انتباه لمعركة ساخنة وصراع دام بين الحق والباطل. وغابت المؤثرات الصوتية التي كان يفترض ان تكون مصاحبة للحوار وليس مجرد لازمة للمشاهد.. واذا عرفنا ان الواقعة الكربلائية تمتلك كماً هائلاً من الاصوات والمؤثرات التي تركت صداها في آذان أي مصغٍ ؛ ادركنا مدي الاخفاق الذي لحق بهذا العرض المسرحي الذي كان يمكن له ان يتخذ تلك الاصوات الحقيقية والفاعلة لاغناء هذا الحدث الجلل.
وبقيت شخصيات العرض تتقدم بأداء محدود ومتواضع لا يشكل رؤآه من خلال المواقف..
ولا شيء يشير الي وجودها سوي الحوار وحفظه والقائه.. من دون الانشداد الي طبيعة كل دور وكل شخصية ومدي تفاعلها مع سواها. وكان يمكن لمثل هذا الحدث المأساوي الذي ترك آثاره العميقة في حياتنا جميعاً أن يشكل أهميته الكبري والموغلة في الاعماق وهو ينتقل من الواقع المادي الذي نعرفه.. الي الواقع الفني الذي نتبين ابعاده وألقه ورؤيته ومدياته. لقد كان لعرض مسرحية (الحسين ثائراً وشهيداً) شرف الاقدام علي مواجهة اكثر القضايا الحميمية الي عقولنا وحواسنا ووجداننا.. لكن هذا الاقدام جاء متعثراً ومحدوداً وفقيراً في معطياته الي حد كبير.. مع ان المساحة التي كان من الممكن أن يملأها واسعة وفاعلة ومؤثرة.. خاصة وان العرض قد حدد نهايته من المشهد الافتتاحي.. وبقي طوال الفصلين يقدم المشاهد المتلاحقة بشكل مفروش ومسطح خالٍ منذ العمق ومن تراكم الاحداث.. حتي ان اكثر المشاهد تأثيراً مثل وقفات السيدة زينب والطفل الرضيع والمعاناة عند العطش ومواجهة الخصوم..
بقيت كلها بعيدة عن التقديم.. بل وحذف الكثير منها وما ظهر جاء بارداً وخالياً من الشد الدرامي المطلوب.. والا فليس من المنطقي ابداً ان يكون تأثير شريط صوتي مسجل ادل وابلغ واكثر تأثيراً من عرض مرئي يحتكم الي الحواس جميعاً.
لقد كان النص المفعم حرارة للشرقاوي.. أهم وأغني واكثر بلاغة من العرض الذي شاهدناه.. فقد تخلف وسقط في المدرسة الابتدائية التي تعاني من فقر واجتهاد الاخراج واتقان الاداء وتواضع الانتاج. والامل المنظور ان يعاد الاشتغال علي هذا العمل المسرحي.. حتي يليق بالشخصية الفذة التي يتناولها ليكون فعلاً عملاً يتجاوز ما سبقه من عروض.. وحتي يكون سابقة مهمة علي طريق بناء مسرح عراقي نيّر يتجاوز الكم الهائل من العروض التي شوهت الابداع وقتلت شمس الابداع.

الحــــر الريـــاحـي
يبدد السـراب
امتداداً لمأثرة كربلاء الدم والدموع.. وألق الحسين (ع) شهيد الانسانية وشاهد الحق..
جاءت مسرحية (الحر الرياحي) تنبع من جذر حي ومرجع اصيل.
هنا مشاهدة لعرض مسرحية " الحر الرياحي " التي شقت لنفسها درباً عصياً..
وافلحت في البوح.. بصعوبة كبيرة في أواخر التسعينات..وبدءاً تقول إن كل تاريخ معاناة البشرية يبدأ من الكر والبلاء.. فلماذا لاتكون ككربلاء العراق بدءاً لهذا التاريخ في ادانة الظلم والطغيان.. وتحديداً في العاشر من محرم سنة احدي وستين للهجرة.. وعبر (الحسين) ثائراً من طراز مسلح بالعقيدة والقيم والفداء ؟
" الحسن " اراد للرياح ان تسكن عندما بايع (معاوية) و (الحر الرياحي) أراد أن يحمي إسمه وشجاعته معاً.. فهو القائد.. ولكنه لا يريد ان يكون قائداً منفذاً لهوي الخليفة..
والبطش بـ (الحسين).. كان يريد من خلاله ان يكون حراً فيه وان يتعامل مع الرياح كما يقتنع..
عبر هذه العلاقة الجدلية لتنفيذ " شمر " في قتل (الحسين) ووأد ثورته ومن ثم سقوطه في هوة تدميرية تسحقه.. وتردد " الحر ".. وقد صاغ : عبد الرزاق عبد الواحد نصه المسرحي المطبوع عام 1982 بعمق وموهبة ودراية فذة لكنه لم يجد سبيله للعرض منذ ذلك الحين، حتي تيسر له مخرج ذكي اصيل، هو : كريم رشيد.. فما الذي يمكن قوله في عرضٍ يأتينا من جامعة بابل ؟..
هنا سنتحدث عن دقة المادة التاريخية للنص.. مع علمنا ان الكاتب المسرحي هنا ليس مؤرخاً،
ولكنه مادام يستخدم الارقام، فأن من شأن النقد التصريح بما يعرف.. لا تجهيل ماهو مجهول..
ونورد مثلاً : فقد اشار النص الي ان قوة الباطل برقم.. هو اقل من الحقيقة التاريخية..
ذلك انها بلغت : اربعة آلاف، بينما كانت قوة الحق التي تقف الي جانب الحسين : اثنين وسبعون. ومثل آخر كان من الممكن ان يغني النص والعرض وهو يقدم معاناة العطش.. فقد " وضع الحسين لسانه علي لسان ولده كي يعلمه انه أشد منه علي إحتمال العطش ".
وقد التقيت الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد قبل اعوام.. ودار حوار صريح وموضوعي بيننا حول مسرحية (الحر الر ياحي).. وانقل عنه هيمنة (الحر الرياحي) عليه.. إذ كان المجهول يدق علي نافذته.. وهو بلا رأس.. الامر الذي يدل علي عمق وتأثير هذا النص علي كاتبه..
وبكل هذه الامثلة، توجهنا الي العرض الذي اراد أن يبوح بالقليل.. فأذا بالكثير يحتشد،
واذا بالصغائر تكبر، وبالاجزاء تجتمع وليس مؤدي ذلك كون ؛ كريم رشيد قد حشد عدداً كبيراً من الممثلين والممثلات، يصعب جمعهم في أي عرض.. بل لأن كريم رشيد تجرأ من جهة علي اقتحام عمل مسرحي كبير بنصه وأفقه.. ومن ثم معالجته معالجة حية نبيلة فيها بسالة في الطرح، وسمو في الهدف وعمق في الجهد، وتقدم في المسؤولية، ومعانقة بارزة لاهداف سامية.. أنبتها في طلبته أكاديمياً، وأراد حصادها في جمهوره المسرحي.. وهو يعبئه بالمعني، وينيره بالمثل المشرقة التي استدعت الشهادة.. مقابل الحياة الحقة.
هنا كان العرض.. يتباهي بالتكامل ويندفع نحو التجاوز، ويتجه الي فتح افق مسدود..
لعالم مدان بالجريمة والعدوان والطغيان.. يمارس مهنته من خلال (شمر) وجمع من المنتفعين المتكئين علي أموال (معاوية).
(الحر الرياحي) مسرحية اخلصت في قوة التعبير.. وفي شجاعة الموقف، وفي ادانة وفضح جريمة (شمر) في اغتيال ضوء (الحسين) البهي الامر الذي جعل من هذا العمل، أحد اهم وابرز الاعمال التي أعادت للمسرح العراقي هويته الوطنية، ورفعته الانسانية.. بعد أن حولها جمع من المتهافتين علي بريق ذهب سبقهم اليه (شمر) فكان أن دمر نفسه، وادانه مجتمع الحق والعدل والانصاف بكامله.. وهذا هو المسرح النظيف.. حد القدسية. وهذا جمع الناس يصلي لنقاء الهدف.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الامام الحسين في عروض المسرح العراقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى النقد والدراسات والاصدارات Monetary Studies Forum& versions-
انتقل الى: