محاضرات وأفلام وعروض أزياء ودبكات في اليوم الثاني من مهرجان التراث السرياني – الكوردي المشترك في السليمانية
كاتب الموضوع
رسالة
البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10368تاريخ التسجيل : 07/10/2009
موضوع: محاضرات وأفلام وعروض أزياء ودبكات في اليوم الثاني من مهرجان التراث السرياني – الكوردي المشترك في السليمانية الأحد 16 يناير 2011 - 5:31
محاضرات وأفلام وعروض أزياء ودبكات في اليوم الثاني من مهرجان التراث السرياني – الكوردي المشترك في السليمانية
تواصلت فعاليات مهرجان التراث السرياني - الكوردي المشترك في السليمانية والذي تقيمه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بالتعاون مع معهد التراث الكوردي في يومه الثاني إذ استهل الاحتفال الذي أقيم صباح الجمعة 14-1-2011 على قاعة قصر الفن بحضور عدد من السادة المسؤولين والدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة والفنون السريانية والسيد فاروق حنا مدير التراث السرياني والسيد بطرس نباتي مدير الثقافة السريانية/اربيل والسيد مظهر خالقي مدير معهد التراث الكوردي وحشد من المثقفين الكورد والسريان بكلمة معهد التراث الكوردي التي ألقاها السيد بوار نور الدين مسؤول قسم الطبع والنشر والتحقيق في المعهد رحب في مستهلها بالحضور الكريم متمنيا طيب الإقامة للضيوف الوافدين إلى السليمانية بعدها تطرق إلى أن التعاون مع أبناء شعبنا يعود للعام 2006 عقب افتتاح "القسم المسيحي" في المعهد المذكور إيمانا بعمق العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الكوردي والسرياني، وأضاف "كانت باكورة هذا التعاون طباعة 5 كتب فريدة من نوعها حول ثقافة وتاريخ المسيحية المشرقية وهي سير أشهر شهداء المشرق بجزئين والتاريخ السعرتي بثلاثة أجزاء، ثم تبعتها مجموعة من البحوث وإعمال ثقافية وتراثية عديدة ، وما هذا المهرجان اليوم إلا نموذج آخر للتطور المشترك و المستمر في العلاقات الثقافية و التراثية بين مُجتَمَعَينا، و فعاليات المهرجان هي نموذجٌ حي على التعاون و الوفاق، مضيفا إننا نتمنى للمواطنين المسيحيين، في وطنهم، و أينما كانوا على أرض العراق، إن يعيشوا في رفاه وسلام وأمن و أمان". بعدها القى الأستاذ بطرس نباتي كلمة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية التي بدأها متمنيا للجميع قضاء أوقاتا ممتعة مع فقرات المهرجان منوها بأنها المرة الأولى التي تقيم فيها المديرية العامة أحد نشاطاتها في مدينتنا العزيزة السليمانية بالتعاون مع معهد التراث الكوردي ، مشيرا إلى إن الغاية من هكذا نشاط هو إيصال خصوصية ثقافتنا وفنوننا السريانية إلى جمهور السليمانية، ومساهمتنا ودور مثقفينا في رفد الثقافة والفن الكوردي ، مستشهدا بأسماء بعض الفنانين والمثقفين من أبناء شعبنا ودورهم المشهود سواء في الجانب السياسي او الاجتماعي أو الثقافي أو الفني. وفي ختام كلمته وجه شكره وتقديره العميق لإدارة معهد التراث الكوردي وكل العاملين فيه وجميع المؤسسات الحكومية والحزبية لما بذلته من جهود لإنجاح هذا المهرجان . بعدها ألقى الدكتور سعدي المالح محاضرة حول مصادر الثقافة السريانية وعناصرها غايتها تعريف جمهور السليمانية على نحو أوسع على التراث والتاريخ السرياني العريق، اعتبر فيها الثقافة السريانية امتداد للثقافة السومرية والاكدية والبابلية والآشورية نظرا لما تركته ثقافة العراق القديم من تأثير مباشر على هذه الثقافة مبينا رواسبها في مجالات اللغة والموسيقى والعلوم والرسم والأدب وبقية صنوف المعرفة وأوضح بشكل وثيق ارتباط اللغة السريانية باللغة الأكدية (البابلية الآشورية) ومشاركتها بالكثير من المفردات التي أصبحت اليوم جزءا من قاموس السريانية بشقيها الغربي والشرقي، كذلك تأثير الموسيقى البابلية على المقامات الغنائية والألحان الكنسية التي تطورت عبر الزمن وأصبحت جزءا مهما من الطقوس الكنسية للكنائس الشرقية، ووصل تأثيرها حتى على الموسيقى الغربية التي تأثرت إلى حد ما بالموسيقى البابلية بشهادة مؤرخين أجانب أنفسهم تؤكد على إن الألحان السبعة التي تشكل السلم الموسيقي الذي تكتب على أساسه النوتة الموسيقية هو من أصل بابلي .. بعدها تناول المالح مصادر الثقافة السريانية التي اختصرها في 1-الأدب الكنسي والمزامير وتفاسير الكتاب المقدس 2- الأدب الدنيوي وما تضمن من الملاحم والشعر الغنائي والسير والأغاني 3 – الشعر الديني والتراتيل والمراثي وغيرها 4 – سير الشهداء والقديسين 5 – فن العمارة والزخرفة والفسيفساء 6 – فن الرسم وخاصة الرسم المقدس (الإيقونات) 7- الموسيقى والألحان الكنسية 8 – تقاليد وعادات أعياد الميلاد ورأس السنة والفصح. وعد المحاضر القرون المسيحية الأولى وحتى القرن السابع العصر الذهبي للثقافة السريانية، إذ تراجعت فيما بعد أمام الثقافة العربية مع نشوء الدولة العربية الإسلامية، وأشار أيضا إلى أن نهضة الثقافة القومية لشعبنا بدأت في أواسط القرن التاسع عشر في ايران أولا ثم في تركيا والعراق مشيرا إلى أسماء بارزة في ثقافتنا كتوما اودو، أوجين منا، وبنيامين ارسانيس، وفريدون اثورايا، وفريد نزهة، ويوسف قليثا، ويوسف اقليموس داؤد، وعبد يشوع خياط، وادي شير، وبولص بهنام، ويوحنا دولباني، كما استعرض بعض أوائل الانجازات الأدبية والثقافية والفنية لشعبنا كصدور أول رواية بالسريانية تحت عنوان بابنا الغلق للازار ميشيل عيسى عام 1961 في العراق، وبروز جان الخص شاعرا مجددا في إيران في بداية القرن العشرين، وصدور أول مسرحية لحنا حبش في عام 1880، وأول جريدة في المنطقة في عام 1849 زهريرا دبهرا، وإنشاء أول مطبعة في العراق عام 1957، ثم تطرق إلى الواقع الثقافي والتعليمي في كوردستان في السنوات الأخيرة، وأخيرا أكد على أن حتى الأدباء السريان الذين كتبوا بالعربية، أو بالكردية، أو بلغات أخرى كانت مصادر ثقافتهم سريانية، فإما كانوا شمامسة أو أولاد شمامسة كحنا بطرس، وجميل ومنير بشير، وسيوا، وغيرهم أو درسوا في مدارس سريانية، كروفائيل بطي، ونعوم فتح الله السحار، وسليمان صائغ وجبرا ابراهيم جبرا، وغيرهم. واغنى الحضور المحاضرة بعدد من الأسئلة الجادة والمهمة التي أجاب عليها الدكتور المالح بإسهاب موضحا من خلالها العديد من الأمور والقضايا الغامضة لهم في ثقافتنا السريانية.. بعدها تم عرض فلم وثائقي باللغة الكوردية بعنوان "هدية الأرض" من إنتاج معهد التراث الكوردي يتحدث عن الطبيعة والإنسان والترابط الوثيق بينهما، وكيف إن الإنسان يفنى بينما الطبيعة برغم البرد القارس والظروف المحيطة من الحروب والكوارث تعود لتزهر من جديد وتعطي خيراتها للإنسان ولكل من يعيش عليها.الفلم الذي عرض لأول مرة وهو من تأليف وإخراج مهدي طالباني. بعد استراحة الغداء واصل المهرجان فعالياته بمحاضرة للسيدة سراب سامي سعيد مسؤولة القسم المسيحي في معهد التراث الكوردي حول تاريخ المسيحية في السليمانية وتأسيس أول أسقفية فيها مستعرضة الوجود المسيحي في منطقة شهرزور منذ القرون المسيحية الأولى وحتى تأسيس مدينة السليمانية مشيرة إلى عدد الكنائس في المدينة وتاريخ تأسيسها وابرز رجال الدين الذين خدموا فيها، كما تحدثت المحاضرة عن المحلات القديمة للمسيحيين في المدينة وابرز المهن التي امتهنوها وعلاقاتهم الاجتماعية والثقافية مع الشعب الكوردي. ومن الشخصيات المسيحية البارزة في السليمانية ذكرت عبد الكريم علكا الذي كان وزيرا للمالية في حكومة الشيخ محمود الحفيد والقس يوسف بري الذي كان له دور في الحركة الكوردية، وفي ختام المحاضرة توقعت أن يصل عدد العائلات المسيحية في السليمانية بعد الأحداث الاخيرة إلى 400 عائلة. ثم تواصلت عروض المهرجان بعرض فلم وثائقي مدبلج إلى الكوردية عن الفنان والشماس السرياني المعروف سيوه (صليوا يلدا صليوا) وهو من إخراج عامر أيوب ومن انتاج المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية تناول حياة الفنان وأغانيه وتأثير الألحان الكنسية على المقامات التي غناها بالكوردية. وأختتم اليوم الثاني من المهرجان بعرض رائع للأزياء السريانية لـ 24 شابة وشاب من 12 بلدة وقرية ومنطقة من مناطق شعبنا لاقى تصفيقا وإعجابا كبيرين من الجمهور. استهل العرض بنبذة مختصرة عن الأزياء التراثية لشعبنا بمختلف مناطق تواجده ثم جال العارضون إرجاء القاعة بأزيائهم البراقة عارضين عبق التاريخ الذي تفوح منه أنغام الموسيقى الهادئة ثم اعتلوا المسرح يرافقهم شرح مفصل عن زي كل منطقة. ثم التفوا في حلقة من الرقص الشعبي على أنغام الموسيقى السريانية بدبكة فولكلورية بهيجة. بعد ذلك قدمت فرقة هيوا روزهه لات لوحة كردية راقصة لتختتم هذه الفقرة برقصة فولكلورية كوردية – سريانية مشتركة وسط تصفيق الحاضرين وزغاريدهم في إشارة إلى التعايش الثقافي المشترك بين الشعبين السرياني والكردي في إقليم كوردستان العراق.
نقلا عن عنكاوا . كوم
محاضرات وأفلام وعروض أزياء ودبكات في اليوم الثاني من مهرجان التراث السرياني – الكوردي المشترك في السليمانية