الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: قريباً.. عيادة للراغبين بالانتحار//في هولندة ... الجمعة 21 يناير 2011 - 0:01
تقرير: خيرهارد فردوين- إذاعة هولندا العالمية/ من المرجح أن تشهد هولندا هذا العام أول عيادة لمساعدة الراغبين بالانتحار بتنفيذ رغبتهم. تأتي هذه المبادرة من طرف "الجمعية الهولندية لإنهاء الحياة طوعياً".
تعرف هولندا أصلاً قانوناً ينظم ما يسمى بـ "القتل الرحيم"، وهو إنهاء حياة المريض الميؤوس من شفائه، والذي يعاني آلالماً يصعب احتمالها. ويشترط في هذه الحالة موافقة المريض نفسه، وفي حالة تعذر ذلك موافقة ذويه، وإقرار من الطبيب المعالج بأن حالة المريض ميئوس من شفائها. أما العيادة الجديدة والفريدة من نوعها في العالم فإنها مخصصة للأشخاص الراغبين بإنهاء حياتهم، والذين لا يجدون طبيباً يوافق على مساعدتهم في ذلك. تعتقد جمعية "النهاية الطوعية" أن حوالي ألف شخص سنوياً سيستفيد من خدمات العيادة. ويستهدف المشروع ثلاث فئات: المرض الميئوس من شفائهم، وذوو الأمراض العقلية المزمنة، والذين يصابون بحالة الخرف المبكر.
عدم موافقة الطبيب حسب الجمعية فإن ثلاثة آلاف شخص سنوياً ممن ينتمون إلى الفئات الثلاث المذكورة، يتقدمون بطلبات لـ "القتل الرحيم"، لكن طلباتهم تـُرفض. بعضهم يدفعه اليأس إلى أن ينفذ الانتحار بطريقته الخاصة، وهي غالباً طريقة فظيعة. عيادة الانتحار الجديدة ستقدم المساعدة المطلوبة لهؤلاء الناس.
الأشخاص الذين لديهم شعور عميق بالرغبة في الموت، ممن يشعرون أن حياتهم "انتهت"، ويريدون التوقف عن تناول الطعام والشراب، ويجمعون أقراص الدواء لكي يستخدمونها للانتحار، يمكن أن تشملهم "خدمة" العيادة، بعد تقرير طبي يدعم موقفهم. هؤلاء يمكنهم أن ينهوا حياتهم بأنفسهم تحت إشراف العيادة. ولا يسمح القانون بتقديم هذه "الخدمات" لغير المواطنين الهولنديين.
القتل الرحيم في هولندا تم تشريع قانون للقتل الرحيم ينظم هذه العملية في حالة "المعاناة التي لا تـُحتمل والتي لا أفق لنهايتها" حسب التوصيف القانوني. وهناك بعض الإجراءات القانونية التي يجب اتباعها بدقة لكي يـُسمح للطبيب المعالج بتنفيذ القتل الرحيم. حيث يتوجب على الطبيب أن يتأكد من أن رغبة المريض طوعية تماماً، ولم تتأثر بأي عامل خارجي، ةأن يقتنع الطبيب بعدم وجود حل آخر يقلل المعاناة أو ينهيها. وتؤكد جمعية "النهاية الطوعية" أن العيادة التي تنوي افتتاحها تعمل في حدود قانون "القتل الرحيم" بشكل كامل.
بعد تقديم الطلب لدى العيادة يتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأولية للتأكد من قانونية الطلب، وانطباق الشروط على صاحب الطلب. وتتوقع الجمعية أن هذه الإجراءات تستغرق ثلاثة أيام في المتوسط، يكون فيها المريض تحت الإشراف.
تبحث الجمعية حالياً عن طرف شريك للبدء بمشروع العيادة. وحسب الجمعية فإن هناك عدداً من المؤسسات الطبية المستعدة للتعاون. كما تقول الجمعية إن هناك عدداً كافياً من الأطباء والممرضين المستعدين للعمل في هذه العيادة.
نقابة الأطباء تتفق نقابة الأطباء مع الجمعية في عدم وجود موانع قانونية لفتح مثل هذه العيادة، لكن النقابة أوضحت أنها تعارض فتح عيادة لإنهاء الحياة. وإذا فـُتحت مثل هذه العيادة فإن النقابة ستراقب عملها بشكل دقيق. ترى نقابة الأطباء أن الأشخاص الذي يشعرون برغبة عميقة بالموت، هم أناس بحاجة إلى رعاية جيدة. وهذه الرعاية يمكن أن تؤدي إلى حلول أخرى غير الموت. إلى جانب ذلك ترى النقابة أن فترة الأيام الثلاثة التي تفصل بين إدخال المريض في العيادة وتنفيذ رغبته بإنهاء حياته، قصيرة جداً، وخاصة بالنسبة لمن يعانون من اضطرابات عقلية مزمنة.
سويسرا جدير بالذكر أن هناك تجربة مشابهة في سويسرا، حيث توجد منذ 12 عاماً ما يـُعرف بعيادات "ديجنيتاس". تقدم هذه العيادات المساعدة في إنهاء الحياة للمرضى الميئوس من شفائهم. ولا يقوم الأطباء هناك بتنفيذ العملية بأنفسهم، لكنهم يعطون المواد القاتلة للمريض ويشرحون له طريقة استخدامها. ويمكن للأجانب أيضاً التوجه إلى عيادات ديجنيتاس السويسرية لإنهاء حياتهم.