( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) غليان الشارع العربي ...الاسباب والنتائج

غليان الشارع العربي ....الاسباب والنتائج

ججو متي موميكا كندا

(( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ))

((لماذا يفجر الاعلام والصحافه اليوم الثورات الشعبيه ))

سئل اول رئيس للولايات المتحده الامريكيه عن رأيه في الصحافه فقال :

لو خيّرت بين حكومة بلا صحافه وبين صحافة بلا حكومه لاخترت الصحافه بلا حكومه .

اذا الاعلام والصحافه سلاح ذو حدين ومفعوله ومردوداته اقوى من اي سلاح تقليدي وهانحن نشاهده على ارض الواقع كيف هزّ اركان الدكتاتوريات في العالم العربي لابل في معظم انحاء المعموره .

عزيزي القارىء:

قبل البدء بمقالنا هذا لابد ان نعود قليلا الى الخلف ونستذكر تاريخ اجدادنا ومن علمنا الحريه والعداله وانصاف الفقير .
ما اكثر الدروس والعبر في تاريخنا القديم نستقي منه رواية دونها تاريخنا في سفره الخالد وتحديدا في زمن الخليفة العادل عمر بن الخطاب ( رض ).
روي انّ صبّيا في الثانية عشر من عمره دخل الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رض ) يشكو العوز طالبا حاجة ... ومثل امامه بشجاعة الرجال وهو في سن الصبا ليسأله الخليفة...(( ما حاجتك ايها الصبي ّ؟ فأجابه!!
يا امير المؤمنين اشكو قلّة الجرذان في بيتي ...فنظر اليه خليفة المسلمين متعجبا بذكائه وفطنته رغم صغر سنّه فأمر باعطائه حاجته قائلا ...اعطوه كيسا من الدقيق .))
انه الجوع والعوز الذي يدفع الملايين من فقراء وطننا يتظاهرون ويحتجون على شظف العيش والفقر المدقع الذي انتشر في معظم اقطار الوطن العربي رغم غنائها ووفرة خيراتها ومعادنها نظرا للجشع الذي اصاب الحكام العرب فاتخمتهم الاموال واعمت بصيرتهم ... فاين نحن من ذلك الزمان فهل يفكر حكامنا اليوم بشعوبهم ويقتدوا بقادة المسلمين في العصور الاسلاميه ام يغرفوا من خيرات بلدانهم ما استطاعوا حمله ونهبه من شعوبهم وهل نملك حاكما عربيا واحدا يقتدي بالخلفاء الراشدين والائمه الذين حكموا امتهم بما امر الله بهم هل هناك حاكم عربي واحد يفكر في مصلحة شعبه وحاجته ويتفقد احوالهم ؟
هيهات ثم هيهات فاين نحن من ذلك الزمان وحكامنا يملأون خزائنهم من قوت شعوبهم ويسوّرون عقاراتهم ويشترون فيلات وجزر في ارجاء المعموره من ضلع شعوبهم وعرق جبينهم حتى اصبحوا اضحوكه و مسخرة للعالم بفضائحهم من السحت الحرام .
اين يضع حكام هذا الزمن انفسهم وهم يصطفون مع الشياطين بتمثيل ابشع الدكتاتوريات ويمتصون دماء شعوبهم ...ما شكل الحريه التي يمثلونها والقتل والارهاب .انها حرية كبت الانفاس وتكميم الافواه وملء السجون بالابرياء ... وظلم الناس ديدنهم هذه حرية حكام العرب مصبوغة بالدماء كما قال احد شعرائنا :

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدقّ

سئل فرعون مرة ...من فرعنك على الناس يافرعون فأجاب سكوت الناس وصمتهم.
اذا اليوم نفذ صبر الفقراء ولم يعد الموقف يتحمل حتى انفجر الشارع ولم يعد الناس يخافون من السلطه
لماذا يغلي الشارع العربي ويفور في اكثر من دوله عربيهحيث امتدت مساحة الزيت المنتشر فيغدو نارا تحرق الحكام الظالمين هكذا الشعوب تنتفض وتطالب بحقوقها ؟
لماذا يحرق الفقراء والعاطلون انفسهم في شوارع العواصم والمدن العربيه ؟
لماذا يحمل المتظاهرون رغيف الخبز ويصرخون بملء اصواتهم ؟
لماذا انفجر الشارع العربي وخرج عن بكرة ابه غاضبا وناقما على سلطاته وحكامه ؟ كيف خرج الناس من بيوتهم ودوائرهم وجاءوا من مختلف المدن الى العواصم لينضموا الى المحتجين ؟
ولماذا امتد لهيب الاحتجاجات والتظاهرات لأكثر من قطر عربي ؟
تونس كانت الشراره الاولى ثم تبعتها الجزائر ومصر ولبنان وليبيا وموريتانيا والاردن والعراق ...والسودان .
ماذا يريد شعوب هذه البلدان ...ماذا يطالب الفقراء والعاطلون والمتسكعون في شوارع المدن انهم فقط يطلبون رغيف الخبز والطبقه الحاكمه تحكم بالحديد والنار .
تقمع الحريات وتواجه الاحتجاجات بخراطيم المياه والرصاص الحي والهراوات والغازات المسيله للدموع وغيرها من اساليب الفتك بالناس وهم يطالبون بلقمة العيش .
اين وصل الظلم والطغيان بحكام العرب وهم يسلبون وينهبون اموال شعوبهم ارصدتهم بلغت ارقاما فلكيه هم وحاشيتهم وحماياتهم .
الى متى يبقى الحكام يذلّون شعوبهم وهم ينادون بالحرية والعداله والرفاه الاجتماعي وشعوبهم تتضور جوعا .
الفضائح تزكم الانوف و التي اعلنت على لسان المحتجين في سرقة المليارات من الدولارات واطنان من الذهب ثم تهريبها الى الخارج .
فقط نحن نتسائل كيف يستقبل الحكام الرجعيون ومصّاصي دماء شعوبهم كيف يفتحوا بلدانهم واجوائهم للحكام اللصوص والهاربين من نقمة الشعوب التي انتفضت ضدهم ويستقبلونهم ويضيفوهم في قصورهم.
كيف تسنى لملك السعوديه استقبال حرامي تونس هو وحاشيته محملا باطنان من الذهب وارصده تعيل شعب تونس الفقير سنينا من الزمن ؟
كيف ينتقد القذافي شعب تونس في ثورته ضد الظلم والطغيان داعيا التونسيين الى عدم التسرع في ازاحة الدكتاتور زين العابدين بن علي .
لماذا ارعبت اخداث تونس الانظمه العربيه الاخرى فارتعش حاكم مصر خوفا من استنساخ الاحداث في بلده وهذا ماحصل فعلا والاحداث والفوضى والتظاهرات ضربت اطنابها كل مفاصل الدوله المصريه وسقط ضحايا وجرحى واحراق ممتلكات وتحدي صريح وشجاع للسلطه الحاكمه .
لماذا يستبق بعض الحكام اجراءات بتحسين الاحوال المعاشيه والاجتماعيه بدعم السلع الاستهلاكيه والخبز وتوفير المواد الغذائيه وهم يشاهدون ما يحصل في تونس والجزائر ومصر والاردن وغيرها من الدول الاخرى .
كيف يواجه الحكام المستبدون شعوبهم وهم يتظاهرون طلبا للعيش وهم يرون حكامهم والطبقه المحيطه بهم تنهب وتسلب كل خيرات بلدهم .
كيف عالجت سلطات زين العابدين بن علي المتظاهرين ...اليس بالرصاص والغازات وخراطيم المياه وبالهراوات ؟
كيف عالج حاكم مصر المحتجين بعد ان خرج مئات الالوف يطالبون برغيف الخبز الم يعالج رجال السلطه في مصر أليس بالرصاص الحي وخراطيم المياه والغازات المسله للدموع وبالاعتقال والارهاب ...انه نفس الحدث يتكرر في مصر وبقية اقطار الوطن العربي فمتى يصحو حكام العرب على ظلمهم ؟
كيف عالج رجال الامن الجزائري الشعب الثائر الذي طالب بانصافه ومنحه الحريه ؟واليوم يعلن عن حلّ وزارته وتغيير معظم طاقمه الوزاري ؟
كيف عالج نوري المالكي وعصابته تظاهرات الكهرباء والماء والخدمات حين قامت في بغداد البصره والمدن الاخرى فقمعها بالحديد والنار والرصاص فسقط على اثرها شهداء وجرحى نتيجة ذلك ؟
متى يشعروا باخطائهم وندمهم ويوم لاينفع الندم وبعد فوات الاوان
ان الفرسان نهضوا من تحت الركام كالعنقاء بعد ظلم عقود من الزمن انها ثورة الخبز ثورة الحريه ثورة العداله ضد الطغيان ضد سطوة الحكام وبطشهم .
الاحداث تنبىء بتغيير ولصالح الشعوب المضطهده والمستعبده من قبل العصابات الحاكمه والتي اضطهدت شعوبها وجثت على انفاسهم عشرات السنين وهاهم الحكام يرتعدون خوفا ويرتعشون من غضبة شعوبهم والنصر دائما للشعوب والزوال للحكام مهما طال الزمن .

(( هذا يوم عصيب ))

(( أنّ موعدكم الصبح بقريب, فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ))من سورة النحل