صناعة ماء الورد الكرمليسي الشهيرة تشهد تراجعاً في الإنتاج

عنكاوا كوم - كرمليس - خـــــــاص

زُرعت زهرة الجوري الكرمليسية التي تتميز بعطرها الفواح ولونها الوردي الهادئ عبر قرون طويلة كسياج لبساتين وكروم العنب، لحماية الكروم من اللصوص كونها زهرة شوكية الأغصان.
وقد تم سقاية بساتين العنب الكرميلسية من الينابيع الغزيرة التي تجري في البلدة منذ أمد طويل .
صناعة ماء الورد كانت إحدى أشهر الصناعات الكرمليسية القديمة لكنها اليوم شهدت تراجعاً كبيراً لأسباب كثيرة، وكان يقصد هذه المياه المعطرة، أثرياء الموصل، لشرائها بأغلى الأسعار كونها ذات شهرة كبيرة .
يقول الفلاح ميخائيل عبوش لـــ " عنكاوا كوم " ، " نقوم في شهر نيسان من كل عام وما ورثناه منذ القديم بجني محصول الورد الذي نقوم بزراعته على شكل سور لحماية الكرم فهي تحفظ الكرم من السراق كونها نباتات شوكية وبعد الجني لغرض صناعة ماء الورد تجمع هذه الأزهار بمكان واحد " .
واضاف بسبب قلة المنتوج في الوقت الحالي لأسباب منها قلة عدد الكروم ومنها ما يتعلق بالفلاح وهجرة هذه الصناعة فقد تبقى عدد قليل من الفلاحين يزاولون هذه المهنة، ولهذا يعرف الزبائن من أبناء البلدة والمناطق المجاورة من يقوم بالتصنيع فيقصدونه.
وقال عبوش " كانت العوائل في كرمليس التي تملك بستان عنب تقوم بصناعة كميات كبيرة من هذه المياه، ليشتريها أبناء هذه المنطقة، وتحفظ في مكان آمن بعد سد فوهة القارورة بالتراب ليتم بيعها لأهالي البلدة أو إهدائها للكنيسة لتستخدم في بعض الطقوس والصلوات أو لمن يقصد كرمليس من الموصل" .
أنتشرت هذه الصناعة بالماضي فكل عائلة كرمليسية كان لها كرم تقوم بعملية تقطير ماء الورد ليكون مورداً أقتصادياً جيداً بالإضافة إلى العنب و الثمار الأخرى .
ويتحدث العم ميخائيل عبوش لموقع "عنكاوا كوم" عن أستعمالات الماء، قائلاً " يستعمل ماء الورد في الكنيسة كعطر وكذلك لرشه على العروسين في أول يوم لزواجهم داخل الكنيسة كما يدخل في عجين الكليجة وأمور أخرى " .
واضاف ان " صناعة ماء الورد في كرمليس تعتبر بدائية بالادوات القديمة المستخدمة، حيث يتم تقطير الماء في أوعية مخصصة للورد الذي يقطع ويوضع بها ومن ثم يضاف إليه الماء وتجرى عملية التسخين ومن ثم التقطير ليستخرج الماء الذي به الرائحة الزكية".
ويستمر الفلاح الكرمليسي بصناعة ماء الورد لكن ليس كما بالماضي حيث كانت تنتج البلدة عشرات الآلاف من قوارير ماء الورد أما اليوم بسبب قلة الأيدي العاملة قل الإنتاج وكذلك هجرة الفلاح لبستانه ولجوءه إلى العمل في أمور أخرى ليتمكن من اعالة عائلته .


نقلا عن عنكاوا . كوم