الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: انجيل للقديس لوقا الانجيلي /1 الجمعة 25 مارس 2011 - 1:16
وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة، إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال: «إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». فداخَلَها لِهذا الكَلامِ اضطرابٌ شَديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام. فقالَ لها الـمَلاك: «لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟» فأَجابَها الـمَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها. الاية//26..38 الاحتفال ببشارة الربّ تعليق على الإنجيل القدّيسة كاترينا السيانيّة (1347 - 1380)، راهبة دومينيكيّة وملفان الكنيسة وشفيعة أوروبا صلاة 25 آذار 1379
"لأنّ القديرَ صنعَ لي العظائم" (لو1: 49)
يا مريم، يا هيكل الثالوث، وموقد النار الإلهيّة، وأمّ المراحم... "أنتِ الغصن الجديد من جذع يَسَّى" (أش11: 1) الذي أنبَتَ الزهرة التي عطّرت العالم، الكلمة، ابن الله الوحيد. وفي أحشائكِ، أيّتها الأرض الخصبة، قد زُرعَتْ الكلمة (متى13: 3). لقد أخفَيتِ النار في رماد إنسانيّتِنا. يا إبريقَ التواضع حيث يشتعلُ نورُ الحكمة الحقيقيّة... بنارِ حبِّكِ وشعلةِ تواضعِكِ، جذَبتِ إليكِ وإلينا الآب الأزلي.
يا مريم، بفضل هذا النور لم تكوني يومًا كالعذارى الجاهلات (متى25: 1)، لكنّكِ كنتِ ممتلئة بفضيلة الحذر. لذا، أردْتِ أن تعرفي كيف يمكن أن يتمَّ ما بشّرَكِ به الملاك. وكنتِ تعرفين أنّه "ما من مستحيل لدى الربّ"؛ ولم يكن لديكِ أيّ شكّ في ذلك. وإلاّ لما قلتِ: "لكنني لم أعرف رجلاً".
لم تفتقدي قطّ إلى الإيمان، لكنّ تواضعَكِ العميق هو الذي حثَّكِ على قول ذلك. أنتِ لم تشكّي في قدرة الربّ، لكنّكِ اعتبرْتِ نفسَكِ غير جديرة بهذا العمل العظيم. وإن ارتجَفْتِ حين سمعْتِ كلام الملاك، فلم يكن ذلك بسبب الخوف. وعلى ضوء الله، يبدو لي إنّك فعلْتِ ذلك من كثرة إعجابِكِ به. وبماذا كنتِ مُعجَبة يا مريم، سوى بعظمة طيبة الله؟ وحين نظرْتِ إلى ذاتِكِ، اعتبَرْتِ أنّكِ غير أهلة لهذه النعمة وبقيتِ مذهولة. وسؤالك هو برهان على تواضعِكِ. أنتِ لم تمتلئي خوفًا، وإنّما إعجابًا فقط أمام عظمة طيبة الله، مقارنةً مع صغرِكِ ووضاعتِكِ (لو1: 48).