المصلحة الوطنية هي المقياس بين أحزاب اليمين واليسار في دول العالم المُتحضّر : سالم أيليا
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: المصلحة الوطنية هي المقياس بين أحزاب اليمين واليسار في دول العالم المُتحضّر : سالم أيليا الأربعاء 6 أبريل 2011 - 3:56
المصلحة الوطنية هي المقياس بين أحزاب اليمين واليسار في دول العالم المُتحضّر
بقلم : سالم إيليا
سالم ايليا
من خلال إنتمائي الطوعي/ القسري ولمدة تقارب الخمسة عشر عاماً !! الى المجتمع الجديد الذي أعيشُ فيه في المهجرِ وإندماجي البديهي ومتابعتي لفعالياتهِ وإيقاع الحياة فيه ومواكبة برامج أحزابه السياسية المتنافسة على تسيّدِ مقاليدِ الحكمِ لتنفيذِ أجندتها التي تؤمن و ( تناضل ) من أجلِها، وجدتُ بأنّ الفرق بين كل تلك الأحزاب كالفرقِ بين الشخص وظلـّه !!! وخاصة في مجالِ السياسةِ الخارجيةِ ونظرتها الى مقدارِ ما قد تعود عليهِ تلك السياسة من مصلحةٍ إستراتجيةٍ وإقتصاديةٍ بالدرجةِ الأولى على بلدانِها، أما في مجالِ السياسةِ الداخليةِ فيكون الفرق هو مقدار ما تقدمهُ تلك الأحزاب في المجالاتِ الإقتصاديةِ لشعوبها، فالفرق بين حزب أقصى اليمين والذي غالباً ما يسمى بحزب " المحافظين " عن حزب أقصى اليسار هو طريقة إدارة دفـّة الحُكم إقتصادياً في مجالِ زيادةِ أو نقصانِ ضريبة الدخل ومُجمل الضرائب الأخرى وإبقاء التأمين الصحي من عدمهِ وزيادة الوسائل والمرافق الخدمية الأخرى كماً ونوعاً أو تقليصها وتوفير فرص العمل من عدمها وبنسب مئوية متباينة، وبالنتيجة فإنّ تلك الأجندات تصبّ بالدرجةِ الأساسِ في مصلحةِ شعوبها وبلدانها. لقد وجدتُ نفسي وبشكلٍ لا إرادي في موضعِ المقارنةِ بين ما آلت اليهِ بلدان العالم الثالث وخاصة في منطقة الشرقِ الأوسطِ من تدهورٍ وضياعٍ نتيجة تبني الأحزاب وقياداتها الحاكمة التي سيطرت على مقاليد الحكم وفرضت شرعيتها الثورية وذلك بتبنيها لشعارات وأهداف لا تمت بصلة لمجتمعاتها و ( ناضلت ) وكافحت بل وقدمت طوابير من الضحايا من خيرة أبناءِ وطنِها للدفاعِ عن تلك الشعارات حتى وصلَ الأمر الى تبني أجنداتٍ كانت تملا عليها من الخارجِ فوجدت نفسها وقد غلبت عليها المصلحة الشخصية الضيقة للإستمرار في إرضاء مَنْ تسيّدها على مصالحِ شعوبِها المستكينة تحت وطأة القهر والظُلم والقوانين التعسفية فإستبدّت بحُكمها لمواطنيها أكثر في قناعةٍ منها بأنّها الطريقة المُثلى لكبحِ جماحِ غضبِهم وسخطِهم ومستخفـّة ومستهزئة بِما قد تؤول اليه الأحداث وضاربة بعرضِ الحائطِ قانون الطبيعة الذي لا يرحم من أنّ " كلّ شئ يزيد عن حدّه ينقلب ضدّه " ، وفي ليلةٍ وضُحاها تغيّر كلّ شئ، فأصبح القائد المُستبد الظالم يستجير ويتوسل وأصبح الشعب المظلوم هو السيد المُطلق والمُطاع الذي يَفرض الشروط ويُستجاب لهُ، عندها أيقنتْ تلك القيادات المُستبدة وأحزابها والتي إكتسبت شرعيتها من ثوريتها من أنّ من كانت تأتمر بأمرهم من خارجِ الوطنِ إنقلبوا ضدّها تماشياً مع مصالح بلدانهم، فحاولت تلك القيادات العودة كالإبن الضال الى أحضان شعوبها ولكن بعد فوات الآوان .
المصلحة الوطنية هي المقياس بين أحزاب اليمين واليسار في دول العالم المُتحضّر : سالم أيليا