الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 320تاريخ التسجيل : 03/02/2010الابراج :
موضوع: مدافعون عن الحيوان... قاتلون للانسان الإثنين 22 فبراير 2010 - 13:48
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مدافعون عن الحيوان... قاتلون للانسان
شبكة البصرة
زياد المنجد
خبر نشرته احدى الصحف اثار انتباهي واستهجاني، لتصرف دعاة الحضارة والانسانية حيال قضية تعتبر بنظري – مع الاعتذار لجمعيات الرفق بالحيوان- تافهة ولا تستحق الاهتمام.
الخبر يقول ان محكمة استرالية اصدرت حكما قضائيا، ضد فضائية بريطانية قدمت برنامجا تلفزيونيا تم فيه طهي فأر بعد قتله بوحشية امام اعين المشاهدين.
هذا التصرف المتوحش من قبل القناة الفضائية ومقدمي البرنامج التلفزيوني، اثار نوعا من الاشمئزاز في العالم المتحضر، ودعا المدافعين عن حقوق الحيوان لتحريك الدعوى ضد القناة التي وقعت فيها المجزرة الرهيبة، وانعقدت محكمة استرالية بكامل قضاتها للنظر في هذه الجريمة الوحشية.
هذا الاحساس المرهف تجاه القتل من قبل العالم المتحضر، لانجده حاضرا حيال الجرائم الانسانية التي ترتكب بحق البشرية، الا عندما يراد استغلال هذه الوقائع كذريعة للتدخل بالشأن الداخلي لدولة ما، في حين يتم التغاضي عن هذه الجرائم اذا كان مرتكبوها ينفذون مصالح هذا العالم (المتحضر).
وضمن هذا المنظورالا يحق لنا ان نتساءل، اين كان المدافعون عن حقوق الانسان الاستراليين (الذين ازعجهم منظر قتل الفأر)، عندما قرر جون هوارد رئيس وزراء استراليا السابق المشاركة في جريمة غزو العراق خارج الشرعية الدولية، واين كان قضاة المحكمة العتيدة، عندما بدأ الجنود الاستراليون المشاركون فيما يسمى بالتحالف الدولي لتحرير العراق بقتل العراقيين الابرياء، الم يسمع هؤلاء اصحاب الحس المرهف بجرائم جنودهم؟، واين كانت انسانيتهم المرهفة التي اقامت الدنيا ولم تقعدها لقتل فأر امام انظار المشاهدين، عندما عرضت قنوات التلفزة العالمية جرائم قوات الاحتلال بحق العراقيين.
اين كانت انسانيتهم، ومنظر الصواريخ والقاذفات تدك بغداد والمدن العراقية الاخرى، وتهدم البيوت على رؤوس سكانها، وتدمر البنى التحتيه لبلد عضو ومؤسس للامم المتحدة.
اين كانت انسانيتهم، والكيان الصهيوني يمارس القتل العشوائي بحق اشقائنا الفلسطينيين، واجساد الاطفال في غزة تشوى بالفوسفور الابيض امام عدسات المصورين، ام ان هذه الامور لاتساوي شيئا، لاننا وكما يصورنا الاعلامي المعادي ارهابيون لانستحق الحياة، فيما تدمع عيونهم لمشاهدة حيوان مسكين مسالم يذبح امام الكاميرات.
هذا الشعور الانساني المرهف الذي يظهره الغرب تجاه مايتعرض له بعض الحيوانات من سوء المعاملة في بعض الاحيان، يختفي عندما تكون الجرائم المرتكبة بحق العرب والمسلمين مهما كانت تلك الجرائم فظيعة ومروعة، والسبب اننا لانجيد الدفاع عن حقوقنا، وتطفو في واقعنا المصالح الشخصية على المصالح الوطنية والقومية.
واذا كانت المحاكم في العالم تملك مثل هذه الصلاحية لمحاكمة المجرمين، فلماذا لاتقم محاكمنا بمقاضاة المجرمين الذين يقتلون شعبنا، ويحتلون بلادنا دون وجه حق.
اين رجال القانون العرب، واين اتحاد المحامين العرب، ولماذا لايضطلع بمهامه للدفاع عن حقوق الامة العربية؟.
اسئلة قد لا اجد اجابة عليها طالما اصبحنا امما لا امة واحدة، وطالما طغت مصالحنا الشخصية على مصالح الامة.