مسيحيون: نغادر العراق بحزن كما هاجر النبي لوط من بلدة سدوم
كاتب الموضوع
رسالة
بسيم ماموكا عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 582مزاجي : تاريخ التسجيل : 06/04/2010الابراج :
موضوع: مسيحيون: نغادر العراق بحزن كما هاجر النبي لوط من بلدة سدوم الخميس 12 مايو 2011 - 15:59
مسيحيون: نغادر العراق بحزن كما هاجر النبي لوط من بلدة سدوم
بغداد/ ا. ف. ب بقي بسام انيس لفترة طويلة متفائلا، لكن الهجمات المستمرة ضد الطائفة المسيحية التي ينتمي اليها، اقنعته بان وطنه العراق لم يعد يقدم له العزاء، لذا قرر الهرب في 30 نيسان الماضي. ويقول بسام "25 عاما"، وهو مدرس لمادة علوم الحياة، لوكالة "فرانس برس"، قبل مغادرته احد المطاعم "في السابق كنت متفائلا جدا"، لكن "منذ الهجوم الدامي بدأت ادرك أنه ليس هناك أمل في هذا البلد بعد الآن، وادركت ان الرحيل هو الحل الوحيد". ويشير بسام الى مقتل 44 مصليا معظمهم من النساء والاطفال ورجلي دين، في الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد، الذي وقع خلال قداس في 31 تشرين الاول، وتبناه فرع تنظيم القاعدة "دولة العراق الاسلامية". ويعد هذه الهجوم الاكثر دموية ضد الطائفة المسيحية في العراق منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003، وقد دفع بعدد لا يحصى من المسيحيين إلى الفرار من البلاد منذ وقوعه. وكان الهجوم الدامي الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في الكرادة، قريبا جدا على منزل بسام السرياني الأرثوذكسي، وقتلت فيه احدى صديقاته وتدعى رغد. ويضيف بسام "لم اتخيل مطلقا انني ساغادر العراق، لانه لا يمكنني ان اتصور انني سابدأ حياتي من جديد"، مؤكدا انه "لأمر فظيع التفكير بهذه الصورة، ولكني ادركت ان الرحيل هو الحل الوحيد". ويقتبس بسام أحاديث من الكتاب المقدس، تذكر نبي الله لوط الذي فر من سدوم على مضض مع عائلته، بعدما امره الله بذلك في الوقت الذي دمرت فيه المدينة. وبعد ثماني سنوات على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، للإطاحة بنظام صدام، لا يزال العنف مرتفعا في العراق على الرغم من تراجعه في 2006 و2007. ولا تزال الحكومة العراقية تصر على ان قواتها قادرة على الحفاظ على الأمن، وتؤكد ان الوضع قد تحسن واعمال العنف تراجعت. لكن على الرغم من هذه التأكيدات، يواصل الاف العراقيين الفرار من البلاد كل شهر للبحث عن حياة أفضل، وفقا لارقام الامم المتحدة. ولا يزال بسام يعاني الصدمة اثر مذبحة الكنيسة. وتمكن مسلحون من احتجاز رهائن 6 ساعات داخل الكنيسة، بينما كان واقفا بالخارج بفارغ الصبر جنبا إلى جنب مع زميله الذي كان يتلقى اخر الاحداث على الهاتف، عن عمه الذي كان محاصرا في الداخل. ويحاول بسام بصعوبة حبس دموعه، عندما يتذكر صديقته رغد، لا لانها تزوجت قبل 40 يوما من صديق طفولته اياد، بل لانها كانت حاملا عندما رمى احد المسلحين قنبلة يدوية ادت الى مصرعها. ويوضح "بعد هذا الهجوم... اصبحت حياتي سوداء. لم اعد احتفل بالمناسبات الدينية، ولا اشارك باحتفالات اصدقائي من المسلمين". ويشير بسام الى انه يحلم دوما برغد، ويذكر أنه رآها في احد احلامه وهي تشعر ان زوجها وعائلته الذين فروا الى عمان في اعقاب الهجوم هجراها. ويتابع "لذا اشعل شمعة لها في الكنيسة حتى تحترق كليا". وبعد صراع محتدم قرر بسام أخيرا مغادرة العراق، متجاهلا أصوات الزعماء المسيحيين الذين حضوا اتباعهم على البقاء، تجنبا "لتنفيذ ما يريده الارهابيين". ويعبر بسام بالقول "نحن لسنا في حاجة لأحد ليقول لنا ما يجب القيام به". ويواصل ساخرا من المسيحيين الذين ازالوا الصلبان من مرايا الرؤية الخلفية سياراتهم، متخلين عن عقديتهم لتجنب التعرف على ديانتهم، شاعرا بالذنب للقيام بذلك في محاولة لتوضيح الحياة في العراق، ليقول "نحن اهداف! لا يمكن تجاهل هذا الامر". وأثار الهجوم 31 تشرين الاول غضبا في أوساط المجتمع الدولي والقادة السياسيين العراقيين، الذين اكدوا بشدة ضرورية حماية الأقلية المسيحية التاريخية. لكن منذ ذلك الحين استهدفت الطائفة بعدة هجمات في بغداد وأماكن أخرى، ووقع معظمهما في الليل. ويصف بسام أوضاع طائفته بالقول "اصبحنا حتى لا نستطيع النوم، ولا يمكننا القول اننا بامان". وفي مؤشر على تزايد انعدام ثقته حتى بابناء وطنه، لم يكشف عن خططه للفرار مع والدته لجيرانه، بعد أن عمل على هذه الخطة عدة اشهر. وكان بسام خطط في البداية لمغادرة البلاد في التاسع من نيسان، في خطوة رمزية تتصادف مع تاريخ سقوط نظام صدام، لكن تم تأجيل ذلك لتاخر بيع منزله وسيارته. ويختم بسام بالقول "لقد كان يوما كارثيا بالنسبة للعراق... ليس لأن حياتنا كانت افضل في السابق، بل لانها اصبحت أسوأ بكثير بعد ذلك". غادر بسام إلى الأردن، في 30 نيسان، بعد أن قطع تذكرة ذهاب فقط، وباتجاه واحد!
مسيحيون: نغادر العراق بحزن كما هاجر النبي لوط من بلدة سدوم