| | على طريق الحقيقة ( في الصوم والزهد ) ... | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ناجي عقراوي عضو جديد
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 07/02/2010 الابراج :
| موضوع: على طريق الحقيقة ( في الصوم والزهد ) ... الأحد 28 فبراير 2010 - 11:48 | |
| الصوم انقطاع عن الطعام وكواجب تعبد للإله موجود في العديد من المعتقدات حتى أنه غدا بمجرد ممارسته أو عدمها وسيلة للحكم على تدين الشخص أو عدمه!.. وبهذا التعاطي أصبح موضوع الصوم مبتذلاً بعض الشيء إما بالتفاخر به باعتباره رمزاً للتدين والالتزام بالواجبات الدينية, أو بأنه مظهر من مظاهر التخلف التي يعيّر بها غير الملتزمين دينياً الأشخاص الآخرين المختلفين معهم!!؟
وفي كلتا الحالتين فَقَدَ موضوع ممارسة الصوم والزهد شموليته المتعلقة بكونه طريقة وأسلوب عيش لكل راغبٍ بالحقيقة و باحثٍ عنها, وذلك على اختلاف انتمائه لمعتقدٍ ما أو عدم انتمائه, فمن يطلب الحقيقة في حياته والمبالي بالإجابة عن معضلات هذه الحياة وغايتها لا بدّ له من بذل جهدٍ وتضحية, فحب الحقيقة يستدعي يقظة وتنبه لأن العالم يحمل الكثير من الوهم والخداع. فالسير على درب الحقيقة يحتاج إرادةً صادقة وقوية تتخطى ما في العالم من فشل وضلال. ومن أجل إرادة مبتغية الحق, لا بدّ من تدريب هذه الإرادة في محاولة للسيطرة على النفس لتستطيع تمييز الحق واتباعه, الأمر الذي يتطلب أسلوب حياة يدخل بالتفاصيل اليومية وبما يمكن عمله لمزيد من القوة للنفس. وهنا تبرز مدرسة الزهد والصوم بروحها الأصيلة (وليس بما هو سائد عنها) وما فيها من أعمال تهيأ النفس لاكتشاف الحقيقة والسمو في الحب. حيث تعتمد هذه المدرسة على اعتياد القيام ببعض الأعمال اليومية البسيطة التي تجعلنا أسياد أنفسنا, (كأن نقدم ساعة النهوض من النوم لربع ساعة عن المألوف أو أن نمدد عملاً نرغب بتركه وقتاً إضافياً, وبالاكتفاء في بعض الأوقات بالجلوس على كرسي عادي ونحن نستطيع الجلوس على كرسي مريح أكثر, أو بأن نفرض على أنفسنا بأوقات نختارها الامتناع عن نوع محبب من الطعام أو الشراب). وهي أعمالٌ رغم بساطتها تجعلنا أقوى عند المحن وأكثر فهماً لصعوبة الحياة "اصنع كل يومين شيئاً لا لسبب إلا لإيثارك الامتناع عن عمله, بحيث إنك إذا فوجئت بساعة الضيق الرهيبة ,لا تجدك هذه الساعة خلواً من القوة." (وليم جايمس)
ذلك أن إرادة الإنسان رغم وجود الحب للحقيقة ليست بمناعة عن التعرض للضعف والتردد والفشل لما في الحياة من مطبّات, وتكمن القوة دائماً في النهوض المتكرر من كل أنواع الأخطاء والفشل والاستمرار في طريق الحق وهي قوة يمكن اكتسابها من خلال أعمال الزهد والصوم بما فيها من تضحية. فالعيش في قلب النور والحق له تضحياته, ولابد من الاستعداد الدائم بكل ما نملك من قوة وما نستطيع أن نكتسب منها لنصل إلى حقيقة وجودنا مستعملين بذلك كل معرفتنا و إدراكنا و إرادتنا. وعلى هذا كله فليس الصوم مجرد انقطاع عن الطعام لفترة تُفرض علينا أو فدية نعوض بها عن أخطائنا بل هو حاجة لنفوسنا علينا أن نختارها ونحددها بما يناسب نمونا بالحقيقة, وما يعوّض عن النقص والتشوه الذي يمكن أن يصيب إرادتنا, فيغدو الصوم بمعناه الأشمل وسيلة لجعلنا أقوى, وللتخلص من كل ما من شأنه أن يحجب النور ويجرح الحب | |
| | | حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916 مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010 الابراج :
| موضوع: رد: على طريق الحقيقة ( في الصوم والزهد ) ... الإثنين 22 مارس 2010 - 21:55 | |
| الأخ العزيز * ناجي عرقـــواري * موضوع ـ الصــــوم ـ موضوع متميـــز تشكرون عليــــه ! ولكن ملذات هذه الحياة الفانية ! وإغراءاتها تمنع الكثيرين ، مع الأسف عن الإنقاع عن الطعام الشهي والدهين ! ويوجد الكثيرين يتقاعسون حتى من صلاة بسيطة قبل البدء بتناول الطعام ! تحياتنا الأخويـــــــــة ... | |
| | | | على طريق الحقيقة ( في الصوم والزهد ) ... | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |