رساله مفتوحه الى البرلمان العراقي

رساله مفتوحه الى البرلمان العراقي


ججو متي موميكا كندا

رساله الى كل عراقي يحمل مسؤولية في العراق ويتحسس آلام العراقيين ومعاناتهم.
رساله الى كل من يحمل ضميرا انسانيا ويدافع عن حقوق العراقيين.
رساله من ملايين العراقيين في بلدان المهجر الى من بيده زمام السلطه ويشارك في العمليه السياسيه واختار هذا الطريق الشائك والمخجل .
رساله من عراقييّ المهجر ومن اللاجئين والمهجرين في كافة ارجاء المعموره.
رساله من الذين افنوا زهرة شبابهم بعد ان انهكتهم الامراض المزمنه وتحملوا شظف العيش ومرارة وضنك العمل سنين طوال وهم يتصببون عرقا من اجل شعبهم وادوا خجمات ناصعه ومستقيمه وخاليه من اية شوائب .
رساله مفتوحه من المتقاعدين اطباءا ومهندسين ومعلمين وعمال وموظفين وسائر الشرائح الاخرى والتي خدمت بتفان واخلاص وبساله وصدق ... بعد ان تركوا السلة والعنب وكل ارثهم وبيوتهم وآثاثها لينجون بارواحهم هم وعوائلهم واطفالهم جراء احتلال ارضهم واغتصاب املاكهم رحلوا مرغمين طلبا لنسائم الحريه ومستقبل ابنائهم التي اغلقت في وجوههم كل الابواب ولم يبق لهم سبيلا الا الهروب بحثا عن الحريه بعد ان صبغها المحتلون بالدم.
الى كل هؤلاء اوجّه رسالتي هذه ( مفتوحه ) بأسم كل المتقاعدين والمحرومين من حقوقهم وخدماتهم في بلد يطفو على بحيرة من النفط والثروات الطبيعيه الاخرى والتي استباحتها ايادي دخيله واجنبيه شريره ...هذا نداء من قلوب حزينه تقيّحت جراحاتها فهل من سامع او مجيب لمناقشة هذا الملف المهم والحيوي ؟؟؟
نضعه امام البرلمان ومسؤولي الحكومه ...!!!
يا اعضاء مجلس النواب ويا اسامه النجيفي ونوابه
ويا سياسييّ ووزراء الحكومه
يامجلس الرئاسه ووزير الماليه ومدير التقاعد العام وكل من بيده القرار.
هذا نداء موجه اليكم دون استثناء ....!!!
هل فكرتم بشريحة المتقاعدين الذين فاق عددهم المليون موظف ترك وظيفته ومستحقاته واملاكه وراتبه التقاعدي ؟ وهرب لينجو بجلده بسبب احداث العراق منذ 2003 ولحد هذا اليوم ؟
هل فكرتم بهذه القوافل من العجزه والشيوخ والمسنين ... منهم من فقد بصره وسمعه وهزل جسمه نتيجة العوز والحرمان بفقدانه كل شيء الا من رحمة الله فهل من مغيث او مسعف لهذا الجمع الهائل من المظلومين ؟ الامراض اكلت اجسادهم حتى غدا اعداد كبيره منهم معوقا او نصف مشلول او اصيب بداء النقرس بسبب قساوة الظروف وتباين المناخات وشحة المصروف حتى اجبروا على الرحيل او الركض نحو السراب والاحلام التي تتحدثون عنها بان الهجرة سعاده واستقرار ...
غالبية المتقاعدين تعوّقوا واصيبوا بعاهات بسبب الظروف التي مرواّ بها...فمن لم يغادر وطنه طوعا جراء الظروف الاستثنائه فقد أرغم عليها مجبرا . لماذا ضاعت اتعاب كل هؤلاء الموظفين والعمال بعد ان كانوا اعمدة هذا الوطن وعلى اكتافهم تاسست دولة العراق ليكون جزاءهم الاهمال والنسيان والاقصاء يعد ان دفعوا ضريبة الوطن بكل ما ملكت ايديهم ...هذه الشريحه قادت البلد منذ الخمسينات وحتى احتلال بلدنا ...من يعوض هذه الشريحه الكبيره ومن يفكر في مستقبلها واين اتعابهم وخدماتهم طوال عقود من الخدمه التي تجاوزت عند البعض اكثر من ثلاثين عاما منكبا على مكتبه يخدم شعبه وابناء وطنه...
طبيب في مستشفاه وعيادته ؟ استاذ في جامعته ومدرس ومعلم في مدرسته شمعة تحترق لتنير دروب الاجيال... وموظف وكاتب في دائرته وعامل في ورشته وعسكري في ثكنته ومعمله يخدم وطنه اين مستحقاتهم وهل يكافأون بهذه الصوره ؟ ...فهل جزاء تلكم الخدمات ان يخرجوا بخفي حنين صفر اليدين ؟ وهل هذا جزاء ما قدموه من خدمات لوطنهم بعد ان عمّروا وبنوا وبلطوا وحفروا الترع والانهار وسقوا النبت وحموا حياض الوطن مصيرهم التشرد والضياع في ارض الشتات بعد ان جردوا من كل الحقوق هل من الانصاف اهمال هذه الشريعه الواسعه ؟
ايها البرلمانيون!!!
هل فكرتم بالاف المتقاعدين المتعبين بعد ان امتصت متاعب الحياة اجسادهم وفتكت الامراض بهم وهم عاجزون حتى عن معالجة انفسهم من ينقذهم ويعطي حقوقهم وغالبيتهم عاجزون عن مقاومة ظروف الحياة الصعبه بعد ان اصابهم القنوط وقطع الرجا وهم يمشون على ثلاثة ارجل ويتنقلون بعربات المعوقين وغالبيتهم مصاب بامراض الفقرات والسكري والكولسترول وضغط الدم وامراض الصدر والتهاب المسالك البوليه وامراض مزمنه عصية الشفاء.
فما الضير لو نظر المسؤولون الى اوضاع المتقاعدين وناقشوا قضيتهم تحت قبة البرلمان لصرف رواتب المتقاعدين ومستحقاتهم منذ تركهم وطنهم فهل هذا سيثقل كاهل خزينة الدوله وهو حق مشروع ؟
نسأل رئيس البرلمان واعضاءه ال 325 ونسأل رئيس الحكومه ورئيس الجمهوريه ومن بيده القرار ...
هل فكرتم بهذا الجمع الهائل من المتقاعدين ماذا يأكلون وماذا ينفقون بعد ان لجأوا الى البلدان التي آوتهم واحتضنتهم بدوافع انسانيه و تحت حماية الامم المتحده والصليب الاحمر والمنظمات الانسانيه الاخرى ... وما يحصلون عليه في حياتهم ما هو الا نزر يسير لايسد رمقهم قوت لايموت رزقهم في السماء وما يوعدون هذه الشريحه التي يعاني غالبيتها العوز والحاجه والدعم لهم ولعوائلهم اضحوا فريسة الغربه والمعاناة والقهر والضيم وفراق الوطن .
ويقينا لانبالغ لو قلنا بان 80% منهم يعيش على المساعدات في الدول المضيفه والبقيه الباقيه 20% من المتقاعدين المحرومين من حقوقهم جاءوا ملتحقين بأبنائهم وعوائلهم تحت عناوين ( جمع شمل العائله ) اي كفالة ذويهم فلا يحق لهم حسب قوانين البلدان المضيفه الحصول على الاعانات بل يزيدوا من متاعب ابنائهم ويرهقون كواهلهم بسبب شحّة الاعمال وقلة الرواتب وتكاليف الحياة الباهضه وارتفاع بدلات الايجار وغيرها من النفقات ولا خيار لهم الا اللحاق بأبنائهم وذويهم وهذا اضعف الايمان .
سيادة رئيس البرلمان اسامه النجيفي ...
هل اعادة حقوق المتقاعدين من الذمم هو منّة من أحد ام استحقاقهم
اضع بين يديك هذه الشكوى عسى ان تحظى بعناية البرلمان والتفاتته ليناقشها مع اصحاب الضمائر ومع كل من يتحسس آلام العراقيين في هذه الظروف ... لماذا لايتم طرح هكذا مشكله حيويه وحساسه وتهم شريحه كبيره من المرضى والعجزه والشيوخ وكبار السن من المتقاعدين في الوقت الذي تتراكم عليكم قضايا ومشاكل اقل اهمية من شريحة المتقاعدين ... تناقش مرات عديده ولم يتطرق مجلسكم الى هذه القضيه الحيويه والحساسه والتي تهم غالبية المتقاعدين وهم يطالبون بجزء من حقوقهم منذ 2003 ولحد هذا اليوم لم يستلم غالبيتهم دينارا واحدا بعد ان خدم دائرته ومدرسته ومعمله ومكتبه وعيادته سنين عجاف اكلت حرارة تموز وشتاء كانون اجزاءا من جسده فخرج اما معاقا او مصابا بمرض مزمن جراء خدمته .
لماذا تغضون الطرف عن هذه المشكله التي تؤرق مئات الالوف من المظلومين وهم يطالبون باستحقاقهم منذ تبوأهم الوظيفه واستلامهم اول مرتب كانو يدفعون توقيفات تقاعديه تخصم من رواتبهم فأين ذهب هذا الحق ومن يتحمل وزره وفي اية سلّه سقك ومن جنى ثمار تلك الاتعاب وهم اليوم بأمس الحاجه لرد حقوقهم المغتصبه فبأي لسان يتحدث المتقاعدون معكم ...هل العراق عاجز عن دفع هذه المستحقات ونحن نشاهم اموال عراقنا تحرق وتنهب وتسرق علنا بعد ان صنف العراق بالمراتب الاولى في الفساد وسرقة المال العام والرشوه وتزوير الشهادات وتخصيص رواتب لمن لايستحقها .
ماالضير لو اقتطعتم بعضا من اوقات مناقشاتكم للمناصب الوزاريه والقوانين التي تشغلون بها برلمانكم وتنسون آهات الناس ومشاكلهم
وبعد جهد جهيد تفسرون الماء بالماء وتعودون من حيث بدأتم دون ان تضعوا حلولا لمشاكل العراقيين ...وليكن الله في عون عبده مادام العبد في عون اخيه الانسان .