أصيل طبرة.. صفقة تجارية، أم رياضية ؟
(صوت العراق) - 06-07-2011
فالح حسون الدراجي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نشرت
الوكالة الأخبارية للأنباء قبل أيام خبراً يفيد بأن أمراً قد صدر من وزارة
الداخلية بحل الهيئة الإدارية لنادي الشرطة الرياضي، وتشكيل هيئة مؤقتة
أخرى تقوم بإدارة شؤون النادي برئاسة أصيل طبرة.. وللحق فإني لم أصدِّق
الخبر - مع ثقتي الكبيرة بهذه الوكالة وبمصداقيتها - حتى إتصلت بمن يعنيهم
الأمر فأكدوا لي صحة الخبر .. وربما يسألني البعض عن الأسباب التي دفعتني
الى عدم تصديق الخبر في باديء الأمر. مع أن ثمة أموراً أكثر غرابة، وأشد
دهشة، قد وقعت في العراق خلال السنوات الأخيرة ولم أشك في وقوعها.. وجوابي
على هذا التساؤل المفترض، أن وزارة الداخلية بلا وزير منذ إستقالة الحكومة
العراقية السابقة، وخروج السيد جواد البولاني من الوزارة، فمن ياترى وقع
كتاب الحل .. ووقع على أمر التشكيل الجديد؟ ربما سيقول البعض بأن دولة رئيس
الوزراء نوري المالكي هو المشرف على الوزارات الأمنية بما فيبها وزارة
الداخلية.. وهذا يعني - إفتراضاً - أن دولته وقع بيده هذا الكتاب.. وهذا
أمر غير قابل للتصديق.. إذ ان المالكي - أعانه الله - مشغول من رأسه حتى
أخمص قدميه بشؤون الدولة ( وطلايبها )، ولا يعقل أن يترك هذه المسؤولية
الوطنية الخطيرة ليتفرغ لنادي الشرطة .. فالرجل مبتلى بقضايا إنسحاب القوات
الأمريكية من العراق، ومجلس سياسات علاوي الستراتيجية وتصريحات النجيفي
الإنفصالية .. وتخريفات بعض النواب حول مذبحة عرس الدجيل، وغيرها من
البلاوي .. ولكي لا أكون منحازاً للمالكي، فإني أقول: ربما يكون هناك شخص
قريب من المالكي وظيفياً، أو حزبياً، أو إستشارياً قد نقل للرجل صورة
مغايرة للموضوع، فحصل على موافقته بحل الهيئة الإدارية لنادي الشرطة،
وتعيين أصيل طبرة رئيساً للجنة المشرفة على النادي، وهو نفس الألتباس الذي
حصل في قضية إستقبال المالكي لناجح حمود بعد فوزه بالإنتخابات المطعون
فيها. لأني لا أصدق قط، بأن دولة رئيس الوزراء - وهو المسؤول الأول عن
حماية الديمقراطية في العراق - ينتهك قواعد الديمقراطية، فيسقط بقرار حكومي
رئيس نادي الشرطة المنتخب من قبل 300 عضواً رياضياً في نادي الشرطة، وهو
أيضاً حارس مرمى فريق النادي لعشرين عاماً، وكابتن منتخب العراق لعشر
سنوات، ورئيس اللجنة الأولمبية العراقية.. واللاعب الأكثر شعبية في العراق،
والشخص الذي تجتمع حوله كل الطوائف والألوان العراقية.. ويأتي بشخص لم
يلعب يوماً الكرة، ولم يكن يوماً عضواً في نادي الشرطة، ولا حتى عضواً في
نادي ( عفچ ).. على الرغم من ان السيد أصيل طبرة كان نائباً لعدي في رئاسة
اللجنة الأولمبية حتى سقوط النظام الصدامي؟ ولعل الأمر الذي أثار إستغرابي،
أن ثمة من يقول بأن عائلة السيد أصيل طبرة قد قتلت يوم التاسع من نيسان
عام 2003 بغارة جوية من قبل قوات التحالف عندما كانت هذه العائلة تختفي في
أحدى المزارع .. وأن قرار تعيينه جاء بمثابة التعويض لما لحقه ولحق
عائلته.. وهنا لا أملك إلاَّ ان أترحم على ضحايا الرجل، وأقول : لماذا لا
تعوض أيضاً العوائل التي دفعت ثمناً أكبر، فصعد أولادها وبناتها على أعواد
المشانق الصدامية، ولماذا لاتعوض بالمثل كذلك العوائل التي أبيدت عن بكرة
أبيها في فواجع الدجيل، وحلبچة، ومدينة الصدر، وسوق الصدرية؟! ثم من قال ان
التعويض عن الضحايا يأتي على حساب ضحايا آخرين ..فهل يعقل مثلاً أن تقصف
الطائرات الأمريكية مزرعة ما، وتقتل عدداً من المواطنين فيها ..فيأتي أناس
أبرياء مثل الرياضيين باسم قاسم ويونس عبد علي وحسن بخيت وموفق حسين وعلي
الگيار، وعبد الزهرة جواد وغيرهم من أبطال نادي الشرطة فيدفعون ثمن هذا
القصف؟أنا والله لست ضد السيد أصيل طبرة، لكنني فقط ضد الخطأ. فالرجل
مليونير، وهو تاجر صفقات كبير ومن الممكن أن تعقد معه صفقة سجائر أو صفقة
عطور أو ملابس أو سيارات فيستفاد منه، ويستفيد الرجل أيضاً، أما قضية
الصفقات الرياضية فلا مكان لها بعد اليوم، إذ تكفينا صفقة ناجح حمود
الخاسرة، ويكفينا ما سيصيبنا منها من خسائر رياضية ووطنية فادحة