البيت الآرامي العراقي

أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Welcome2
أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Welcome2
أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Usuuus10
أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60486
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Empty
مُساهمةموضوع: أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4   أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Icon_minitime1الأربعاء 23 سبتمبر 2009 - 22:42

أوراق من حافظة الزمن

الحلقة الرابعة 4

بهنام سليمان متي

سان دييكو ـــ كاليفورنيـا

ولا يفوتني أن اذكر أن مدرسة البنين كانت المدرسة الوحيدة في القرية منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى 1918، ولم تكن هناك مدرسة للبنات، فكان على الأناث المكوث في البيت ومساعدة الاهل في اعمالهم اليومية، لذلك لم تكن تجد في القرية فتاة تجيد القراءة والكتابة، الى أن نهضت راهبات بنات مريم الكلدانيات مشكورات بفتح مدرسة أولية صغيرة ذات أربعة صفوف في منتصف الاربعينات من القرن الماضي ملحقة بديرهن، كانت هي نواة التعليم الأنثوي، فالتحقت بها بعض فتيات القرية واصلن دراستهن فيها حتى الصف الرابع الابتدائي، ثم توقفن عن الدراسة، إذ كان على اللواتي يرغبن في اكمال دراستهن الانتقال الى مدرسة البنين، لكن لم نجد واحدة منهن سلكت ذلك الطريق حتى بداية الخمسينات، حين واصلت بعضهن مشوارهن في مدرسة البنين، ومع تقدم الحياة وتطورها شعر الأهالي بضرورة سير ركاب تعلم البنات جنباً الى جنب مع البنين، فبدأت اعداد التلميذات في مدرسة الراهبات تزداد يوماً بعد يوم، وكان بعض الأولياء يرغبون في الحاق بناتهم في مدرستنا، لكني عندما توليت الأدارة، حرصت على إنجاح المدرسة الأهلية وابقائها تواصل رسالتها التربوية لأيماني أن المعلمات خير من يستطيع تهذيب الفتيات وتربيتهن تربية اجتماعية ودينية في هذه المرحلة من العمر. لذلك لم أكن اسمح بقبول أي فتاة في مدرستنا ضمن الصفوف الأولى الموجودة في مدرسة الراهبات، إذ لو فتحت ذلك الباب لأنتقلت كافة التلميذات الى مدرستنا، فخلت المدرسة الأهلية من تلميذاتها، لأن المدارس الرسمية كانت لها من المغريات والمميزات ما لم تكن تتمتع به المدارس الأهلية في القرى، وهكذا كانت التلميذات الراغبات بالأستمرار في الدراسة ينتقلن الى مدرستنا بعد الصف الرابع، وقد تخرجت اعداد لا بأس منهن واصلن تعليمهن المتوسط ثم الثانوي. الاّ أن مدرسة الراهبات مع نهاية الخمسينات توقفت عن مواصلة إداء مهمتها لنقص الكادر التعليمي فيها المعتمد على الراهبات فقط. فتمّ فتح مدرسة رسمية للبنات في القرية خلال العام الدراسي 1959- 1960، داومت بصورة مزدوجة مع مدرستنا، وانتقلت اليها أغلب تلميذات المدرسة الأهلية، وكان قوام المدرسة الجديدة ثلاث معلمات هن: أديبة جرجيس للأدارة، وجاكلين حنا ملكي، وجانيت يوسف فرنسو، وقد بذلتُ قصارى جهدي لمساعدتهن والأخذ بأياديهن لأنجاح مدرستهن، فهيأت لهن سجلات المدرسة، ونظمت جدول الدروس الأسبوعي، وسجلات حسابات الكتب والقرطاسية، ثم واصلن بعدئذ مسيرتهن بجدارة، وظلت المدرسة تداوم مع البنين بعد انتقالي من كرمليس، ثم انتقلت في الأعوام التالية الى بناية مستقلة فتوسعت اعدادها، وازدادت معلماتها، وتخرجت من هذه المدرسة الوليدة بعدئذ عشرات التلميذات.

في خمسينات القرن المنصرم كانت قرية كرمليس من القرى المتميزة بجمال طبيعتها، وبكروم العنب الكثيفة التي تمتد لمسافات بعيدة شرقها، بحيث كانت هذه الكروم بما يحيط بها من أشجار الفواكه الأخرى، وشتلات ورد الجنبد المحلي ذي الرائحة العطرة الزكية عبارة عن غابة خضراء تقي القرية رياح الصيف الشرقية الحارة، فتلطف مناخها، وتزيد من جمالها، وكانت قبلة للزائرين، ولا سيما بعض العوائل الموصلية التي كانت تملك الأملاك فيها، فتجد بين ربوعها صيفاً متنفساً لها من دورها الموصلية القديمة، ذات الأزقة الضيقة والبنايات المتلاصقة. ولا ننسى أن نذكر أن الطبيعة حبتها دون سائر القرى الأخرى المجاورة لها، بنعمة المياه الجارية، فبفضل تينك النبعين المباركين اللذين يجريان نحوها منذ الآف السنين من مسافة غير قصيرة، أخضر وجه الأرض فيها، وعلا نبتها، وكثرت ثمارها وخضارها، فكانت والحق يقال- ولا تزال - زهرة القرى، وعروس الأرياف.

ولقد شهدت القرية الوادعة الحالمة في نهاية الخمسينات احداثاً مهمة منها انهيار الحكم الملكي في العراق، وقيام النظام الجمهوري إثر ثورة 14 تموز 1958، التي قلبت الكثير من الموازين التي كانت قد ألفتها وازاء أي حالة جديدة مفاجئة، ركن الناس الى الهدوء والأستماع الى المذياع بعض الوقت حتى تبلورت الأمور، وأستقرت الأوضاع مجدداً، فواكب الناس الأحداث وما تبعها من انفراج في الحريات التي كانت مكبوتة لأمد طويل، وقد واصلتُ عملي في المدرسة في تلك الظروف الصعبة التي أعقبت ثورة تموز عند قيام المنظمات الجماهيرية والجمعيات الفلاحية والنقابات المهنية في القطر عموماً، والتي انتمى اليها العديد من المواطنين موظفين وأهليين أينما كانوا، لكن بمرور الوقت بدأت الصراعات تطفو على سطح قيادات تلك المنظمات، لأن الجماهير لم تكن بذلك القدر العالي من الشعور بمسؤولية الحرية المتاحة لها، زاد الأمور تعقيداً أن القيادات السياسية العليا في الجمهورية الوليدة كانت هي الأخرى منقسمة على نفسها، تشدّ أزر هذه الجهة يوماً ثم تنقلب عليها يوماً ثانياً، لتدعم الجهة الأخرى التي تنتشي بامكانية النيل من زميلتها، فأختّلت الموازين تبعاً لذلك، وأصاب أعضاء المؤسسات التعليمية الكثير من الضرر، وبات النقل الأداري وسيلة الأنتقام مِمَن لم يكن على هوى الذين تسنموا ادارة التربية في الموصل آنذاك، ورغم أن كافة المفتشين الذين زاروني في مدرسة كرمليس خلال سنوات عملي أجمعوا كلهم على الثناء على جهودي، والأشارة بقدراتي، وأن مدرستي واصلت سيرها نحو الأمام قدماً، الاّ أن لهيب تلك الفترة أصابني. وأبعدتُ عنها بعد أن غذيتها بعرق جبيني طوال تلك السنوات، وجعلتها نموذجاً يحتذى به، ولربما تألمت يومذاك على ذلك النقل الذي لم يكن على أساس عادل، لكن ربّ ضارة نافعة، فأبتعادي عن العمل في القرية تلك السنوات العجاف المرعبة من اوائل ستينات القرن العشرين، كان خيراً لي، لاسيما وأن القرية شهدت فاجعة أليمة راح ضحيتها رجال كرام اغتيلوا في ليلة ظلماء، هم المرحومون الشهداء (حبيب منصور كني) و(مجيد سليمان القس) مختار القرية آنذلك، والسيدة المسنة (شمي القس بطرس) زوجة المرحوم سلّو شابي، الى جانب الشهيد الشاب المرحوم (شاكر خضر النجار) الذي كان هو الآخر قد أغتيل غدراً في وقت سابق وهو يؤدي عمله كسائق لسيارته بين الموصل والقرية.

وفي مدينة دهوك التي ألقيت فيها عصا ترحالي، وأنزلت شراعي، إستعدت مكانتي، وواصلت عملي في ثانوية دهوك لتدريس الأجتماعيات واللغة العربية، ومن ثمّ عُهدت اليّ ادارة مدرسة ابتدائية كبيرة رعيتها مثلما رعيت مدرسة قريتي وبقيت فيها حتى احالة نفسي على التقاعد، وربما سأعود الى تلك الفترة الطويلة التي أمضيتها في دهوك المدينة العزيزة على قلبي، لأتحدث عنها في قابل الأيام إن أراد اللـه .

*****************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Usuuus10
أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60486
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4   أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 Icon_minitime1الثلاثاء 1 مارس 2011 - 21:46

أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4 15672215164163822179715
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أوراق من حافظة الزمن : بهنام سليمان متى 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: كرملش , ܟܪܡܠܫ(كل ما يتعلق بالقديم والجديد ) وبلدات Forum News (krmelsh) & our towns :: منتدى تاريخ وتراث كرمليس (كرملش ) وقرى وبلدات شعبنا في العراق heritage karamles Forum & our towns & villages-
انتقل الى: