الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60555مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: ابو ازاد إرهاب جديد بسلاح جديد : الباحث أبو أزاد الإثنين 15 أغسطس 2011 - 15:06
ابو ازاد .إرهاب جديد بسلاح جديد
15/08/2011
لا يذكر التاريخ القديم ولا الحديث من أن الشعب الإيزيدي قد أعتدى على أحد الشعوب، وهذا يبرهن على أنهم شعب وديع يعشق السلام. ورغم ذلك تعرض الشعب الإيزيدي إلى مئات حملات الإبادة، ذات التطهير العرقي (جيوناسيد)، نفذها الأقوام السامية والآرية على حد سواء، وبالإضافة إلى الحملات العسكرية التدميرية التي قام بها الإغريق والرومان والبيزنطيين.
كانت صفحة تاريخ الفتوحات الإسلامية هي الأسوأ، ومنذ بداية الفتوحات والإرهاب الإسلامي على الإيزيدية لم يهدئ. لاحظوا حجم الكورد اليوم في كوردستان وخارجها، فكلهم أحفاد الإيزيدية أسلم أجدادهم تحت تهديد السيف الإسلامي العربي الفارسي التركي، وعلى ضوء هذا قيسوا حجم شهداء الإيزيدية والدمار الذي لحق بهم على الساحة الإسلامية.
وها التاريخ يعيد نفسه، فنحن نعيش هذه الأيام في أجواء الفتوحات الإسلامية المرعبة, فعاد الإرهاب وعاد قتل الأبرياء من الإيزيدية بالجملة, وبات مستحيلا أن يعيش الإيزيدية في أمان داخل وطنهم وخارجه، فسلب الإرهاب الإسلامي إرادتهم وأضعف مقاومتهم ومزق صفوفهم، فباتوا عرضة للأمراض الشيزوفرنية والانحلال والذوبان هنا وهناك.
الإيزيديون اليوم يخشون قول الحق خوفاً من أن يُتّهموا بمعاداة الإسلام، فتتعالى ضدهم أصوات الفتاوى من كل ناحية، فيهب الجهاديون كأمواج الجراد، يحصدون أرواح المئات من الإيزيدية رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، فينهبوا الأموال ويسبوا النساء و يحتلوا القرى والمنازل ويهدموا المزارات .أذّكر ما تجاهلوه المؤرخين ، وهو أن الإيزيدية في نظر الإسلام كَفرة دمهم مهدور سلفاً ومسألة التنفيذ تبقى على الظروف وهي مرهونة بمزاج أصحاب القرار, وعلى أبناء الإيزيدية أن يعرفوا هذا جيدا، فعليهم أن لا يغرّهم ظهير مزيف أو قطعة سلاح أو جبل أشم أو طيش شباب أو زَلة لسان.
الفَرمان يعني حملة إبادة ( (genocide) وهي جريمة ضد البشرية ذات طابع تطهير عرقي. وحسب إحصاء بعض الكتاب فإن الإيزيديين تعرضوا في ظل الفتوحات الإسلامية إلى (72) فرماناً، نُفذت أكثرها من قبل الحكومات والجماعات والمليشيات الإسلامية العربية والفارسية والتركية و الكوردية.
لقد تقلص نفوس الإيزيدية بنسبة خمسة وتسعون بالمائة مقارنة بنفوس الكورد المسلمين وتقلص ممتلكاتهم بنسبة تسعة وتسعون بالمائة مقارنة بممتلكات الكورد المذكورين، وهذه النتيجة تدل على أن الفرمانات التي استهدفت الإيزيدية لا تَعُدّ ولا تُحصى، وهي تتواصل كل يوم وبأشكال مختلفة، فوجودُنا في المَهّجر هو أخطر الفرمانات قاطبة ولكن أين المفر..؟، وقد نخسر في المهجر تراثنا الديني والقومي بينما في الوطن سنخسر حياتنا معا...
في مثل هذا اليوم تعرضت منطقة سنجار عرين الإيزيدية إلى إرهاب جديد وبسلاح جديد صممه الإرهابيون بأحدث التقنيات.... أتساءل ماذا يريد هؤلاء الإرهابيين من الإيزيدية ..؟. و بالطبع لا شيء سوى أنهم ئيزيديون يريدون الحفاظ على معتقدهم الديني وتراثهم القومي، فهذا لا يشكل خطراً على أحد..؟. ولا يعقل أن يغيّر الإيزيديون دين آبائهم وأسلافهم حسب رغبة الإسلاميين المتشددين، ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ونحتمي بمظلة أوربا والأمم المتحدة التي أقرت بحرية الأديان.
الإيزيدية في العراق وسوريا وتركيا وأينما كانوا لا ينافسون أحد في أمور سياسة وكذلك في أمر وظيفية والمناصب، فهم لا يريدون من هذه الدنيا سوى رغيف خبز يسدّون به رمَقهم ، وطموحاتهم من الدولة التي يقيمون فيها لا تتجاوز حدود وظيفة شرطي أو حارس، وهم اقل الأقليات ليس في أوطانهم وإنما في العالم أجمع، فهم أضعف خلائق الله، لا بل إنهم مهددون بالانقراض.
الإيزيدية في سنجار أجوع الناس في العراق لا بل في العالم، فهم لا يعملون لأن لا وجود للعمل، ولا يحصدون لأنهم لا يزرعون، ولا يصنعون لأنه لا توجد مصانع، فإنهم مجرد أشباح بلا طعام وأجساد بلا كساء، فهم بين الحياة والموت، وأفواههم مفتوحة كأفواه فراخ العصافير في انتظار من يرحمهم ليضع فيها لقمة خبز أو شفة ماء.
فهذه المعاناة لا تشفي غليل المسلمين المتشددين حتى يشق بعض الإرهابيين طريقهم عبر عشرات السيطرات و المفارز لكي يفجروا شاحنات عملاقة مفخخة بعشرات الأطنان من المتفجرات في مجمعات الإيزيدية ألقصريه التي صنعها النظام البائد، فيقتلوا المئات من سكانها ويهدموا المنازل على رؤوسهم.
لماذا يا إرهاب..؟ هل هؤلاء الجائعين المهملين أشد خطراً عليكم من الأمريكان..؟ أم أن الجهاد في سبيل الله عندكم يمر من فوق أشلاء الإيزيدية المساكين الجائعين..؟. أم أن الجنة عندكم لا تتحقق إلا بسفك دماء من ليس على دينكم..؟. تباً للجنة التي لا تأتي إلا بسفك دماء الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.