عالم المغارات والكهوف في جبل القوش تاريخ يحكي قصة انسان وحضاره بقلم/ لطيف بولا

في جبل القوش مئات المغارات في باطن الوهدات وفي قممها بل هناك بيوت في القوش بنيت فوق مغارات وكهوف منذ تاسيسها بقرون عديدة قبل الميلاد ..وقد ساعدت الطبيعة على ايواء الانسان وتوفير له السكن قبل ان يتعلم بناء المنازل ..ولعدة سنوات وانا اتجول بين وهدات جبل القوش تنادبني تلك الوهدات من بعيد واحيانا يتطلب مني جهدا لاتسلق اليها لكي القي بتعبي على ذلك الرماد المتراكم لمئات من السنين في ارضيتها ولعله يحوي في طياته بقايا اديم اجدادنا الذين عاشوا وماتوا في تلك المغارات والكهوف ..قمتُ اليوم الثلاثاء 21 حزيران 2011 بمعية بعض الاصدقاء يونس قوجا وناصر اسمروا والنحات البارز الاستاذ بطرس قاشا بجولة في بعض الكهوف المتواجدة في وهدة ربان هرمز ..وفي هذه الوهدة بالذات مئات من الكهوف الطبيعية والمنحوتة . سبق وان تجولت في الكثير منها الا انني لم اصور الكثير منها في وقتها ومع الاسف .وفي جبل القوش عموما مئات من المغارات مثل كوبا دمايا ( كهف الماء )الشهير في اعلى جبل القوش وفيه عين ماء زلال وله تاريخ طويل كانت تقام فيه مراسيم دينية قبل الميلاد وكذلك كان يفعل اليهود اثناء زياراتهم لمرقد نبي ناحوم الالقوشي اذ كانوا يحتفلون ويقيمون مراسيم دينية بمسيرات من مرقد نبي ناحوم صعودا الى الجبل حتي الكهف المذكور .. وبجواره كهوف طبيعية واربعة اخرى حفرها الشيخ حنا حميكا وقد ناهز في وقت حفرها الثمانين من عمره وهو اليوم اطال الله عمره اسير الشيخوخة بعد ان قهر الثمانين عاما ولا زال في عزيمة الشباب !! وفي مدخل وهدة برسمل ِ وعلى الجهة اليسرى كوبا كوما ( الكهف الاسود ) العظيم وكانه ايوان كسرى ولكن ايوان كسرى آيلا للسقوط ولكن كوبا كوما الازلي لازال منيعا كالجبل الذي انجبه ! وعلى يمين كوبا كوما يوجد ايضا كوبا ديوناثا ( كهف الحمام ).. وفي وهدة بندوايا التي تجولت فيها ولمدة ساعتين تقريبا وجدتُ كهوفا كان احدها وهو في مدخل وهدة بندوايا على الجهة اليمنى كهفا رائعا في هندسته وكانه رسم بالفرجال لحسن استدارته منحوت في صخرة عالية صعدت على اكتاف صديق طويل الى ان استطعتُ ان امسك باناملي حافاته السفلى ثم رفعت جسدي بقوة (لانني العب عقلة ..! ) ودخلت الى الكهف لاجد ثلاثة مسطبات منحوتة على جوانبه الثلاث وفي الجهة اليسرى مدخل الى كهف اخر نـُحت َ بداخله..وكان السقف أسودا بفعل تراكم الدخان لمئات ربما للالاف من السنين وارضيته مغطاة بطبقات من الرماد واستنتجتُ من ذلك ان الانسان سكن هنا مئات بل الاف من السنين قبل ان يتعلم من الطبيعة كيف يبني مسكنا له من القش او الطين او من الحجارة !!.. وفي بداية وهدة بندوايا وتحت النصب الاشوري المنحوت في صدر الجبل والمسماة قصر شيرو وملكثا تحت هذه المنحوتة مغارة طويلة تحت الارض يقال انها تمتد مئات الامتار.. والدخول اليها يحتاج المرء الى اسطوانة اوكسجين ومصباح ضوئي ..والصور المرفقة مع هذا التقرير المتواضع هو لبعض الكهوف في قمة وهدة ربن هرمز وتحت الدير مباشرة .. وهي عبارة عن اربعة مجموعات من الكهوف وكل مجموعة تحتوي على عدة كهوف متداخلة وعلى شكل رواق طويل.. انني لانحني اجلالا لعظمة ذلك الانسان وتلك الارادة الفولاذية التي استطاعت ان تهندس وتحفر وتنحت تلك القرية الصغيرة وفي ذلك العلو الشامخ . انها تحكي ومن دون كلام عن قصة وتاريخ طويل يجهله اليوم الكثيرون لانهم نسوا اوتناسوا لغة تاريخ اجداهم العظام ... هناك كهوف ومغارات كثيرة لا يمكن حصرها في هذا التقرير .. في قمة وهدة قاشا حنا ايضا مغارة المنارة يقال انها تخترق الجبل لمئات الامتار , من وهدة قاشا حنا الى وهدة بـَرسمل ِ .. وفي قمة وهدة قفلا ,قبلا ( القافلة )زرزمين وهي عبارة عن حفرة في قمة الجبل وفي منطقة تشكل مسطح صخري , وهذا الزرزمين كما تدعى في القوش وضع على حافتها صخرة كبيرة خشية ان يسقط احد ٌ فيها وحينما نلقي بحجارة فيها تظل الحجارة تتدحرج لعدة ثواني ثم تسمع صوت ارتطامها بالماء !! وفي جبل بيسقين عدة كهوف ومغارات احداها كبيرة كانت حصنا للثوار وملجئا ومبيتا منذ مئات من السنين والى العصر الحديث.....وبعد ان ترك الانسان تلك الكهوف والمغرات كان يلجأ اليها بين الحين والاخر وخاصة وقت الشدة واثناء هجوم الغزاة واجتياح جيوش البرابرة فكانت خير ملجأ تحميهم ليس من ضربات السيوف بل حتى من قذائف الطائرات والمدافع والدبابات ...ولازالت ابوابها مفتوحة لكل الناس ..انها ملك الشعب تذكرنا بحياة المشاعية البدائية عند اجدادنا الاوائل ! وها انا ذا اعيش مع اصدقائي بين حين واخر تلك الحياة المفعمة بالبراءة والطيبة والتضحية في مغارات وكهوف اجدادنا أنني اقدسها لانها ملك الشعب ومركز المشاعية البدائية لكنها خالية اليوم لان الناس تأكل بعضها في صراع لاينتهي وتشكو من ازمة سكن !!!!!!!!!!!!!!!

[ https://i.servimg.com/u/f46/12/36/04/46/726.jpg