د . حميد عبد الله : الربيع العربي .. والخريف العراقي !
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60577مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: د . حميد عبد الله : الربيع العربي .. والخريف العراقي ! الأحد 28 أغسطس 2011 - 12:50
د . حميد عبد الله : الربيع العربي .. والخريف العراقي !
27/08/2011
هلْ ان معادلة (نربحُ الحريات ونخسر الاوطان) قد تحولت الى قانون فرض نفسه على الواقع في البلدان العربية ؟ما معنى الحرية بلا وطن؟! ولماذا، في البلدان العربية وحدها توضع الشعوب بين خيارين:الحرية أو الوطن؟.. والتضحية بأي منهما أكثر مرارة وخيبة وخسراناً من الآخر! مصر الى المجهول،وقبلها وضعت تونس على الطريق نفسه، وليبيا تتجه الى المصير ذاته ، واليمن تسارع الخطى لتوضع على الجادة إياها،أما سوريا فانها تكافح لتدرأ الفوضى والضياع بالاصلاحات التي قد تفلح في انقاذ ما يمكن انقاذه،أو قد تخفق وتفشل! تجربة العراق، لمن يتمعن ويفحص ويختبر ويتعظ، كافية لتجعل الشعوب ترضى بما هي فيه، فالربيع الذي تطلع إليه العراقيون مازال خريفاً ملبداً بالعواصف والغيوم السود، وحتى الحرية التي قايضناها بالوطن فأنها ما زالت اشبه بسراب ما ان نهمّ للامساك به، حتى يتبدد ويهرب،وكأنه يمارس معنا لعبة المخادعة! ثماني سنوات والخطر لمّا يزل محدقاً بنا، وهذا ما يراه أكثر المتفائلين بالتجربة وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي قال بالفم الملآن: ان العراق لم يتجاوز المخاطر بعد! مصر مسجّاة على وسادة، كما هو حسني مبارك. والعراق مثخن بالجراح، وبعض جراحاته غائرة، الى حد يصعب الشفاء منها. واليمن جريح كرئيسه الدكتاتور. وليبيا على كفّ عفريت، كما هي نوبات عقيدها الجنونية وهلوساته الخرافية ووو ..الخريف ربما يطول ويطول، قبل ان تشرق شمس الربيع ويشيع دفئه! الفارق بين الخريف العراقي والربيع العربي ان خريفنا من صناعة المحتل و(ربيعهم) من صناعة الداخل،وتأثيرات الخارج.لكن الذي لا شك فيه ان الشعوب التي تعرضت للزلازل والعواصف والبراكين والهزات لم تذق طعم الربيع، ولم تنعم به حتى هذه اللحظة!