♥╠ نذور مآر زيـا وخبز العباس للمفتي الكرمليسي عمي يعكَوب "أبو خالدة" ╣♥ نتواصل بعد أنقطاع دام طويلا ً وسلسـة أخرى من نوادرظرفاء،طرائف وفكاهات كرمليسية
كما هو معروف لكبار السن بعد تقاعد عمي المرحوم ياقو " پَاچـو " من السكك حيث كان يعمل مـع نخبـة من أبناء كرملش على خطوط نقل سكة حديد الجمهورية العراقية (( س ح ج ع )) أنشأ دكان لـه في بيتـه في بغداد ــ الدورة .. ولا زال الدكان والبيت قائم لحد اليوم ؛ حيث عمل جنبا ً الى جنب مـع زوجتـه "المكافحه" جوزة موسى حنطيـه أطال الله عمرها المديد إن شاء الله .
كان الدكان بمثابـة نقطة تجمـع وألتقاء أهل المنطقة بمختلف أطيافهم لأنـه ضمن الحي السكني وهو معروف وأشهر من نارعلى علـم لأنـه بالإضافة لما ذكرت كان يشتري ويبيـع آثاث بيوت من يهاجر ويغادر العراق في سبعينيات القرن الماضي وخاصة الآثوريين ومعظمهم في منطقـة (( الدورة )) ؛ وكان شريكه بالمناسبة المرحوم نوح يعقوب العبدلي ( يشتري شـلع كل الآثاث ويبيع مفرد )
كانت النساء أكثر ترددا ً على المرحوم عمي وأذكر منهن : مِيبل ـ أكْنـس ـ يَـسمـه ـ خزيمـه ـ مَيو ـ أم ذكرى أم روفي ـ أم علاوي ـ إليشيا ـ وأم حسن . وغيرهم بالاضافة للرجال .
كان من ضمن البضاعـة الكاسِـده صمون الإعاشـة والخبز العربي .. فرغم محاولاتـة وصيحاتـه لبيعـه كـ " صمون كاهي ناهي " وغيرهـا فلا من مـُشتري ؛ فعندمـا يبقى كميـة كبيرة بلا بيـع لا أحد يشتريـه اليوم التالي "بايت" وأجواء بغداد قاسية لا يتحمل المبيت ؛ كان يقول لأحداهـُن من أخواتنا الآثوريات " يا خاثي إليشيا ثيل بخلمي مار زيـا " حلمت الليلـة بأن مار زيـا جاء من عندكم ولم تضيفوه وكان في غايـة الحزن والمرارة لأنكم لم تقوموا بواجب الضيافـة وكان جائعـا ً فطلب مني قصاقيص الصمون ؛ فقلت لـه هذة كُونيـة صمون لك وآني الممنون وكل الدكان فدوى ألك .
فالنساء على طيبتهن وبساطتهن كانت تنزعج لأن مار زيا يستحق كل شـيء فكانت تقول " مام ياقو " لا تكمل أنا وأولادي فدوى لمار زيا أعطني كل ما لديك من صمون لأوزعـه للفقراء والعوائل ؛ فكانت تشتري ما لديـه وتوزعـه نذر لمار زيا على معظم بيوت المنطقـة .
أما أم علاوي فكان يقول لهـا : الله يرحمـه لأبو علاوي يا حرام الليلـة طلب مني بالحلـم خبز وماء وكان جائعـا ً وعـطـشـانا ً ؛ وضعـه وحالـه لم يعجبني أبدا ً بالمرة ؛ أستحلفك ِ بربك ِ هل أعطيتم صدقـه عن روح زوجك المرحوم ؟ هريسـه مثلا ً چـاي الحـسين أو خبز العباس أو أمور أخرى !! فقالت << سـُوده عَليـه >> فأخذت كل الخبز مـع ما لديـه من خضره ريحان ورشاد وكراد ومعدنوس وتقوم بتوزيـع خبز العباس هي وأولادها لكل الجيران بدون تفرقة مسلمين ومسيحيّن .. فقراء وأغنياء ــ بيت بيت ــ دار دار ــ زنكَـه زنكَـه .
هذا قليل من كثير لا يزال بجعبتنا ؛ حيث تساعدني أبنته العزيزة ناهدة يعقوب يوسف حنا أيليا في إعداد مُعـظم نوادرظرفاء،طرائف وفكاهات كرمليسية الخاصـة بـه لأننا على أتصال وتواصل دائم .
ملاحظـة / لمن لا يعرف
لـُقِـب رحمـه الله بـ " پَاچـو " لكثرة پَاچـوراتـه أي مقالبـه وفكاهاتـه وطرائفـه